كشف عضو في اللجنة المركزية لحركة «فتح»، أن الرياض استقبلت، الأسبوع الماضي، مدير جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، بصورة سرية وبعيدة عن أعين وسائل الإعلام.
وأكد القيادي -الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه- أن زيارة «فرج» للرياض استمرت 3 أيام، والتقى خلال زيارته قيادات سعودية رفيعة المستوى، بتوجيه مباشر من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، حسب موقع «الخليج أونلاين».
وأشار إلى أن اللقاء السري بحث العديد من الملفات المهمة المتعلقة بالأوضاع الفلسطينية، وعلى رأسها «صفقة القرن»، وسبل إعادة تحريكها مجددا رغم القرار الفلسطيني الرافض لها، حسب ما صرح الرئيس محمود عباس مؤخرا بأن «الوساطة الأميركية انتهت تماما، وأن الصفقة هي بمثابة صفعة».
وقال القيادي في فتح: «لا تزال الرياض متمسكة بصفقة القرن، رغم الرفض الفلسطيني لها، والتصعيد الأميركي والقرارات الخاصة بالقدس ونقل السفارة الأميركية لها، وقطع المساعدات المالية عن السلطة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وتحاول طرق كل الأبواب التي تمكنها من فرض رؤيتها الجديدة علينا».
وذكر أن لقاءات المسؤولين السعوديين مع اللواء «فرج» بحثت هذا الملف بشكل معمق وجدي للغاية، في محاولة للوصول لنقطة تقاطع مشترك، تُجبر فيها الرئيس «عباس» على التراجع عن قراره الأخير برفض الصفقة والوساطة الأميركية في المفاوضات مع إسرائيل، وذلك ضمن شروط معينة ورؤية سعودية خاصة.
وأوضح أن «السعودية تريد أن يكون لها دور قوي في الساحة الفلسطينية، وأن تلعب بكل الأوراق التي تستطيع الوصول لها»، مشيرا إلى أن الرياض تثق كثيرا برجل المخابرات الأول في فلسطين، وتحاول أن تصدره للمشهد الفلسطيني والعربي وكذلك الدولي.
وأضاف القيادي أن «بقاء الرئيس عباس على كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية دخل العد العكسي؛ لذلك هي تحاول تجهيز خليفته المحتمل لهذا المنصب، وفقا لرؤيتها الخاصة، وقد يكون اللواء ماجد فرج في نظرها هو الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية».
وقبل أيام صدر تصريح جريء عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «أحمد مجدلاني»، اتهم فيه الرياض «بنقل مقترحات (صفقة القرن) الأميركية التي تقوم على تصفية القضية الفلسطينية»، لكن سرعان ما أخرجت الرئاسة الفلسطينية بيانا تتنصل فيه من تصريحات «مجدلاني» حول دور الرياض بالصفقة، لكن دون أن تنفيها.
وكانت تقارير إخبارية قد أوردت في السابق أن «بن سلمان» استدعى الرئيس «عباس» إلى الرياض، وأبلغه بمضامين «صفقة القرن»، وحاول الضغط عليه وهدده بالإقالة في حال رفضها، وتعيين من يقبلها في منصبه.
وتناقلت مواقع إسرائيلية، تقارير حول ضغوط سعودية على القيادة الفلسطينية للقبول بمخططات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ما يعرف بـ«صفقة القرن»، والتي بحسب التقارير تقدم حلا للقضية الفلسطينية على حساب الحقوق الوطنية للفلسطينيين.