شيّع مئات الفلسطينيين في قطاع غزة صباح اليوم جثمان الصياد عبدالله رمضان زيدان (33 عامًا)، المقتول برصاص من الجيش المصري أمس قبالة شواطئ مدينة رفح الحدودية؛ مرددّين هتافات مندده بقتله أثناء عمله.
ونقلت وكالة الأناضول عن والد الصياد قوله: «ابني خرج للبحث عن قوت يومه من خلال عمله في مهنة الصيد»، مضيفًا: «عبدالله لم يقترب من الحدود المصرية ولم يتخطّها».
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، إياد البزم، إنّ قارب الصياد الفلسطيني لم يجتز الحدود البحرية الفلسطينية المصرية؛ مطالبًا السلطات المصرية بفتح تحقيق عاجل في هذه الحادثة ومحاسبة الفاعلين، ومضيفًا: «نعمل باستمرار لمنع أي تجاوزٍ للحدود البحرية».
من جانبها، أعلنت جمعية الصيادين الإضراب وتعليق العمل لمدة يوم، اعتبارًا من صباح اليوم وحتى مساء غد الأحد؛ احتجاجًا على مقتل الصياد.
وتفرض «إسرائيل» منذ أكثر من عشر سنوات حصارًا محكمًا، جوًا وبحرًا وبرًا، على نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة الفقير والمكتظ، وتمنع صيادي السمك الفلسطينيين من ممارسة عملهم في بحر شمال غزة القريب من حدودها؛ ما يدفعهم للتوجه إلى جنوب القطاع.
وفي سياق متصل، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الصياد «شهيد لقمة العيش والحصار»، واستهجنت -في بيان لها- «إطلاق الرصاص من الجيش المصري مباشرة على الصيادين رغم أنّه لا يوجد أي مبرر لذلك في التعامل مع سكان القطاع المحاصرين، الذين من حقهم العيش بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم».
ولم يصدر أي تعليق من مصر على الحادثة، التي تأتي في ظل فتور في العلاقة مع «حماس»، التي تسيطر على قطاع غزة، في أعقاب تعثر المصالحة الوطنية الفلسطينية التي كانت مصر وسيطًا وضامنًا فيها.
وفي 5 نوفمبر 2015، قُتل صياد وأُصيب آخر بطلق ناري على قارب صيد في البحر قرب شواطئ رفح الحدودية. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية وقتها مقتل فراس مقداد (18 عامًا) برصاص الجيش المصري.