إن هذا المقال ليس بمقالا سياسيا أو بمقالا دينيا بقلم سياسي محنك أو بقلم كاتب إعتاد قلمه على كتابة الجمل المنمقة و التي يراد بها التأثير على عقول قراءه و مشاعرهم من أجل أهداف إجتماعية أو سياسية و إنما هو عبارة عن مجموعة من الخواطر و الكلمات التي صيغت بطريقة سلسة و بقلم أم تصرخ و تتألم لما تراه على شاشات التلفزة و بالأحرى العربية و الاسلامية منها.
إن هذه الكلمات ليس المراد منها إلا الوصول إلى عقول و قلوب أمتنا العربية و الإسلامية التي أصبح إراقة الدماء و القتل من أسهل الأعمال التي يبرعون بها و يتنافسون بين بعضهم ليرون من الأقوى. للأسف الشديد ، قانون الغاب والقوة أصبحا الميزان الذي تزان به أعمالنا. أما العقل و القلب فلا مكان لهما في أمتنا العربية.
فلقد إنتفض العالم الإسلامي بأسره لفيلم لا يستحق إهدار وقتنا أو حتى جزأ قليل منه لنرى فحواه. فبلا أدنى شك ‘ من حق المسلمين الإنتفاض للدفاع عن رسولهم الكريم و لكن ألا يوجد لدينا طرق ارقى و أفضل حضارية لنعبر بها عن مشاعرنا. ألا يوجد بيننا من يطالب بحقنا الشرعي بعدم المساس برسولنا الكريم و بديننا بطريقة قانونية.و لكن للأسف الشديد من لديهم القوة السياسية و القانونية للقيام بذلك لم يسمع لهم صوت و كأن الله صمغ على سمعهم و أبصارهم حتى لا يرو أو يسمعوا شيأ. فقام الشارع المسلم بالدفاع عن رسوله بما يراه مناسبا. و كالعادة النتيجة الحتمية لهذه الفوضى لم تكن إلا ضد المسلمين و التي يستغلها الغرب لتأكيد الصورة الهمجية و الأرهابية و كأنها صفة دامغة من صفات المسلمين. فالسؤال هنا : لماذا لم ينتفضوا عندما أعلن الرئيس الأمريكى براك أوباما في خطابه الأخير بتاريخ ………………أن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية. أوليست القدس مدينة إسلامية و أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين؟ و لماذا لم ينتفضوا بهذا القدر لإنهاء معاناة الشعب السوري. أوليسوا مسلمون و يستحقون وقوف جميع المسلمين و العرب بجانبهم لإيقاف أنهار الدماء السورية و التي تزيد يوما بعد يوم. أوليس من واجب هؤلاء الأبرياء علينا أن ننتفض لمساعدة هؤلاء الأبرياء الذين لم يقترفو إثما إلا أثم المطالبة بحقوقهم الإنسانية و الشرعية و بكرامتهم التي فقدوها على مر سنين الدكتاتورية العربية.
أوليس الأجدر بنا أن نحاول معرفة ما يدور في قلب بلد شقيق. فلو كان رسولنا الكريم حيا لما كان منه إلا أن يدافع عن دماء هؤلاء المسلمين الذين يقتلون يوميا بأيدي مسلمين من أجل السلطة و الحكم. فأنني أقول هذا ليس لمعرفتي التامة بخبايا ما يدور في سوريا أو لأنني سورية الجنسية . فأنا لست بسورية و إنما أم عربية إعتادت عيناي في كل صباح و مساء على رؤية صور القتلى الابرياء الذين يقتلون في كل ساعة من ساعات النهار واليل بلا رحمة أو رأفة.
ألم تنتفض أحاسيسنا لما تراه ؟
ألم تقشعر أبداننا للفيلم الحقيقي الذي تدور أحداثه على أرض الواقع السورى و الذي أبطاله هم أمهاتنا و أبائنا و شبابنا و أطفالنا ؟
أكل هذه الأحداث لم تستطيع دفعنا إلى الوقوف أمام سفارات العالم بأسره للمطالبة بإيقاف هذا القتل المتعمد و الظلم!!!
فوالله لو أننا فعلنا ما فعلناه من أجل هذا الفيلم الساقط الذي لن يستطيع أن يشوه صورة رسولنا الكريم أو يقلل من علو شأنه ‘ من أجل أبنائنا في سوريا و من أجل قدسنا الشريف لوجدنا من السياسين من يستطيع القيام بحل هذه الأزمات أو يساعد على حلها من أجل إيقاف إراقة الدماء العربية. كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم :
" أيها الناس لو أن الكعبة المشرفة قبلة المسلمين لو أنها هدمت حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم إمرىء مسلم بدون حق ". و عن نافع قال: نظر عبد الله إبن نافع رضي الله عنه يوما إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن عند الله أعظم حرمة منك"
فوأسفاه على شعوب أصبحت قلوبهم أقصى من حجر الصوان. فحقا اللوجوء إلى غير الله مزلة!!!
