شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جيمس دورسي»: ابن سلمان متناقض.. يدفع السعودية إلى الإسلام المعتدل وينشر الوهابية في اليمن!

«جيمس دورسي»: ابن سلمان متناقض.. يدفع السعودية إلى الإسلام المعتدل وينشر الوهابية في اليمن!
لم يستطع ابن سلمان اتخاذ خطوات حقيقية نحو وضع المملكة نفسها على طريق الإسلام المعتدل غير قشور خارجية؛ كرفع الحظر على قيادة المرأة، ومنحها إمكانية المشاركة في الألعاب الرياضاية وإضفاء شرعية على مختلف أشكال الترفيه، بما فيها السينما والمسرح والموسيقى وغيرها. ولم يوضح لنا كيف سيحوّل مجتمعًا محافظًا بأكمله إلى مجتمع ليبرالي كما وعد؛ فلا تزال المملكة غارقة في تفسيرات قديمة للإسلام. وبالاطلاع على آراء المحللين، وغير ذلك؛ تلقى تدخلاته الخارجية في اليمن معارضة الأغلبية.

قال الكاتب الأميريكي «جيمس دورسي»، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إنّ ابن سلمان يناقض نفسه؛ إذ يريد الوصول بالمملكة إلى بر الإسلام المعتدل، وفي الوقت نفسه يريد محاربة الحوثيين في اليمن بالإسلام المتشدد، في إشارة إلى قرار أخير صادر منذ أيام بإيفاد بعثة سلفية إلى محافظة المهرة اليمنية على الحدود مع المملكة والمتصلة مع حدود عمان أيضًا.

وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ ابن سلمان لم يستطع اتخاذ خطوات حقيقية نحو وضع المملكة نفسها على طريق الإسلام المعتدل غير قشور خارجية؛ كرفع الحظر على قيادة المرأة، ومنحها إمكانية المشاركة في الألعاب الرياضاية وإضفاء شرعية على مختلف أشكال الترفيه، بما فيها السينما والمسرح والموسيقى وغيرها.

ولم يوضح لنا ابن سلمان كيف سيحوّل مجتمعًا محافظًا بأكمله إلى مجتمع ليبرالي كما وعد؛ فلا تزال المملكة غارقة في تفسيرات قديمة للإسلام. وبالاطلاع على آراء المحللين، وغير ذلك؛ تلقى تدخلاته الخارجية في اليمن معارضة الأغلبية.

وللصراع السعودي مع الحوثيين الشيعة في اليمن جذور تاريخية في المنطقة المتاخمة للمملكة، تعود إلى الثمانينيات، وتعود خطته إلى إيفاد بعثة سلفية معادية للشيعة بالقرب من معقل الحوثيين في الحديدة إلى عام 2011؛ وهو ما أثار مواجهات عسكرية مع الحكومة اليمنية، وسُحبت البعثة في عام 2014.

وبرز استخدام محمد بن سلمان للإسلام السني المحافظ في مواجهته مع الحوثيين، وكان واضحًا في تعيين محافظ سني متشدد لصعدة، وهو عضو في قبيلة معادية للطائفة الشيعية في اليمن، ويقال إنه يعمل مستشارًا لعبد ربه منصور الهادي. المدعوم من المملكة.

وعلى مدار السنوات الأربعين الماضية، استثمرت السعودية بكثافة في إنشاء مدارس سلفية وهابية في المناطق الشمالية؛ لكنّ هذا البرنامج تعرّض إلى الخطر من الزيديين. وقال الباحث في الشأن اليمني «غابرييل فوم بروك» إنّه إذا كان من المقرر هزيمة الحوثيين في مقاطعاتهم؛ فمن المرجح إحياء البرنامج السلفي الوهابي وتنفيذه بشكل أشد تعصبًا مما كان عليه سابق.

وتزامن الكشف عن خطة ابن سلمان لمحافظة المهرة اليمنية مع تقرير صادر عن الأمم المتحدة، في 79 صفحة، أدانت فيه التدخلات السعودية والإيرانية والإماراتية في اليمن؛ وخلص التقرير إلى أنّ الوكلاء السعوديين والإماراتيين يهددون آفاق السلام، وأنّ انفصال جنوب اليمن -الذي يضم محافظة المهرة- أصبح الآن قريبًا.

وبالرغم من القرارات التي اتخذها ابن سلمان وتخصّ الإناث في السعودية، فإنه يتعين عليه اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالوصاية الذكورية عليهن داخل المجتمع السعودي، وإغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة، ورفع الحظر عن حرية ممارسة الشعائر الدينية لأصحاب الديانات غير الإسلام.

ويوضح ما يفعله في اليمن أنّ حملة السعودية الدبلوماسية العالمية لتحسين صورتها في الخارج طيلة أربعة عقود، وأنفقت عليها مائة مليار دولار، لم تنجح.

وغير ذلك، يستمد بيت آل سعود شرعيته من دعم رجال الدين الوهابيين، الذين يسعى ابن سلمان إلى إلغائهم. إضافة إلى ذلك، ما زالت المؤسسات الدينية داخل المملكة تتمتع بنفوذ قوي داحل المجتمع السعودي، ولم تتغير وجهات نظر بعض أعضائها حتى الآن، بالرغم من الحملات التي قادها ابن سلمان.

واعتقلت السعودية شيوخًا عارضوا قيادة المرأة للسيارة والسماح لهن بدخول الملاعب الرياضية، مثل سعد الهاجري. وبالرغم من ذلك، لا شك أنّ ابن سلمان جاد في محاربة التطرف والعودة إلى تعاليم الإسلام المعتدل؛ لكنّ معارضة التطرف وقمعه لا يتسقان مع مفاهيم التسامح والاعتدال التي تحدث عنها الإسلام.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023