أكّدت صحيفة «دايلي صباح» أنّ الدول الغربية ما زالت تسعى إلى تشويه صورة تركيا ولإطلاق حملات دعاية ضدها وأنها دولة قمعية يحكمها نظام استبدادي، مرجعة ذلك في مقال للصحفي التركي الأرمني «ماركار إسايان»، إلى فشلهم في السيطرة عليها وإخضاعها كما حدث مع دول أخرى في المنطقة، متهما أيضا دول الخليج بلإنفاق مليارات الدولارت لأهداف تتماشى مع هذا الغرض.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، تعد تركيا مثالا قويا على التعددية واحترام حقوق الأقليات والتعددية الدينية وحرية ممارسة الشعائر، مضيرا إلى الافتتاح الأخير لكنيسة «سفيتي ستيفان» على شاطئ جزيرة القرن الذهبي في أسطنبول، والتي افتتحها مؤخرا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح الكاتب أن الكنيسة أغلقت لمدة سبع سنوات كاملة، وكانت بنيت قبل 120 عاما، وهي بمثابة دار عبادة تجمع الأرثوذكسيين البلغاريين في أسطنبول، وحضر مراسم الافتتاح الرئيس التركي ورئيس الوزراء بينالي يلديرم ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، وعدد من القادة الدينيين، وبلغت تكاليف ترميمها، 4.2 مليون دولار.
وأشار إسايان إلى تصربحات الرئيس التركي خلال الافتتاح، والتي أكد فيها على ان التجربة التركية قائمة على التعايش السلمي، وهو نهج تتبعه تجاه جميع الأديان والأفكار والمعتقدات، مشيرا إلى أنه في الآونة الأخيرة، تم ترميم 14 دار عبادة بما في ذلك الكنيس الكبير في أدرنة، وكنيسة هيجا في نقولا، والكنيسة السريانية الكاثوليكية والكنيسة الروتستانتية، وغيرها»، مشيرا إلى أن تركيا منذ الإمبراطورية العثمانية، كانت تتمتع بالتعددية، وبمقارنتها مع أوروبا في تلك الفترة، عانت أوروبا حينها من صراعات طائفية وعرقية داخلية، وحوادث إبادة جماعية.
وغير ذلك، استضافت تركيا خلال السنوات الخمسة الماضية، 5.3 مليون لاجئ سوري وعراقي، كما استقبلت الإمبراطورية العثمانية اليهود المطرودين من إسبانيا، في حين يوجد 10 الآف لاجئ مفقود في أوروبا والدنمارك التي تفتخر بقيم الديمقراطية على أراضيها، مؤكدا شروعها في مصادرة أموال وممتلكات اللاجئين على أراضيها أيضا.
وسلط الكاتب الضوء على شبح العنصرية الذي طارد جميع الدول الأوروبية، لا سيما الدنمارك، في قديم الأزل؛ بينما كانت تركيا حينها مثالا جيدا للعالم بخصوص التعددية وتقبل الآخر، موضحا أنها استطاعت اتخاذ إجراءات مختلفة طوال تاريخها تجاه الأشخاص الذين عانوا من اضطهاد في دولهم، مثل ما حدث بشأن الفظائع التي ارتكبت بحق المسلمين في ميانمار، والمساعدات الإنسانية المتدفقة باستمرار للشعب الصومالي وغيرهم.
وأكد أن هناك حملة دعائية حالية، تهدف إلى تشويه سمعة تركيا، وعلمت وزارة الخارجية التركية، أن الدول الخليجية وحدها أنفقت حوالي 5 مليار دولار من أجل هذا الغرض، موضحا أن هناك تضليل مستمر من قبل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، بهدف تشويه تركيا وإظهارها بأنها تقمع الأقليات مثل الأكراد، مضيفا أن هناك حملة موازية أيضا تسعى إلى تغيير صورة المنظمة الإرهابية لحزب العمال الكردستاني، وإخفاء فظائعهم وتجنيدهم للأطفال وغيرها من الجرائم.
واتهم المحلل التركي، دول الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن منح تركيا 6 مليار يورو التي كان وعدها بها، بجانب التعنتات والاتهامات بأن تركيا واقعة تحت تأثير جهات غير مرغوب فيها، مشيرا إلى أن لجنة «فينيسيا» التابعة لمجلس أوروبا، أصدرت تقريرا غير مهنيا عن تركيا، في الوقت الذي احتجز فيه مسؤولين أتراك داخل سياراتهم في أوروبا، كما استهدف مسلحون من حزب العمال الكردستانى مواطنون اتراك يحملون لافتات لدعم الاستفتاء في أوروبا.
وأكد الكاتب التركي أن الحكومة المحافظة في تركيا، لا تتناسب مع القوالب النمطية الغربية، موضحا أن أحد أسباب تعجرف أوروبا تجاه تركيا، هي أن تركيا الناشئة تنتج سياسات قوية تحت قيادة أردوغان وحكومات حزب العدالة والتنمية، ولم تعد بحاجة إلى التسول مقابل المال، موضحا أنها يمكنها الآن أن تقرض صندوق النقد الدولي نفسه، مضيفا أيضا أن الدول الأوروبية فقدت السيطرة عليها، لذا تكيل لها العداء حاليًا.
ووصف الكاتب الأرمني التركي، موقف الولايات المتحدة، تجاه منظمة جولن، بالمخزي، موضحا مدى الإحباط الذي أصابهم في أميركا وبريطاني، من فشل محاولة الانقلاب العام الماضي في تركيا، موضحا أن الدعم الذي قدمته الدولتان لحزب العمال الكردستاني يؤكد ذلك.
ولهذا تواجه أنقرة دعاية، بأن الانقلاب كان مشروعا فيها كما كان مشروعا في مصر، بغرض إيهام الناس بأن تركيا دولة استبدادية يحكمها أناس مشكوك في شرعيتهم، مضيفا أنه تم رصد العديد من الصحف والمؤسسات الاستراتيجية والبيانات الفردية في الغرب خلال السنوات الخمس الماضية، ووجد أن «نظريات الديمقراطية المسلحة كانت أنتجت خصيصا لتركيا».
وأوضح إسايان أنه إذا كانت نجحت محاولة الانقلاب في يوليو الماضي، كانت ستقبل من الدول الأوروبية بكل سرور، كما حد في حالة مصر، وانقلاب عبدالفتاح السيسي، واصفا بيان الولايات المتحدة ليلة الانقلاب بالمخادع، والذي طالب الطرفان حينها بالاعتدال، يقصد في حالة تركيا.
واكد الكاتب أيضا أن المؤامرات التي حيكت ضد تركيا خلال الفترة الماضية، فشلت جميعها، موضحا أنهم أرادوا إشعال الحرب الأهلية هناك، إلا أن تركيا مازالت هي الأقوى، واكبر جارة مسلمة ديمقراطية في أوروبا، وثاني أكبر حليف عسكري للحلف، متوقعا استمرار الدعاية المادة تجاه تركيا إلا أنه اكد أيضا أنها ستفشل في النهاية.