قال مسؤولون أميركيون كبار، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تتحرك بشكل أسرع مما كان متوقعا لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس بحلول عام 2019، عبر تحويل قنصليتها هناك إلى سفارة، وذلك على الرغم من إصرارها، الشهر الماضي، على أن هذه الخطوة لن تحدث حتى نهاية فترة الرئيس الحالي بنهاية عام 2020، بحسب «الخليج الجديد».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن واشنطن لم تعد مهتمة بتخفيف الصدمة السياسية التي أدت لتظاهرات واسعة في داخل فلسطين والعالم العربي بشكل أثار الشكوك حول «ترامب» كعراب سلام نزيه.
وأشارت الصحيفة إلى طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، فكرة حول نقل سريع للسفارة، يوم الأربعاء، الماضي عندما قال للصحفيين إنه سيتم نقلها «في غضون عام» وهو ما يناقض ما قاله «ترامب» بعد ذلك بساعات عندما قال: «لا نقوم في الحقيقة بالعمل على هذا».
وبحسب الصحيفة، لم يتضح بعد ما إذا كان مستشارو «ترامب» قد أطلعوه على الجدول الزمنى الجديد حتى يوم الخميس، وقال المسؤولون الأميركيون إن «ترامب» كان يشير إلى بناء مجمع سفارة جديد تماما في القدس توقع وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» أنه سيكتمل «ربما ليس قبل 3 سنوات، وهذا طموح جدا».
لكن وزارة الخارجية الأميركية استقرت بعد ذلك، بحسب «نيويورك تايمز»، على خطة أكثر تواضعا لتحويل مبنى قنصلي قائم في حي أرنونا، بالقدس الغربية، إلى مقر للسفارة، ومن شأن ذلك أن يقلل من تكلفة المشروع وأن يسمح للسفير «ديفيد فريدمان» وطاقمه بالانتقال إلى هناك في وقت مبكر من العام المقبل.
والمبنى المشار إليه هو قنصلية الولايات المتحدة في القدس الغربية، ويعتقد الكثيرون أن هذا المبنى القنصلي، الذي أنجز قبل سنوات عدة ويخدم المواطنين الأميركيين في هذه المنطقة والفلسطينيين الباحثين عن التأشيرة، يمكن أن يكون موقع سفارة الولايات المتحدة في القدس.
وكشفت الصحيفة أن توقيت نقل السفارة أثار توترا بين «تيلرسون» والبيت الأبيض؛ فقد دفع فريدمان الذي عمل محاميا لـ«ترامب» في اتجاه نقل السفارة هذا العام ولقي دعما من «غاريد كوشنر» صهر الرئيس والمسؤول عن ملف ما يسمى «صفقة القرن»، لكن وزير الخارجية طلب في مقابلة من الرئيس يوم الخميس مزيدا من الوقت من أجل تحديث المبنى والتأكد من سلامته والإجراءات الأمنية فيه، ووافق «ترامب» على ذلك بالفعل.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة «ستيفن غولدستين»: «ما لاحظناه أن وزير الخارجية يريد مزيدا من الوقت بدافع أمني حتى تهيئة المبنى بشكل جيد وليس بدافع سياسي».
ووفق الصحيفة، يقع حي أرنونا قرب الخط الأخضر الذي كان بمثابة حدود إسرائيل من عام 1949 إلى حرب الأيام الستة عام 1967.
ويستخدم المبنى اليوم لإصدار التأشيرات وتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأميركيين إلا أنه بحاجة لتحصين حتى يستطيع السفير القيام بعمليات ومهمات سرية فيه، رغم أنه مبنى حديث وبأمن جيد أفضل من السفارة في تل أبيب.
وقال المسؤولون إن البحث عن مكان للسفارة الجديدة وبناءها يحتاجان إلى 6 أعوام بكلفة ما بين 600 مليون إلى مليار دولار، إلا أن الخبراء القانونيين قالوا إنه لا شيء في قانون 1995 يحظر على الولايات المتحدة تعليق لافتة على القنصلية الأميركية في القدس وتسميتها سفارة، فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي فتحت الولايات المتحدة وعلى عجل سفارات في مبان مؤقتة في عواصم الدول المستقلة حديثا.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن نقل السفارة سريعا قد يكون مهما لـ«ترامب» الذي يواجه انتخابات مهمة في نوفمبر 2020، خاصة أن قراره لاقى دعما كبيرا لدى القاعدة الإنجيلية والمتشددين الأميركيين الداعمين لإسرائيل مثل شيلدون أديلسون، الملياردير المعروف.
يذكر أن الرئيس الأميركي أعلن، يوم 6 ديسمبر الماضي، اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) وأوعز بنقل السفارة الأميركية من (تل أبيب) إلى المدينة المقدسة، في خطوة مخالفة لجميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالصفة القانونية للقدس.
وتسبب قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس بموجة غضب في العالمين العربي والإسلامي، كما رفضته معظم الدول الغربية.
وعلى خلفية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته مصر في مجلس الأمن الدولي لإدانة إعلان «ترامب»، رفعت تركيا واليمن هذه الوثيقة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصوتت الأغلبية الساحقة من أعضائها (128 دولة)، في 21 من ديسمبر، لصالح المشروع.