قالت صحيفة «الجارديان»، إن الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجرى في مارس المقبل، نتائجها معروفة للجميع تقريبا، واصفة الديمقراطية في مصر في الوقت الحالي بأنها مزيفة، بحسب الخليج الجديد.
ودعت الصحيفة، في الوقت ذاته، الدول الغربية إلى عدم الصمت على تجاوزات السيسي؛ لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى دولة «فاشلة».
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها لعدد اليوم الثلاثاء، أنه قبل إطلاق صافرة بداية السباق فإن الفائز يبدو معروفا للجميع، مشيرة إلى أن المرشحين الحقيقيين المحتملين أمام «السيسي» إما انسحبوا أو تم منعهم من الترشح.
وأضافت «الجارديان» أن الشخص الوحيد الذي كان يعتقد أن لديه فرصا للاستفادة من السخط الشعبي في الدولة، الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي، كان «أحمد شفيق» وهو جنرال سابق في سلاح الجو المصري وخسر سباق الرئاسة في الانتخابات الحرة الوحيدة التي جرت في البلاد عام 2012 بفارق ضئيل، وقد خرج محاميه على «تويتر» ليقول إن السلطات أجبرت موكله على الانسحاب.
وبينت أن المرشح الذي يمكنه الحصول على أصوات حاليا هو رئيس أركان سابق للجيش المصري، في إشارة إلى «سامي عنان»، لكنها ذهبت في الوقت نفسه إلى أنه من غير المعروف ما إذا كان سيكمل السباق أم لا، وما إذا كان سيستطيع الوصول إلى موعد الاقتراع وهو مرشح أم سينسحب؟.
وكشفت الصحيفة أنه رغم كل هذا هناك تقارير عن قيام الجيش بدفع أموال لمجموعات إعلامية خاصة لدعم انتخاب «السيسي»، مضيفة أن المشهد في مصر -وإن كان متوقعا- إلا أنه يبعث على الكآبة.
وتابعت: «جاء الجيش إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وقتل أكثر من 800 متظاهر في ساحة رابعة بالقاهرة، ولذلك ليس من المستغرب أن يشيد دونالد ترامب بحكومة السيسي، لكن وزارة الخارجية الأميركية، وصفت عمليات القتل والتعذيب بغير المشروعة، ومؤخرا أعدمت السلطات المصرية 5 معتقلين 4 منهم كانوا على صلة بجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من الادعاءات الموثوقة بأنهم تعرضوا لمحاكمات غير عادلة، وفي هذا رسالة من السيسي لمنافسيه بأن السياسة المصرية قاتلة وليست خطيرة».
وحذرت الصحيفة من أن مصر مهددة بأن تصبح دولة فاشلة، مشيرة إلى أنه لا يتعين على الغرب غض الطرف عن ما وصفته بتجاوزات «السيسي» الذي تسببت سياساته المتشددة في ولادة منظمات مسلحة أكثر عنفا.
وأضافت أنه «ينبغي أن يشعر السيسي بالقلق إزاء ما يجري في بلده، لكنه يبدو أنه غارق في الالتفاف حول ذاته»، في رأيه أن العاصمة الإدارية الجديدة هي الأكثر إلحاحا لحل مشاكل مصر، التي بلغت قفزت معدلات الفقر فيها إلى 25٪ خلال عامين».
وبينت أن الثورة المصرية في عام 2011، كانت نقطة مهمة في الربيع العربي، وأتاحت الفرصة للدولة المصرية لتشرك المواطنين في عملية صنع القرار، لكن السيسي عمد بدلا من ذلك إلى اتخاذ تدابير تقشف مؤلمة.
واختتمت بالقول إنه «عندما يرى الناس حياتهم في الاتجاه الخاطئ، يريدون أن يكونوا قادرين على إحداث التغيير».
وقبل أيام، سخر تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» من الإطاحة بكل المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية، أمام «عبدالفتاح السيسي»، لافتا إلى أن اللجنة العليا للانتخابات حددت مواعيد لجولة الإعادة مع أن الشخص الوحيد المسموح له خوض الانتخابات هو «السيسي» فقط.
وفي وقت سابق، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر أن التصويت في الانتخابات الرئاسية سيجري خارج البلاد أيام بين 16 و18 مارس المقبل، ليعقبه التصويت داخل مصر أيام من 26 إلى 28 من الشهر نفسه.