انطلقت بطولة «خليجي 23»، وسط أزمة سياسية كبرى تعصف بالدول الخليجية؛ على خلفية حصار دولة قطر من دول الإمارات والسعودية والبحرين، لتكون إحدى محطات تجدد الخلاف الذي يتكرر في كل محفل تتجمع فيه الدول محل الأزمة.
وفي الوقت الذي تتجدد مع كل موقف آمال البعض بانفراجة خلال تلك التجمعات سواءً السياسية أو الاجتماعية خاصة بعد عقدها في الكويت «الدولة المحايدة»، تتحطم تلك الآمال على صخرة التشدد تجاه الدوحة، وافتعال الأزمات والتصريحات المهاجمة.
أزمة المايك
وقبل انطلاق الافتتاحية للنسخة رقم 23 من بطولة الخليج العربي لكرة القدم، الجمعة، افتعلت دولتا الإمارات والسعودية أزمة جديدة؛ بسبب وجود «مايك» قنوات بي إن سبورت و«الأكس» القطريتين، في المؤتمر الصحفي لافتتاح البطولة؛ حيث انسحب المنتخب السعودي والإماراتي من المؤتمرين السابقين لمبارتيهما.
وكشفت اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج، عن توجهها لوضع ميكروفون واحد يحمل شعار البطولة في جميع المؤتمرات الصحفية، تجنبا للمشاكل.
وعلى خلفية القرار، أعلن عضو اللجنة الإعلامية في البطولة مبارك المطيري، انسحابه اعتراضا على الاستجابة إلى تهديدات الاتحادين الإماراتي والسعودي بالانسحاب ما لم يقوموا بإزالة ميكروفونات القنوات القطرية.
وقال مبارك المطيري، في تصريحات له: «إن ما حدث هو أمر يتنافى مع حرية الصحافة والإعلام وعمل مجرَّم وفق كل قانون إعلامي أو نظرية إعلامية».
وأضاف «هذه البطولة الوحيدة في العالم التي يتم فيها طمس شعارات القنوات استجابة لمنتخبات جاءت بنيّة خفية لا نعلمها للبطولة، لذلك أعلن انسحابي من اللجنة الإعلامية وأرفض أن أكون جزءًا من عملية القمع الإعلامي هذه».
على خطى مصر
أزمة الميكروفون تعيد للأذهان، قيام الحليف الأساسي للإمارات والسعودية، في موقفهم ضد قطر، باتخاذ الموقف ذاته مع ميكروفون الجزيرة في مؤتمرات صحفية.
وخلال الجلسة المخصصة لإلقاء البيان الختامي لاجتماع «سد النهضة» بالخرطوم، في 12 ديسمبر 2015، الذي ضم وزراء الخارجية والري من مصر والسودان وإثيوبيا، قام شكري بوضع الميكروفون الخاص بالفضائية القطرية أسفل الطاولة، في خطوة أثارت جدلا واسعا بعدها.
وللمرة الثانية طالب شكري بإزالة ميكروفون قناة الجزيرة من أمامه، عندما كان يستعد لإلقاء كلمته خلال الاجتماع السداسي الخاص بسد النهضة الأحد 27 ديسمبر 2015.
أسد على الخليج
الموقف الإماراتي والسعودي خلال بطولة «خليجي 23» خالف ما كان عليه في كأس العالم الأندية الذي أقيم في أبوظبي، وفاز فيها ريال مدريد الإسباني، للمرة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.
وخلال بطولة كأس العالم للأندية، تواجدت القنوات القطرية بكل حرية داخل الإمارات، وعقدت لقاءات صحفية من مسؤولين سعوديين وإماراتيين، وشهدت الملاعب بها إعلانات لمؤسسات قطرية، ما دفع البعض للقول بأن الدولة تستأسد على الكويت والبطولات الخليجية ولكنها لم تجرؤ على اتخاذ الموقف ذاته في بطولة عالمية مثل كأس العالم للاندية.
وقال الكاتب القطري حسن حمود: «عارف العواني ومحمد الرميثي في أبوظبي و«بدق خشوم» صرحوا للمايك القطري وفي الكويت بدون حشيمة لمستضيف خليجي 23 اشردوا…!! وين كانت مراجلكم في بطولة أندية العالم…!؟ ناس تستحي ما تخاف…».
#أبوظبي الدحلانية خضعت للفيفا في كأس العالم للأندية وفي #خليجي_23 تستأسد على #الكويت !
— عبدالله الوذين (@abqatar) December 21, 2017
وعلق مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، على مقاطعة القنوات القطرية في البطولة، وقال إن المقاطعين اليوم للقنوات القطرية سيتحدثون «رغمًا عن أنفهم لبي إن سبورت» في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، التي تحتضنها روسيا، صيف العام المقبل.
في كأس العالم بروسيا رغماً عن انفهم سيتحدثون ل biensport
— أحمد بن سعيد الرميحي (@aromaihi) December 21, 2017
إزالة شعارات قطر
واستكمالا لمواقف دول الحصار من قطر، قامت قناة أبوظبي الرياضية بتعديل شعار بطولة خليجي 23، المذاع عبر قناتها؛ حيث أزالت اللون العنابي الذي يرمز إلى المنتخب القطري من الشعار، في جميع مطبوعاتها وتغطياتها الإعلامية.
كما أوقفت القناة بث كل الفقرات الخاصة بالمنتخب القطري من حفل الافتتاح؛ حيث قاطعت فقرة المغني محمد المسباح، وانتقلت إلى الاستديوهات ولم تقم بعرضها.
حقيقة انسحاب بين سبورت
قال المغرد السعودي عبدالله العازب، عن توجه الأمير تميم إلى انسحاب قنوات «بي إن سبورت» من تغطية المؤتمر وقال إن القرار جاء «تقديرًا لدولة الكويت وأميرها وشعبها، وتفاديًا لحصول ما يكدر صفو البطولة، وتأكيدًا على النأي بالرياضة عن الخلافات السياسية».
ولكن فهد العمادي، مدير التحرير التنفيذي لجريدة الوطن، قال، عبر حسابه في «تويتر»: إن «ما أثير عن انسحاب قنوات بي إن سبورت من سباق تغطية خليجي 23 غير صحيح.. فالشبكة لم تقدم من الأساس أي عرض لشراء الحقوق».
ولم تعلن القناة بصورة رسمية انسحابها من نقل مباريات البطولة على خلفية الأزمة.