في زيارة مفاجئة، يتوجه وفد من مجلس النواب، برئاسة علي عبد العال، غدًا الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، تلبية للدعوة الموجهة من رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله بن إبراهيم آل الشيخ، بهدف «تبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وبحسب بيان صادر عن البرلمان، فإن الزيارة تستهدف بحث سبل تعزيز العلاقات بين مصر والسعودية، خاصة على الصعيد البرلماني، فضلا عن عقد الوفد النيابي المصري خلال الزيارة للعديد من اللقاءات مع كبار المسؤولين في السعودية، على أن يعاود استئناف جلساته مرة أخرى، الاثنين المقبل، للنظر في عدد من التشريعات المقدمة من الحكومة.
تكريم متأخر
ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن مصدر نيابي لم تذكر اسم قوله، إن الزيارة تأتي في إطار تكريم لرئيس البرلمان، والوفد المصاحب له من رؤساء للجان النوعية، وممثلين لائتلاف الغالبية (دعم مصر)، وكتل الأحزاب الرئيسية، مشيرا إلى إنَّ الزيارة كانت مقررة في سبتمبر، واُرجأت نظراً للظروف السياسية المحيطة بكلا البلدين.
وأوضح المصدر، أن إحدى أسباب تأجيل الزيارة هي عدم ربطها بموافقة البرلمان على اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والتي أصرّ مجلس النواب على تمريرها، رغم صدور أحكام قضائية ببطلانها.
وأشار إلى أن الزيارة سيتخللها حفل تكريم ومنح هدايا قيمة لأعضاء الوفد المصري، على غرار تلقي كل نائب «ساعة رولكس» عند زيارة العاهل السعودي للقاهرة في إبريل 2016.
عطايا «سلمان»
وكان تقرير لموقع «ميدل إيسن أوبسرفر»، كشف عما وصفها بأنها وثائق مسربة تُظهر أن زيارة الملك «سلمان» إلى مصر كانت سخية بما فيه الكفاية لتدفع «السيسي» إلى التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، ووفقا للموقع، فقد قدم الملك سلمان الكثير من المال للسيسي والوزراء المصريين والمسئولين وأعضاء البرلمان لتمرير التنازل عن الجزيرتين الإستراتيجتين المصريتين في خليج العقبة.
ووفقا لما تظهره الوثائق المسربة التي قدمها «أيمن نور»، زعيم حزب غد الثورة ، فقد كان «السيسي» نفسه على رأس قائمة المستفيدين حيث حصل على ساعة رولكس من طراز «الغواصة» مرصعة بالماس والزمرد الأخضر يبلغ ثمنها ما بين 290 ألف إلى 300 ألف دولار أمريكي وفقا للموقع.
كما حصل كل من رئيس مجلس الشعب المصري ورئيس الوزراء على ساعات من طراز رولكس دايتونا كوسموجراف يبلغ ثمنها ما بين 185 ألف إلى 190 ألف دولار أمريكي. وهذا ما يفسر، وفقا للموقع، الترحيب الذي لم يسبق له مثيل بالملك «سلمان» في البرلمان المصري على الرغم من فوزه بواحد من أكثر المواقع إستراتيجية على الحدود المصرية.
ووفقا لما تظهره الوثائق، فقد تلقى باقي أعضاء البرلمان من الذكور رشاوى أقل قيمة، وفقا للموقع،، حيث حصل كل منهم على ساعة معصم من طراز تيسو تي تاتش الشمسية والتي تبلغ قيمتها حوالي ما بين 1300 إلى 1500 دولار أمريكي للواحدة، فيما حصلت عضوات البرلمان البالغ عددهن 87 عضوة على ساعات معصم من طراز بلوفا بقيمة 3800 إلى 4500 ريال سعودي للواحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الوزراء المصريين والمسؤولين والإعلاميين والصحفيين وجميع العاملين في الفريق الرئاسي المصري، الذين دافعوا عن تنازل السيسي عن الجزيرتين، قد تلقوا رشاوى مالية من المملكة العربية السعودية، وفقا للوثائق المسربة التي نشرها الموقع.
ويشير الموقع إلى أن حجم الرشاوى المالية التي سُلِّمت إلى السيسي ومعاونيه تعكس درجة من الفساد وانعدام الشفافية المتجذرة بعمق في النظام المصري الحالي، كما أنها تعكس إنعدام ولاء النظام الحالي تجاه بلاده.