أثار خطاب الرئيس محمد مرسي، في ذكرى انتصار مصر في حرب أكتوبر، والذي ألقاه في إستاد القاهرة مساء أمس (السبت)، حالة من التأييد من البعض، والتخوف من البعض الآخر، والرفض من البعض الثالث.
رأى البعض أن خطاب الرئيس زاد من شعبيته الكبيرة لدى المواطن البسيط في الشارع المصري، موضحين أن المقاهي والمحلات العادية كانت تشاهد الخطاب وكأنهم مجتمعون لمشاهدة مباراة كرة قدم، التي دائما ما تكون هي الوحيدة التي يجتمع عليها الكثير لمشاهدتها.
فقال أحمد مهنا، أحد النشطاء على فيس بوك: "الواقع بيقول إن الشارع اللي أنا ساكن فيه كان ضد الثورة، وانه انتخب شفيق في الانتخابات، وان الناس على فيس بوك حاليا بيتريقوا على خطاب الرئيس، وان شارعنا كله حاليا مع الرئيس بعد خطابه، والواقع برضو ان كل الفيس بوك ما يبعد عن الشارع كل ما الشارع ينتصر".
في نفس السياق حلل الناشط محمد كمال – عضو بالأكاديمية الإسلامية للشباب – بعد عودته من إستاد القاهرة وسماعه لخطاب مرسي، أوضح أن الرئيس نجح في أن يرسخ لدى شعبه مبدأ "الموظف" الذي يأتي كل فترة ليقدم كشف حساب أمام من يحكم ، ويضع الاعتبارات خوفا من غضب شعبه ، مؤكدا أن هذا أكبر مكسب من مكتسبات الثورة .
و أضاف "كمال" أن "الرئيس نجح في أن يوصل لشعبه أنه شخص بسيط بحركاته التلقائية مثل المشي جيئة وذهابا وضبط ملابسه كل فترة ، تؤكد للشعب على أنه بعيد عن التكلف والتنمق"، مشيرا أن مرسي استطاع أيضا دحض أكاذيب الاعلام بشأن هروبه للشأن الخارجي فشلا في مواجهة الشأن الداخلي ، فسرد انجازاته وحكومته ، كما أن رسالة التهديد المهذبة التي وجهها للاعلام المحسوب على النظام القديم لا شك أنها ستغير من توجهاتهم مستقبلا .
وعلق أحد مستخدمي فيس بوك يدعى خالد رشاد ، قائلا : "زمان كان الشعب طافح الكوتة ، والرئيس والحكومة والنصابين يلموا النقطة، دلوقتي الرئيس والحكومة والشعب طافحين الكوتة، والنخبة والمثقفين عاوزين يلموا النقطة" .
وانتقد " محمد عبد الحفيظ " مستخدم آخر لموقع – فيس بوك – كثرة الهتافات خلال كلمة الرئيس موضحا أنها مبالغ فيها للغاية، في حين أنه أثنى على مصارحة الرئيس وتقديم كشف حساب للشعب مطالبا التمسك بها حق اكتسبته مصر بعد الثورة ، مؤكدا أن توقيت الخطاب " ماكرا " وأنها مراوغة سياسية ناجحة، موضحا أن مرسي شارك بالفعل وتابع ما تحدث عنه ولم تنقل إليه الأرقام في تقارير ولكنه كان لابد عليه أن يتحدث بصراحة عن الطريقة التي توصلوا بها لتلك الأرقام .
في سياق آخر ، جاءت ردود الأفعال المتخوفة من خطاب مرسي ، من ان يتحول الى طريقة جمال عبد الناصر في خطبه الرنانة والصارخة وعدم حودث شيء على أرض الواقع ليكتسب شعبية الشارع ، وخاصة أن الارقام التي ذكرها في انجازاته لحل مشاكل الوقود والمرور لا تنتمي للواقع بصلة ، فالواقع يثبت عكس ذلك ، و أن الانجازات التي تحدث عنها الرئيس لم يشعروا بها .
قال الناشط مصعب رجب، عضو اللجنة الإعلامية لحزب التيار المصري: " أن الأرقام التي أعلنها الرئيس مرسي اليوم في الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر في إستاد القاهرة، هي أرقام – في تقديري- ارتجالية لا تعتمد على أي تقارير موضوعية، بدليل أنه بالغ كثيرا في ما تحقق إنجازه في ملفات المرور والأمن والخبز ، في حين قلل من قيمة ما تم إنجازه في ملف النظافة" .
كما أوضح الناشط أنس حسن في تغريداته عبر موقع تويتر، أن خطاب مرسي يستهدف الشارع وليس الباحثين أو السياسيين بشكل رئيسي، وأن أداء مرسي لخطف الأضواء يشعل التنافس السياسي وأدواته وغطى على قصور حكومته.
و انتقد البرلماني السابق مصطفى النجار خطاب الرئيس مرسي ، مؤكدا أن من كتب هذا الخطاب أساء لمرسي واتجه للتبرير، موضحا أن حل مشكلة المرور ليست بتسجيل المخالفات فقط .
وقال أحد المغردين عبر – تويتر – يدعى "على" ان "خطاب مرسي كالعادة هو مجرد كلام حلو ليضحك به على الأمة ، والناس تنسى الـ 100 يوم"، موضحا أنه لم يشعر بأى من الانجازات التي تحدث عنها الرئيس .
وانتقدت "حنان عبد المجيد " الخطاب في تغريدة لها، قائلة: "الزبالة زادت، وسيناء بتروح، والمعتقلين ظلم لسه في السجون، وحق الشهداء ضايع.. إزاي يقول ٧٠٪ من الأهداف اتحققت!".
