شهد العام الجاري، العديد من الكوارث الطبيعية في مختلف بلدان العالم، وحصدت آلاف الضحايا والخسائر.

وبحسب تحليلات لـ«الإدارة الوطنية للمحيطات» المتخصصة في رصد الكوارث وآثارها وتقييم أضرارها، فإن عدد الكوارث التي كلَّفت مليارات الدولارات قد ازدادت مع مرور الوقت، فخلال الثمانينيات واجهت الولايات المتحدة معدَّل 2.7 مليار دولار ضمن هذه الكوارث. وفي التسعينيات وبداية الألفية، ارتفع هذا المعدل لـ4.6 مليار دولار و5.4 مليار دولار لكل عام على التوالي.

ومنذ ذلك الوقت، ارتفعت معدلات الكوارث المكلفة بشكل كبير. وخلال هذا العقد، شهدت كل سنة معدل 10.5 مليار دولار من هذه الكوارث. وقيمة هذه الزيادة تعادل كارثة بمليار دولار إضافية لكل 4 سنوات.

ونرصد في التقرير التالي أبرز الكوارث الطبيعية لعذا العام:

إعصار هارفي

من أبرز الكوارث الطبيعية التي ظهرت هذا العام، إعصار ضرب مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، وصفها مسؤولون في الولاية بأنها أكبر عاصفة في تاريخها وذلك يوم 28 أغسطس.

وقد وصل معدل هطول الأمطار في المدينة في أعقاب إعصار هارفي إلى نحو 75 سنتيمترا من الأمطار، ما حوّل شوارعها إلى ما يشبه الأنهار في تدفق المياه.

وتشير التقديرات إلى أن الأمطار التي هطلت في هيوستن خلال أسبوع عادلت ما يهطل فيها من أمطار خلال عام كامل، وانتشلت الطائرات المروحية بعض الضحايا من على أسطح المنازل، وقتل أكثر من 88 شخصًا.

إعصار إرما
ضرب إعصار إرما شاطئ مدينة ميامي في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة يوم 12 سبتمبر.

وواجهت فلوريدا إعصارا مدمرا خلّف خسائر بشرية ومادية كبيرة، في وقت يُتوقع فيه أن تبلغ خسائر الولايات المتحدة جراء الإعصارين هارفي وإرما نحو 290 مليار دولار.

وتسبب الإعصار في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 7 ملايين منزل وشركة في فلوريدا وأماكن أخرى جنوب شرق الولايات المتحدة.

وأفادت السلطات الأميركية بأن العاصفة أودت بحياة 134 شخصا في منطقة الكاريبي وواحد في فلوريدا عثر عليه ميتا في شاحنة خفيفة اصطدمت بشجرة في «فلوريدا كيز».

زلزال إيران
ضرب زلزال مدمر، يوم 12 نوفمبر، الحدود العراقية الإيرانية، وخلف 348 قتيلًا و4050 جريحًا.

وكان زلزال مدمر ضرب الحدود العراقية الأردنية بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر؛ حيث أسفر عن مقتل 530 وإصابة 8 آلاف مصاب، وأعلن محافظ كرمانشاه الحداد العام على ضحايا الزلزال لمدة 3 أيام، بالإضافة إلى إغلاق المدارس والجامعات في جميع أنحاء المحافظة.

وقال المختصون إن هذا الزلزال هو الأول من نوعه في التاريخ المعاصر الذي يضرب العاصمة بغداد والمدن العراقية؛ حيث بدأت من شمالي البلاد وصولًا إلى جنوبها، بالإضافة لمناطق واسعة بالعراق، شعر سكان الكويت ومناطق بالإمارات وشمال السعودية، بهزات أرضية، جراء الزلزال.

إعصار ماريا

تسبب إعصار ماريا في دمار كامل لشبكات الكهرباء في جزيرة بورتوريكو، ليغرق 3.5 مليون شخص في الظلام، بحسب مسؤولين في إدارة الطوارئ.

وشهدت، سبتمبر الماضي، مدينة سان خوان، عاصمة بورتوريكو، رياحًا عاتية بلغت قوتها 225كم/ساعة اقتلعت الأشجار وخطوط الكهرباء من الأرض.

وقال مركز الإعصار الوطني الأميركي إن ماريا ضرب منطقة يابوكوا، شرقي جزيرة بورتو ريكو، وكان أول إعصار من الدرجة الرابعة يضرب الجزيرة منذ 1932.

وقبلها بساعات كان الإعصار قد مر بسرعة من جزيرة فيرجين أيلاند سانت كروا الأميركية وكان عاصفة من الدرجة الخامسة، بسرعة رياح تجاوزت 281كم/ساعة.

وتسبب في فيضانات في الأراضي الفرنسية من غواديلوب؛ حيث لقي شحص مصرعه بعد سقوط شجرة بينما مات آخر قبالة البحر. كما أعلنت السلطات عن وجود شخصين في عداد المفقودين بعد غرق سفينتهما بالقرب من ديزيراد، بالإضافة إلى مقتل 66 شخصًا.

زلزال المكسيك

أعلنت السلطات المكسيكية، سبتمبر الماضي، مقتل 226 في الزلزال العنيف الذي ضرب العاصمة المكسيكية ومحيطها وبلغت قوته 7.1 درجة.

ووقع الزلزال بعد ساعات من مشاركة كثيرين في تدريبات على مواجهة الزلازل في شتى أنحاء المكسيك في الذكرى السنوية للزلزال المدمر الذي قتل آلاف الأشخاص في مكسيكو سيتي عام 1985.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن الزلزال وقع على بعد 8 كيلومترات جنوب شرقي أتنسينغو في ولاية بويبلا بوسط المكسيك على عمق 51 كيلومترا.

ومن بين الضحايا الذين عثرت عليهم فرق الإنقاذ تحت الأنقاض، 18 طفلا قضوا عندما انهارت مدرسة كانوا فيها.

عاصفة الفلبين

لقي نحو 200 شخص حتفهم وشرد 70 ألفا في الفلبين، بداية الشهر الجاري؛ جراء عاصفة «تيمبن» الاستوائية التي اجتاحت جنوب البلاد، خاصة جزيرة مينداناو.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن العاصفة خلفت 70 ألف مشرَّد، وحصل 50 ألف منهم على مأوى في مراكز خاصة بالنازحين.

يذكر أن نحو 20 من العواصف والأعاصير تضرب الفلبين سنويا.

حرائق كاليفورنيا

تشهد ولاية كاليفورنيا حريقا هائلا، يتجدد باستمرار، التهم منطقة تبلغ مساحتها أكثر من 100 ألف هكتار.

وأفادت وكالة «رويترز» بتفاقم الوضع في الولاية التي تشهد حاليا ثالث أكبر حريق في تاريخها (وسابع أكبر الحرائق في تاريخ البلاد عموما).

جاء ذلك في وقت حاول فيه نحو 8500 من رجال الإطفاء وأكثر من 980 عربة إخماد حرائق و34 مروحية السيطرة على «حريق توماس» الذي نشب جنوب الولاية في 4 ديسمبر الجاري، وقد دمر أكثر من ألف مبنى وأضحى يهدد 18 ألفا أخرى، وتم إجلاء أكثر من 38 ألف شخص، بما في ذلك منازل فاخرة في مدينة مونتيسيتو قرب سانتا باربارا.

وتنبأ مركز الأرصاد الجوية الوطنية بهدوء الرياح قرب سانتا باربارا ، فيما ستتجاوز سرعة الرياح الأخرى الشمالية 88كم في الساعة بمناطق من مقاطعتي فينتورا ولوس أنجلوس.

وأكدت الوكالة أن انتشار النيران على بعد أقل من 160كم من مركز مدينة لوس أنجلوس أجبر سلطات الولاية على إطلاق عمليات إجلاء واسعة النطاق التي طالت آلاف المواطنين، ما جعل من المنطقة «مدينة أشباح» يملأ الدخان الأجواء فيها.

وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أن 5 من أقوى الحرائق الـ20 في تاريخ الولايات المتحدة ضربت البلاد في عام 2017.