كشفت مصادر يمنية، عن قيام السعودية بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة للسيطرة على محافظة «المهرة»، شرقي اليمن، والحدودية مع سلطنة عمان.
وأفادت المصادر، بأن 200 شاحنة نقل عسكرية عملاقة تحمل معدات عسكرية سعودية وصلت إلى «الغيظة»، عاصمة محافظة «المهرة»، وتوزعت في بعض سواحلها ومديرياتها، وتحمل على متنها عتادا عسكريا متنوعا، بحسب صحيفة «الشرق» القطرية.
وأرجعت المصادر، التي لم تكشف عن هويتها، التحركات السعودية، إلى محاولة فرض السيطرة والنفوذ، وسحب البساط من أبوظبي في «المهرة»، وسط مخاوف لدى سلطنة عمان من الحشد العسكري الذي تشهده المحافظة الحدودية باعتباره تهديدا للأمن القومي للسلطنة.
وتشمل التعزيزات السعودية مدرعات وعربات مصفحة وسيارات شرطة وعربات نقل وأطقم ودبابات وحاويات ممتلئة بصناديق الذخيرة والقذائف متنوعة الأحجام.
وهذه هي المرة الثانية التي تدفع فيها السعودية بتعزيزات عسكرية إلى «المهرة»؛ حيث وصلت دفعة سابقة إلى المدينة في نوفمبر الماضي.
في المقابل، عززت الإمارات حضورها العسكري الكبير في المحافظة، وتسعى حاليا إلى تشكيل ما تسميها «قوات النخبة المهرية» الموالية لها على غرار تلك التي أنشأتها في «شبوة» و«حضرموت»، وكذا الحزام الأمني في عدن وبقية المحافظات الجنوبية، ما يضاعف قلق سلطنة عمان التي تعتبر محافظة «المهرة» جزءا من أمنها القومي، بحسب الخليج الجديد.
وتعد محافظة «المهرة» ثاني أكبر المحافظات اليمنية مساحة بإجمالي 82 ألفا و405 كيلومترات مربعة بعد محافظة حضرموت، والأقل لجهة الكثافة السكانية؛ إذ يبلغ عدد سكانها وفقا لآخر الإحصاءات 122 ألف نسمة.
ويحذر مراقبون من خطورة سيطرة الإمارات على الموانئ اليمنية في بحر العرب والبحر الأحمر، من خلال بسط نفوذها في مناطق جنوبي اليمن، باعتبارها منصة القفز الرئيسة إلى النفوذ البحري في الشرق الأوسط.
وتتولى الإمارات إدارة الوضع الأمني والعسكري في محافظات جنوب اليمن، وتتهمها منظمات دولية بارتكاب جرائم اختطاف وتعذيب بحق نشطاء ومواطنين، كما يتهمها مناوءون بأنها تعمل على تقويض شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في تلك المحافظات من خلال دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى للانفصال.
