اتهم الكاتب الإسرائيلي، «عاموس هاريل» دولة الاحتلال بالمسؤولية عن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، موضحا أن إلقاء اللوم على حماس وشنها لهجمات، لا يبرر ما وصل إليه حال القطاع، محذرا من أن المواطنيين الفلسطينيين، إذا فاض بهم الكيل فلن يهمهم سياج حدودي أوغيره، وأن المجتمع الدولي، لن يهتم بمبررات ليبرمان أو نتنياهو.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، دائما ما تشرع إسرائيل في اتهام الحركة – حماس، عن مسؤوليتها عن الأوضاع التي وصل إليها القطاع الان، متناسية ما تفعله هي حيالهم، بعدم السماح على سبيل المثال بوجود أنفاق تسمح بإدخال البضائع والمواد الغذائية، موضحا أن القيادة الإسرائيلية، تشترط عدة اشتراطات من أجل تحسين الأحوال المعيشية في القطاع، مثل إعادة الجنود والمدنيين المفقودين في غزة، وغيرها من المطالب، موضحا أن توقيت طرحها يثير علامات استفهام، خاصة وأن المفقودين، فقدوا خلال عملية الجرف الصامد، أي قبل ثلاث سنوات ونصف، فلماذا تثار القضية ويتم التشديد عليها حاليا.
وأضاف الاتب، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، سُئلا يوم الاثنين الماضي، عن تحذيرات كبار مسئولي الدفاع الإسرائليون بأن البنية التحتية والاقتصاد في غزة، على وشك الانهيار، وردا على ذلك، أدلى نتنياهو أثناء زيارته للهند بتعليقات مماثلة بشكل ملحوظ.
وقدم الاثنان وزير الدفاع ورئيس الوزراء، ثلاث ادعاءات أساسية، أولا حماس تصر بعناد على المضي قدما نحو بناء قوتهم العسكرية، وبالتالي فهي تتحمل المسئولية عن الأوضاع في غزة، وتغيير حماس لخطتها، يترتب عليه أن يعيش الفلسطينيون في غزة في ظروف مواتية، أكثر من مجرد سعيهم إلى العيش فقط أو البقاء على قيد الحياة فقط، وأضاف ليبرمان، أنه يجب البت في مسألة الإسرائيليين المفقودين وإعادة جثث الجنود المحتجزين داخل القطاع، وعلىا لمدى الطويل مطلوب تحقيق تلك المعادلة «التجريد من السلاح مقابل إعادةا لتأهيل».
وأكد الكاتب الإسرائيلي، أن أسرائيل دائما ما تعطي الأولوية في تصرفاتها لآراء وتصريحات قادتها، وقال اللواء «يواف موردخاي» منسق الأنشطة الحكومية على الأراضي الفلسطينية، الأسبوع الماضي، إن الموافقة على مشاريع البنية التحتية الكبيرة في غزة، مشروط بحل مسألة المدنيين والجنود المفقودين داخل قطاع غزة.
وشدد نتنياهو وليبرمان على مسؤولية حماس عن الوضع، قائلا إن الحركة، تمام مثل إيران، فهي تفضل استخدام كل دولار احتياطي في تحسين القدرات الإرهابية، عن تحسين الأوضاع الاقتصادية، والظروف المعيشية لشعوبهم، وأوضح الكاتب، أن هذا التشخيص، على الرغم من صحته النسبية، إلا أنه يزيد الفجوة في الوضع الحالي ويعمق التوتر أكثر.
وشكك الكاتب في نية إسرائيل من هذا السرد، موضحا أنها لم تحاول إثارة تلك المسألة، في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي توصلت إليه في نهاية المطاف في عملية «الجرف الصامد» قبل ثلاث سنوات ونصف، مضيفا أنه منذ ذلك الحين، لم تبذل إسرائيل أي جهد في تلك القضية، ولأسباب واضحة الآن، تثيرها مرة أخرى، موضحا أنها تحاول الاستفادة من عملية تدمير نفق حماس الأخيرة، والتي تعتبر خطوة منها في طريق الدفاع عن نفسها.
وقامت قوات الدفاع الإسرائيلية يوم الاثنين بجولة على السفارات الأجنبية وممصلي المنظمات الدولية، اكدوا خلالها عدم مسؤوليتهم المطلقة عن نية حماس خلال الفترةا لمقبلة، مشيرين إلى أنهم هدموا نفقا في الفترة الأخيرة، كانت تسخدمه حماس في إدخال الأسلحة إلى القطاع، بدلا من توريد البضائع والاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، ولو لم يتم تدمير النفق، لاستخدم في شن هجمات إرهابية في المدى القريب، مضيفيفين أنه لذلك اتخذت إسرائيل خطوة نحو الدفاع عن نفسها.
وأكد الكاتب، أن الأوضاع الكارثية في الإنسانية في غزة، لا يبرره تصريحات القادة الإسرائيليون ولا الاستمرار في بنا الحواجز وهدم الأنفاق، مؤكدا أيضا أن إجابات نتنياهو وليبرمان، لن يقبلها المجتمع الدولي، ومضيفا أيضا «استمرار غرق مخيمات اللاجئين في مياه الصرف الصحي، ووجودهم في العراء في فصل الشتاء، واتياح الأوبئة ووجود مشاكل في البنية التحتية، ونقص إمدادات الغاز والكهرباء لها عواقب وخيمة، لا يجب أن يغفل عنها المجتمع الدولي رغم كل ما تقوله إسرائيل».
وأوضح الكاتب، أنه وفقا لتلك المشاكل، فإن شروع إسرائيل في اتهام حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية، أو حتى ما إذا كانت حماس فعلا ستشن هجمات ضد إسرائيل، إلا أن الوضع الكارثي في غزة، هو أقل مشكلات إسرائيل حاليا، وهو الأمر الذي يجب أن يتغير، تسائلا «ماذا ستفعل إسرائيل إذا ما فاض بالمواطنين الفلسطينيين الكيل، وقرروا اختراق السياج الحدودي وتوسلوا المساعدة من إسرائيل في ازمتهم الإنسانية».