دعا عبدالفتاح السيسي المصريين إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في مارس المقبل، قائلًا: «أوعى تسيب حقك لغيرك، وانزل عشان ضميرك يبقى مستريح، قول اللي أنت عايزه، دستور 2014 اتعمل بشكل متقدم، ومتطور، عشان يحقق آمال المصريين».
جاء هذا في كلمة له بالمؤتمر المنعقد بالقاهرة لليوم الثالث على التوالي بعنوان «حكاية وطن»، وتناولت جلسة اليوم السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة، إضافة إلى فقرة «اسأل الرئيس»؛ التي يعدها مراقبون بدء الحملة الانتخابية للسيسي لخوض ولاية رئاسية جديدة.
وقال السيسي: «في ناس بتقول مش عاجبنا أداء مجلس النواب، وبتقول فين التشريع والرقابة؟ هذا لا يليق.. يا ريت كل واحد يشوف دوره، وينفذه بجدارة، وكفاءة.. والانتخابات كانت حرة، و50% من النواب الحاليين جُدد».
«الإرهاب» وسيناء
وقال السيسي إنّ عدد المصابين من الأجهزة الأمنية المصرية فيما أسماها «الحرب على الإرهاب» بسيناء وصل إلى 13 ألفًا، وحجم ما ينفق على تنمية سيناء تجاوز ربع تريليون جنيه لعدد سكان يبلغ 600 ألف نسمة.
كما تحجج السيسي بإزالة منازل المواطنين في سيناء من أجل هدم الأنفاق التي تصل بين قطاع عزة وسيناء، مضيفًا: «فيه أنفاق أكتر من 3 كيلو، فيه مصر بنكافح الإرهاب بجد يعني إيه بجد مش بوشين هو وش واحد، من سنتين قطعنا الفاصل للحفاظ على بلدنا، خلصنا 1.5 كيلو، سبب التجرؤ على مصر حدث في أعقاب ثورتين، مكانة مصر وهيبتها تتراجع عند أول مظاهرة تتطلع».
وادعى السيسي «عندما نشيل البيوت بنعوض الناس، رغم أنهم حابين يكونوا موجودين هناك بس مش قادرين على الناس دي، لو حد سقط خطأ يتم التعويض، هيبقى فيه جهد لعودة الدولة لسيناء».
القوة الغاشمة
وعلّق على استهداف طائرة وزيري الدفاع والداخلية بسيناء قائلًا: إنها «اتضربت من المزارع الموجودة حوالين المطار، بنعمل حرم آمن لمطار العريش عشان يرجع بلا تهديد، الدولة تعود، يا تساعدونا يا تساعدونا، عمر ما هيبقى على حساب الناس، دفعنا كتير أهلنا هناك معذورين، ولسه ما بدأناش استخدام العنف الشديد، والقوة الغاشمة الحقيقية للقضاء على الإرهاب، وهاتشوفوا ده الفترة الجاية».
وزعم السيسي أنه «مافيش بيت طلعت منه طلقة في سيناء، وخلينا القوات تشيله، ومافيش مزرعة طلعت منها طلقة، وخلينا القوات تشيلها.. ولن نسمح باستمرار هذه الأوضاع، وإحنا غاشمين في استخدمنا للقوة أوي عشان مش هانسمح بشيء آخر هناك.. أهلنا في سيناء لازم يساعدونا بجد، عايز سيناء تبقى مع مصر».
خريطة تطور الإرهاب
ومضى قائلا: «اتخذنا إجراءات لاستعادة قوى الدولة الشاملة، حيث تطورت القدرة العسكرية للجيش المصري، وأصبحت مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق.. وده عشان نحمي بلدنا، والسلام اللي قولت عليه.. ليبيا فناء خلفي لنا، وأي حد في وضعنا كان هايقوم بعمل عسكري فيها، طبقاً لحسابات السياسيين والاستراتيجيين.. لكننا تعاملنا بشكل مختلف، دون تقصير في أمننا القومي.. ومن يقترب من حدودنا، فنحن جاهزون له».
وقال السيسي إنّ «مصر لم تكن لديها أيّ معلومات أو خريطة عن تطور الجماعات الإرهابية خلال السنوات الماضية، وأنا يومين، وهامشي أروح عند ربنا.. عينك يا مصري على بلدك، أوعى بلدك تروح منك.. خلوا بالكو منها، ولا يجب السماح بالنيل من مصر مهما يكن.. بعد الثورة ناس خرجت من السجون، وأخدت عفو، وفيه ناس شهيتها الاعتداء على الآخرين، وإنها تقتل وتفجر».
واعتبر السيسي ما حدث في أحداث 30 يونيو كان «إرادة للشعب»، وأنّ تحركه لضبط الأمن في الشارع كان بـ«شرعية شعبية»، عبر خروج المصريين لتفويضه بمحاربة «الإرهاب المحتمل» في 26 يوليو 2013، مشيدًا بموقف السعودية في ذلك التوقيت، وتعاملها مع المجتمع الدولي لدعم مصر.
أزمة سد النهضة
وعن تفاقم أزمة سد النهضة قال السيسي: «الدولة أدارت الموضوع من خلال تفهم الآخرين، وإحنا عايزين يكون عندهم تنمية، ويكون عندهم كهرباء، ويعيشوا.. تفهمنا ده مقابل عدم المساس بحصة مصر من مياه النيل. وسنعمل على أكبر برنامج لمعالجة مياه الصرف الزراعي والصناعي في مصر، لإعادة استخدام المياه بشكل آمن بتكلفة تتراوح من 120 إلى 150 مليار جنيه».
وواصل السيسي: «لما تتخلوا عن رئيس الجمهورية مش هايبقى عنده سياسة مستقلة، لما تتخلوا عن الدولة مش هايبقى عندها سياسة مستقلة.. إحنا أقوياء بيكم أنتم يا مصريين، ولدينا علاقات متوازنة مع الجميع.. حافظوا على هويتنا، بعد ما مؤسساتنا رجعت بشكل كويس.. لكن لسه ماوصلتش لقدرتها اللي أنتم مستنينها.. كل ما نأهل، ونعلم، كل ما إمكاناتنا تزيد».
نموذج تخويفية
واستشهد السيسي بما فعله العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووقوفه إلى جانب نظامه بإصدار بيان قوي رافض للمساس بمصر، واصفًا موقف المملكة مع مصر بالشريف، بالنظر إلى دور وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل وسفره إلى العاصمة الفرنسية باريس لدعم مصر خارجيًا.
وقال السيسي إنّ «مؤسسات الدول التي تُهدم لا تعود مرة أخرى، وإن ظلت موجودة، فلا تستطيع القيام بعملها، بدليل الأوضاع في دول أخرى.. انظروا لأفغانستان، وما تعانيه منذ 40 عاماً، والصومال بقالها 25 سنة.. هدم المؤسسات يفتح الباب أمام كل العناصر الأخرى، وما تحقق لدينا في ظل الظروف اللي عاشتها مصر عظيم جدًا»، على حد زعمه.
علاقته بالأقباط
وعن علاقته «الجيدة» مع المسيحيين، قال إنّ تعامله معهم ليس من قبيل السياسة؛ وإنما من مبعث ديني يأمر بمعاملتهم مثل المسلمين، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، متابعًا: «معاملتي مع أشقائي المسيحيين ده هو دينّا الحقيقي العظيم جداً.. اللي إحنا أسأنا ليه، وخليناه بالصورة اللي انتم شايفينها.. وأنا حاطط ربنا في كل تصرفاتي، ومعاملاتي معاكم!».
واختتم السيسي حديثه قائلًا إنّ «دور السينما في الحفاظ على البلاد، وتنميتها بشكل أكبر.. والسينما الحقيقية عليها أجر وثواب لا أحد يتخيله، حينما تدعو إلى الفضيلة، والقيم، والمبادئ»، معرباً عن ألمه من تداول أي ألفاظ بذيئة بوسائل الإعلام، أو أي حديث «مالوش لازمة»، حتى مع كل الدول المختلفة مع مصر، وتسيء إليها.