قال الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية، إنّ «فرص فوز الفريق سامي عنان بانتخابات الرئاسة كبرى؛ خاصة وأنّ هناك اتجاهًا ولو جزئيًا داخل المعارضة، بما فيها الإخوان، لدعمه؛ ما يعني أنّ اللجان الانتخابية ستشهد في هذه الحالة حشودًا للإطاحة بالسيسي والتخلص منه، وهؤلاء بالطبع ملايين وليسوا أعدادًا قليلة».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «السيسي له أعداء كثيرون يرغبون في التخلص منه؛ على رأسهم الإخوان والتيارات الثورية المختلفة، وكذلك أصحاب المصالح المالية التي توقفت بسبب سياسة الدول الاقتصادية، ودول عربية وغربية؛ وإذا تحالف هؤلاء سيسقط السيسي بسهولة».
وأعلن الفريق سامي عنان مساء الجمعة الماضية اعتزامه الترشح رسميًا لخوض انتخابات الرئاسة المصرية، المزمع إجراؤها في شهر مارس القادم، وعيّن المستشار هشام جنينة (الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات) نائبًا لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور، والدكتور حازم حسني (الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية) نائبا لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي ومتحدثًا رسميًا باسمه.
كما دعا مؤسسات الدولة إلى الحياد «بين جميع من أعلنوا نيتهم الترشح للرئاسة، وبعدم الانحياز غير الدستوري لرئيس قد يغادر منصبه خلال شهور قليلة، فهو منذ الآن مجرد مرشح محتمل بين مرشحين آخرين».
ستة شروط
من جانبه، وجّه يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة الإخوان المسلمين، مساء الأحد رسالة إلى الفريق سامي عنان بمناسبة إعلان عزمه الترشح لرئاسة مصر، وقال إنّ الجماعة قد تقبل انتخابه للرئاسة بشرط التزامه بستة شروط.
ولا يشغل يوسف منصبًا رسميًا في الجماعة الآن؛ لكنه قال لعنان: «قرأنا إعلانك عن قرارك الترشح لرئاسة الجمهورية، بهدف المساهمة في إصلاح ما دمرته الرئاسة الحالية… من عنف وتراكم للديون وضياع الأمن وبيع الأرض والثروات»، و«أقول لك بلا مواربة إن الإخوان المسلمين سيظلون مع التوافق الوطني، وقد يقبلون بانتخابك للرئاسة مراعاة لعدة أمور».
وذكر «يوسف ندا» الشروط كالتالي: عودة الجيش لخدمة الشعب وحمايته وحماية الدولة، إعادة الاعتبار لنتائج الانتخابات والطلب من رئيسها المنتخب محمد مرسي (محبوسا حاليا) التنازل لصالح الأمة، تطهير الشرطة والقضاء، إعادة النظر في القرارات المتعلقة بثروة مصر وحدودها، إلغاء الأحكام المسيسة التي حكمت في عهده والإفراج عن المعتقلين وتعويضهم.
ولا تمثّل رسالته يوسف ندا الشخصية موقف جماعة «الإخوان»، التي لم تعلن للآن موقفًا رسميًا بخصوص الرئاسة المقررة في مارس المقبل؛ لكنه ألمح إلى إمكانية أن يتوسط بين الجماعة ورئيس الأركان السابق، مخاطبًا إياه: «ليس من العسير أن تجد الوسيلة للتواصل معي من أجل الخير لبلادنا العزيزة». وختم رسالته قائلًا: «اسأل الله لك (عنان) العون والحماية والتوفيق لخير بلادنا وشعبها».
التخلص من الشيطان
وبعده بساعات، وجّه عبدالرحمن يوسف القرضاوي رسالة إلى المرشح الرئاسي المحتمل الفريق سامي عنان، رئيس الأركان السابق، فيها شروط للفوز بالانتخابات الرئاسية؛ أبرزها الحصول على الدعم الشعبي عبر شخصيات سياسية، إضافة إلى كتلة المصريين (والمنفيين) في الخارج؛ لحماية الصناديق بكثافة التصويت، وبمراقبة التجاوزات، لافتًا إلى احتمالية دعمه للتخلص من السيسي «الشيطان».
وقال عبدالرحمن إنّ رسالته تعبّر عن «كتلة ضخمة في المجتمع المصري»، ونشرها على صفحته في «فيس بوك»، ووصق اختياره المستشار هشام جنينة (رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق) والدكتور حازم حسني نائبين له بـ«المحترمين»، مؤكدًا أنه «أول من قدم تنازلات باختيار شخصيات مدنية لها شعبية رغم نظرة العسكريين للمدنيين».
وطالب عبدالرحمن من سامي عنان ضرورة تقديم مزيد من التنازلات في سبيل تحقيق التوافق الذي يؤدي إلى تغيير الوضع الحالي وإنقاذ مصر مما هي فيه، مؤكدًا أنّ «عنان ليس المرشح المفضل له، مرجحا أن يدعم ترشحه؛ معللا ذلك لامتلاكه فرصة حقيقية في الفوز، مشيرا إلى أن خيار المقاطعة هو الأجدى؛ لأن المراهنة على من لا يملك أي فرصة في الفوز ليس أكثر من شرعنة للوضع الحالي، وإحراج محلي ودولي للمعارضة، وإظهار للعصابة الحالية وكأنها البديل الوحيد لمصر».