ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في ظل تصاعد حدة التوترات بشأن الصراع الدامي في سوريا، بات تسليح المعارضة السورية بمثابة الحل الأمثل من أجل إنهاء هذه الحرب الدائرة والتي أصبحت تمتد خارج الحدود السورية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية- في سياق مقال أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن مجريات الأحداث في سوريا، الدولة التي كانت في يوم من الأيام أكثر هدوءًا، تبرز عدة حقائق أساسية؛ أولًا، أنه لا يوجد ما يكفي من الأسلحة كي يتمكن الثوار من هزيمة قوات الأسد، ومعظم السوريين يعتبرون أن هذا خطأ الولايات المتحدة.
وثانيًا: محاولة قادة الجيش السوري الحر تطبيق قيادة وسيطرة أفضل في عملية ظلت حتى الآن غير منظمة، أما ثالثًا: ففي ظل هذا القتال الفوضوي الذي يعاني نقصًا في الموارد، يبدو أن قوة المجاهدين، الذين لا يطلبون سوى الشهادة، في تصاعد مستمر- على حد قول الصحيفة -.
واعتبرت الصحيفة أنه وبغض النظر عن تصاعد حدة التوترات في سوريا، خاصة بعد رد تركيا على القصف السوري الذي أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك، ومهما كان تورط تركيا، يظل الشيء الأساسي في هذه الحرب الآخذة في الاتساع هو الجيش السوري الحر، مما يطرح سؤالًا هامًّا بدوره هو: كيف يمكن تقويته بما يكفي لقلب الموازين ضد النظام؟
وردًّا على هذا التساؤل، أعرب القائد العسكري للجيش السوري الحر بمدينة حلب العقيد عبد الجبار عقيدي عن إحباطه المتزايد من انتظار المساعدات الأمريكية، لكنه زعم- حسب الصحيفة- أنه لا يحصل على أي شيء مفيد، لأن سياسة البيت الأبيض تتلخص في تقديم مساعدات غير قتالية، ومن بينها أدوات للقيادة والسيطرة مثل الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن القائد العسكري للجيش السوري الحر (المعارض) العقيد عبد الجبار عقيدي يبدو رجلًا عسكريًّا بصدره العريض وإحساسه بالثقة، وهو من نوعية الضباط الذين تأمل واشنطن في أن يبنوا قوة قتالية صلبة" .
وأشارت إلى أنه أعرب عن أمله في أن تقدم واشنطن التدريب، ولو حتى دورة تدريبية أساسية لمدة أسبوعين قد تساعد على تكوين جيش حقيقي.
وأضافت: "إنه تعهد بأنه في حال قامت واشنطن بمساعدته في الحصول على أسلحة حديثة مضادة للطائرات والدبابات ، فإنه سيمنع وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات المتطرفة ،أما في حال عزوف واشنطن عن تزويده بأسلحة يمكنها أن تقلب الموازين ، فسيحتاج إلى مساعدة من المجاهدين الذين لديهم حرص كبير على القتال والموت ".
ونقلت الصحيفه عن عقيدي قوله "إنه ليست لديه أي مشكلة مع المتطرفين إذا كانوا يقاتلون النظام، كل ما يهمنا هو أن يسقط النظام وأن يتوقف نزف الدماء".
ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم المخاطر التي تحيط بمقاتلي المعارضة،إلا أنهم لا يبدو عليهم أي قلق أو عصبية إلا عند سماعهم صوت طائرة مروحية تحلق فوقهم؛ حيث يسيطر الأسد على الأجواء، وربما لا يستطيع تغيير تلك الموازين القاتلة سوى القذائف الأمريكية.
واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالها قائلة: "في حال أرادت الولايات المتحدة أن ينسق الثوار عملهم بصورة أفضل، فعليها أن تبادر بتنسيق المساعدات الخارجية أولًا، نظرًا لأن حجم الأموال وكميات الأسلحة المتدفقة من عدد من الدول العربية المجاورة قد يساعد المقاتلين المتطرفين ويضعف وجود أي سلسلة نظامية من القيادة المنظمة عن طريق الجيش السوري الحر".