أفادت مصادر خاصة بأن رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان، أرجأ الإعلان بشكل شخصي عن ترشحه بانتخابات الرئاسة المصرية 2018، انتظارا لموافقة من المجلس العسكري، بحسب «الخليج الجديد».
وأوضحت المصادر أن «عنان» لا يزال عضوا بالمجلس العسكري، وأن هذه الصفة هي ما تمنعه من الترشح دون الحصول على موافقة المجلس، رغم أن صفته هذه شرفية لا تمنحه حق المشاركة في اجتماعات المجلس والتصويت داخله.
وأضافت أن الفريق أرسل طلبا بشأن ذلك يوم الخميس 11 يناير الجاري، قبيل اجتماع حزب مصر العروبة الذي قرر ترشيحه بانتخابات الرئاسة، ثم أرسل مرة ثانية لاستعجال الرد.
ووفق المصادر، فقد تلقى «عنان» وعدا بالرد عليه في أقرب فرصة، مرجحة أن يكون ذلك غدا السبت.
ولم تستبعد -المصادر نفسها- أن يوافق المجلس العسكري على ترشح «عنان»، خاصة أن عددا من القادة العسكريين السابقين يؤيدون ترشحه بشكل كبير بسبب سلسلة الإخفاقات الحالية لإدارة عبدالفتاح السيسي.
وكشفت أن بين هؤلاء القادة العسكريين، قائد عسكري كبير (رئيس أركان سابق أيضا) إضافة إلى عدد من أعضاء المجلس العسكري، مشيرة إلى أن جميع هؤلاء لهم أنصار داخل المجلس العسكري من تلامذتهم.
وتابعت بأن عددا من أفراد المجلس العسكري الحالي يتململون من طريقة إدارة «السيسي»، ويرون أن تغييره في الفترة الحالية ربما يكون أفضل لنزع فتيل أي غضب أو احتقان شعبي، خاصة أنه محسوب على الجيش بشكل مباشر، بينما ستكون أي قيادة عسكرية سابقة غير محسوبة على الجيش بهذا الشكل.
وخلال الأيام الماضية، حاول «عنان» التواصل مع عدد من الإعلاميين والصحف؛ تمهيدا لحملته الرئاسية المرتقبة، لكن معظمهم خافوا من ذلك، وفضلوا إرجاء ذلك إلى حين موافقة المجلس العسكري على ترشحه، وهو ما يعني ضمانة بعدم ملاحقتهم أو إيذائهم عند التواصل معه، بحسب المصادر.
لكن المصادر استدركت أن بعضهم تواصل معه مؤخرا تحسبا لموافقة المجلس العسكري على ترشحه وتزايد فرص نجاحه، وهو ما سيجعلهم من المغضوب عليهم لاحقا، وشرحوا للفريق أسباب خشيتهم، وطلبوا منه أن يبقى تواصلهم معه سريا للحفاظ على أمنهم.
وحول الحملة الرئاسية واستعدادات الفريق، قالت المصادر الخاصة إن كل شيء يسير بشكل جيد، «عنان» قد اختار (تقريبا) المتحدث باسم حملته، وهو شاب يجيد التحدث بأكثر من لغة، والتواصل مع الإعلام بشكل فعال، لكن ليس له نشاط سياسي سابق وغير معروف سياسيا أو إعلاميا على نطاق واسع وهو ما كان يفضله الفريق.
وبشأن تأخر موافقة المجلس العسكري إلى حين فتح باب الترشح وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى تفويت الفرصة على عنان في جمع التوكيلات، نفت المصادر تلك المخاوف، وأبدت استعداد الفريق جيدا لإنهاء كل الأوراق اللازمة لترشحه فور الحصول على هذه الموافقة.
وأمس الخميس، كشفت مصادر مصرية مطلعة لـ«الخليج الجديد»، أن إعلان رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، الفريق سامي عنان، خوض السباق الرئاسي، هو السبب الحقيقي وراء إقالة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء خالد فوزي؛ حيث أكدت أن هناك قناعة كبيرة لدى «السيسي» بأن «فوزي» يقف وراء الدفع بـ«عنان» في اللحظات الأخيرة لخوض الانتخابات الرئاسية التي ستجرى مارس المقبل.
وأضاف المصادر، القريبة من حملة «السيسي» الانتخابية، أن الخطوة التي أقدم عليها «عنان»، جاءت بضوء أخضر من جهاز المخابرات العامة، بعد انسحاب رئيس وزراء مصر الأسبق، الفريق أحمد شفيق من المعركة الانتخابية قبل أيام.
ويسود استياء كبير جهاز المخابرات العامة، إزاء سياسات «السيسي»، الذي أقال خلال 3 سنوات 119 مسؤولا من الجهاز، بينهم قيادات رفيعة، ووكلاء لرئيس الجهاز، بالإضافة إلى سحب الكثير من اختصاصاته، وتقزيم دوره لصالح «المخابرات الحربية».
كما سبق أن تضمن أحد التسجيلات الصوتية المسربة، سبابا من الضابط «أشرف الخولي»، لجهاز المخابرات العامة بلفظ مسيء، واتهاما لها بالوقوف وراء «شفيق»، ما اعتبر عدم رضا من الجهاز الأكثر ولاء لـ«السيسي»، تجاه سياسات «فوزي» ورجاله.
وفي 11 يناير، أعلن حزب «مصر العروبة» قراره الدفع بمؤسسه الفريق سامي عنان بانتخابات الرئاسة المصرية 2018، المقرر الاقتراع فيها مارس لمقبل، وأكد أمينه العام أن «عنان» وافق على طلب الحزب.
ومنذ ذلك الحين لم يظهر «عنان» بشخصه ليعلن ترشحه للرئاسة، وهو ما أثار تكهنات بتراجعه عن هذه الخطوة، لكن حزبه شدد على أنه لم يتراجع، وإنه أرجأ خطوته لحين إتمام جمع التوكيلات المقدرة بـ25 ألف توكيل تأييد للترشح من المواطنين موزعين 15 محافظة بحد أدنى ألف مواطن في كل محافظة منها، أو الحصول على تأييد 20 نائبا برلمانيا.
وسبق لـ«عنان» أن أعلن ترشحه بانتخابات الرئاسة المصرية عام 2014، في مواجهة «السيسي» أيضا، لكنه عاد عن قراره بعد وساطات بينهما، وأعلن انسحابه منها.