قدّم عبدالفتاح السيسي مساء اليوم السبت التهنئة للشعب المصري وللمسيحيين وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني بمناسبة «عيد الميلاد المجيد»، من داخل مقر كاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الإدارية.
وكعادته أثناء قداس الاحتفالات، يشدّد على روابط الإخوة والمحبة التي تجمع بين أبناء الشعب بمسلميه ومسيحييه؛ زاعمًا أنّ تماسك النسيج الوطني «أقوى وأوثق من أي قوى داخلية أو خارجية تريد أن تعرقل مسيرة العطاء والإنجازات التي تشهدها مصر في السنوات الماضية»، وفق قوله.
واستدعى «السيسي» مزاعمه بالتهديدات والإرهاب قائلًا إنّ «افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح رسالة سلام لمصر والعالم، ولا يمكن أن يتمكن الشر والتدمير من هزيمة الخير والمحبة والسلام»، مختتمًا حديثه بقوله: «سعيد بوجودي معكم، وأتمنى دخول الفرحة على كل المصريين دون تميز، ولن يستطيع أحد أن يفرق بينهم».
وهذه المرة الأولى منذ خمسين عامًا، منذ إنشاء كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية في العباسية، مقر بابا الإسكندرية، يقام قداس عيد الميلاد خارجها؛ بناءّ على رغبة عبدالفتاح السيسي.
ووعد السيسي في كلمته في يناير من العام الماضي بأنه سيحتفل بافتتاح كبرى كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة عام 2018، وأنه سيكون أول المساهمين في بنائهما؛ وذلك بعد أيام قليلة من تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، الملحقة بكاتدرائية الأقباط، أثناء قداس الأحد، ومقتل 26 شخصًا وإصابة آخرين.
كسب ولاء الأقباط
ومنذ وصوله إلى الحكم في يونيو 2013 الإطاحة بحكم الدكتور محمد مرسي، يحرص السيسي على زيارة الكنيسة في وقت إقامة قداس عيد الميلاد من كل عام؛ ما يفسره خبراء بأنه تصرف يضمن له ولاء الأقباط الذين دعموه ووقفوا معه.
ويرى محللون أنّ السيسي حريص الآن أكثر من أي وقت مضى على ضمان دعم الأقباط، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية وتآكل شعبيته بين المصريين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص؛ بسبب تكرار الهجمات «الإرهابية» ضدهم ووقوف الأجهزة الأمنية عاجزة عن حمايتهم، وحوادث الفتنة الطائفية بين الحين والآخر دون تحرّك فاعل من الدولة لوقفها.
آخر هذه الحوادث قبل أيام في قرية كفر الواصلين التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، وشهدت أحداث عنف عندما هوجم مبنى يُستخدم كنيسة؛ بدعوى أنها سترفع جرسًا، وحُطّمت محتويات المبنى ووقعت إصابات بين المسيحيين المرتادي الكنيسة.
وقال أقباط إنّ الشرطة قبضت على مصابين لهم من المستشفى واقتادتهم إلى المركز، ورفضت دخول محامٍ معهم؛ ما أثار حالة من الغضب بين أهاليهم.
رسالة للدول الغربية
وخارجيًا، يرى محللون أنّ السيسي يحرص على حضور قداس عيد الميلاد كل عام ليبعث رسالة إلى الدول الغربية بأنه يرعى مصالح الأقلية القبطية؛ للحصول على دعم سياسي واقتصادي.