قال الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال، في تصريح لـ«رصد»، إنّه «من الواضح أنّ تأمين المنشآت الدينية أمر صعب للغاية؛ خاصة المجاورة لعمارات سكنية وشوارع جانبية. أما المنشآت العسكرية، سواء التابعة للشرطة أو الجيش، فهي في محيط واسع من الأراضي يسمح بوضع حماية عن بعد دون الاقتراب منها».
وقُتل عشرة أشخاص وأصيب خمسة آخرين، بينهم ضابط ومجندان، في هجوم مسلّح استهدف كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان صباح اليوم الجمعة، كما قُتل أحد منفّذيه وقُبض على آخر؛ وأظهر مقطع مصوّر من مبنى مجاور للكنيسة مُنفّذ الهجوم يتجوّل بكل أريحية أمامها، قبل تبادل إطلاق النار مع طواقم الأمن، وتدخَّل الأهالي وألقوه بالحجارة فسقط قتيلًا.
وقال الخبير العسكري إنّ «الكنائس متمركزة في مناطق مأهولة بالسكان، والوجود في محيطها سيكون أمرًا سهلًا للجماعات المسلحة، بينما المراكز العسكرية والكمائن مدجّجة بقوات كبرى ومستعدة لأيّ هجوم في أي لحظة».
تفجير مع الاستنفار!
اُستهدفت كنيستان اليوم في حلوان تزامنًا مع إعلان وزارة الداخلية والقوات المسلحة حالة الاستنفار الأمني أمام كل الكنائس والتجمعات القبطية؛ لحماية الأقباط في أيام الاحتفال بأعياد الميلاد.
ويأتي الهجومان بعد أقل من تسعة أشهر على مقتل 45 شخصًا في هجومين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا أثناء قدّاس عيد الشعانين في أبريل الماضي. وفي 26 مايو الماضي، قُتل 29 شخصًا في هجوم لمسلحين على حافلة تقلّ أقباطًا لزيارة دير بمحافظة المنيا. وفي ديسمبر 2016 قُتل 29 شخصًا في تفجير انتحاري تبناه «تنظيم الدولة».
وفي 26 نوفمبر الماضي، قُتل 305 أشخاص، بينهم 27 طفلًا، في اعتداء على مسجد الروضة بشمال سيناء، الذي مثَّل أسوأ اعتداء تشهده البلاد في تاريخها الحديث. وعلى الرغم من أنه لم يتبنَّ أيّ تنظيم هذا الاعتداء حتى الآن، أعلنت النيابة أنّ «30 مسلحًا يحملون عَلم تنظيم الدولة فتحوا النار على المصلّين أثناء أدائهم صلاة الجمعة».