اعتبر الكاتب الإسرائيلي ديفيد كيز في مقال له بصحيفة معاريف اليوم الثلاثاء أنه لا فرق بين حركتي فتح وحماس فهما برأيه "تقمعان حرية التعبير، وتحتقران القيم الديمقراطية وتزجان بالصحفيين في السجن".
وقال الكاتب: "عصمت عبدالخالق، محاضرة جامعية وأم معيلة وحيدة لطفلين، اعتقلت قبل أسبوعين في الضفة، بعد أن انتقدت أبو مازن على الفيس بوك. لعل هذا ما قصده أبو مازن عندما قال في مقابلة منحها مؤخرا لـ “الجزيرة” إن فتح هي نسخة إيديولوجية وسياسية عن منظمة حماس. أو بكلماته: بكل صدق، ليس بيننا خلافات".
وأضاف "في الشهر الأخير تقمع حماس المعارضين لحكمها، نساء ونشطاء سياسيين على الانترنت. وقد اعتقلت عدة صحفيين، منعت انعقاد مؤتمر عن وسائل الإعلام الاجتماعية وزجت بالسجن بعدد من المدونين".
وتابع "يبدو أنه في السلطة الفلسطينية، تحت حكم أبو مازن، ينسخون بالفعل وحشية حماس. ممنوع التشهير بالموظفين الكبار، بمن فيهم أبو مازن، ومن يفعل ذلك قد يزج في السجن لسنتين. النائب العام، أحمد المغني، تطرق إلى اعتقال عبد الخالق في أعقاب الانتقاد الذي وجهته إلى أبو مازن على الفيس بوك وقال: تصريحات كهذه تتجاوز جدا حرية التعبير. وردا على ذلك شجب اتحاد الصحفيين الفلسطينيين الاعتقال ووصفه بأنه سابقة خطيرة".
ورأى أن عبد الخالق ليست وحيدة. فبعض النشطاء والصحفيين الفلسطينيين اعتقلوا حتى الآن بسبب أقوال كتبوها على الشبكة. جورج قنواتي، مدير راديو بيت لحم 2000 اعتقل بعد أن انتقد دائرة الصحة في المدينة؛ ممدوح حمارة، العامل في محطة القدس التلفزيونية، اعتقل ورفعت ضده دعوى تشهير بعد أن نشر على الفيس بوك صورة جلابو مازن وإلى جانبها صورة ممثل يجسد شخصية خائن في اوبيرا صابون السورية؛ الصحفي رامي سمارة اعتقل بعد أن انتقد هو أيضا على الفيس بوك الزعماء الفلسطينيين. أما الصحفي الفلسطيني يوسف الشايب فاعتقل الشهر الماضي واتهم بالتشهير بموظفين عموميين، بعد أن بلغ عن فساد في أوساط دبلوماسيين فلسطينيين.
عندما أضرب عن الطعام عضو الجهاد الإسلامي خضر عدنان ابن 33 في السجن الإسرائيلي على مدى بضعة أسابيع احتجاجا على اعتقاله، دُعي ملايين الأشخاص إلى كفاحه لأنه حظي بتغطية لا نهاية لها من الصحف ومواقع الانترنت. وبالمقابل، لم تغطي تقريبا أي وسيلة إعلام إضراب الشايب عن الطعام، والذي أطلق سراحه بالكفالة الأسبوع الماضي. ليس فقط وسائل الإعلام، بل القليل جدا من منظمات حقوق الإنسان رأت حاجة لأن تكافح في سبيله.
“هذا نظام مطلق”، كتب الأسبوع الماضي الصحفي الفلسطيني عادل سمارة في منتدى على الانترنت. “ماذا سيحصل عندما نجسد حلمنا ونحظى بدولة خاصة بنا؟ كلنا سنجلس مع الشايب في السجن. تخيلوا ما كان سيحصل لو كان اعتقل الشاب في الجزائر أو في الصين. كل الغرب كان سيثور ويمور”. في الماضي أعرب سمارة عن تأييده لأنظمة مطلقة، ولكن منذ إذ بات يفهم بأنه توجد هنا معايير مزدودة. في هذه الإثناء، الحياة عادية في السلطة الفلسطينية: قبل أسبوع ونصف اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية صحفي آخر، طارق خميس، بعد أن نشر على الفيس بوك انتقادا لقمع الصحفيين والنشطاء السياسيين على أيدي السلطة. صحيح أنه أفرج عنه، ولكن اعتقالات كهذه تنجح في ردع الصحفيين والنشطاء الاخرين. والعالم؟ صامت. وهذا صمت صاخب.