أثار بقاء المهندس شريف إسماعيل في منصبه رئيسا للوزراء، تساؤلات حول أسباب إصرار النظام على استمراره، رغم مرضه الذي أصبح واضحا للجميع، وعدم قدرته على ممارسة مهام عمله.
ورغم أن السيسي أوكل مهمة إدارة شؤون الحكومة لوزير الإسكان مصطفى مدبولي، منذ 23 نوفمبر 2017، وكانت التوقعات تسير باتجاه تغيير إسماعيل، بمدبولي، مع التغيير الوزاري الذي تم، الأحد، إلا أن السيسي أبقى عليه؛ ما زاد من التكهنات حول إبقاء السيسي لرئيس حكومة مريض بإدارة شؤون البلاد في فترة مهمة وقبل انتخابات الرئاسة.
اقتراب انتخابات الرئاسة
ومن جانبه، قال أسامة رشدي، القيادي بحزب البناء والتنمية، إن هناك العديد من الأسباب تدفع النظام للتمسك بشريف إسماعيل رئيسا للوزراء، خاصة ونحن اقتربنا من موعد انتخابات الرئاسة، وتغيير رئيس الحكومة يتطلب كشف حساب للحكومة، وأن الحكومة الجديدة يتطلب منها برنامج جديد، ونحن اقتربنا من انتخابات الرئاسة.
وأضاف رشدي، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن النظام يتعامل مع شريف إسماعيل كسكرتير، ووجوده غير مهم، فيكفي أنه رئيس الوزراء والسيسي ونظامه من يديرون البلاد.
وأوضح رشدي أن النظام يستخف بالشعب ولا يعنيه أن يخبرهم بالحقيقة، وأن الشعب لا يستحق أن يطلع على صحة المسؤولين أو من يدير البلد حاليا، موضحا أن رئيس مجلس الوزراء، لا يخرج عن كونه سكرتيرا لعبدالفتاح السيسي، وأن غيابه لا يؤثر كثيرا على النظام.
السلطة هي من تدير
وفي تعليقه على بقاء شريف إسماعيل بالوزارة، قال عضو حزب الوسط، طارق الملط، لا خلاف على أنه رجل قام بدوره (وفق دور الحكومة التنفيذي فقط المرسوم له والمتاح)، مضيفا عبر «فيسبوك»: «ولكن هذا الشعور الإنساني، لا يجب أن يحيد بنا عن المصلحة الوطنية العامة وإدارة شؤون الدولة»، موضحا أن «المجاملات تكون في بيئة الأعمال الخاصة لا المجال العام».
الملط، أرجع استمرار إسماعيل لأسباب عدة وقال: إما أن السلطة هي من تدير بالفعل الأمور لا شخص رئيس الوزراء، أو أنها لن تتنازل عن رجلها حتى لو مريض، أو أنها لم تحسم أمرها في رئيس حكومة جديد، أو كل ما سبق.
ومن جهته، اعتبر الناشط سمير النجار، أن استمرار إسماعيل فرصة للسيسي ليحمله أخطاء النظام، وقال عبر «فيسبوك»: «شكل شريف إسماعيل حالته الصحية متأخرة؛ فالجنرال (السيسي) أخذها فرصه يمضّيه على مصايب سودة قبل ما يفهيص (يموت)».
أما الكاتب الصحفي، صلاح الإمام، فيرى أن «شريف إسماعيل مجبر على كل ما يصدر عنه»، وأضاف عبر «فيسبوك»: «أتصور أن إسماعيل مثل أي مواطن يفاجأ بالقرارات التي تنشر باسمه في الصحف»، قائلا: «هو مثل عرائس الماريونيت لا حول له ولا قوة».
مشاكل دستورية
وكشف مقدم البرامج تامر أمين، عن أسباب الإبقاء على المهندس شريف أسماعيل رئيس الوزراء، رغم مشاكله الصحية، لافتًا إلى أن السبب في ذلك وجود إشكالية دستورية في تغيير رئيس الحكومة بالوقت الحالي.
وأوضح أمين، خلال تقديمه برنامج «الحياة اليوم »، المذاع على فضائية «الحياة»، مساء الأحد، أن تغيير رئيس الحكومة يحتاج لوقت قد يصل إلى شهر، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة الجديد يجب عليه أن يقدم برنامجا جديدا غير الذي يعمل به المهندس شريف إسماعيل.
الإبقاء عليه لتكريمه
وقال مقدم البرامج عمرو أديب، إن إسماعيل، أفنى حياته وصحته في خدمة الوطن، لافتًا إلى أنه حينما تولى رئاسة الحكومة كان مريضًا ولكنه أصر على تحمل المسؤولية.
وثمن أديب، خلال تقديمه برنامج «كل يوم»، المذاع على فضائية «on-e»، مساء أمس الأحد، موقف الإدارة المصرية في الإبقاء على المهندس شريف إسماعيل في منصبه حتى تغيير الحكومة بشكل كامل بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار عمرو أديب إلى أنه لم يتم تغيير «إسماعيل» في التعديل الوزاري الحالي لتكريم هذا الشخص على جهوده.