حالة من الجدل، شهدتها برامج «التوك شو» بوسائل الإعلام الموالية لنظام عبدالفتاح السيسي، أمس؛ بعد إعلان رئيس شركة سيكو المصنعة لأول موبايل مصري، سرقة بطاريات الموبيل، ففي الوقت الذي زعم فيه إعلاميو النظام وجود مؤامرة لإفشال إنتاج الموبيل، قالت مصادر بميناء دمياط إن البطاريات خرجت من الميدان سليمة ولم تتعرض لأي سرقة داخله.
رئيس الشركة يتحدث عن مؤامرة
وقال المهندس محمد سالم، رئيس شركة سيكو المصنعة لأول موبايل مصري، إنه لا يستبعد ما تردد عن وجود مخطط لتعطيل الإنجاز الوطني، بفضل دعم عبدالفتاح السيسي، الذي لم يتردد في اتخاذ جميع الإجراءات والتسهيلات لنجاح تجربة أول موبايل مصري، على حد قوله.
وأوضح، خلال مداخلته ببرنامج «القاهرة اليوم» الذي يقدمه جمال عنايت وبثينة توكل، أن البطاريات التي استوردتها الشركة تمت سرقتها وهي في طريقها من ميناء دمياط إلى المصنع.
وأضاف سالم أن «هذه البطاريات لا تستخدم لأي نوع هاتف محمول آخر، ومخصصة لـ«ماركة» هاتفنا فقط»، مشيرًا إلى ترك الأمر لجهات التحقيق من الشرطة والنيابة وهي من تحدد الجاني، مؤكدا أن هناك خطة مستقبلية لمدة 3 أشهر بتوريد البطاريات، وسوف يظهر المنتج في النصف الثاني من الشهر المقبل.
لا صحة للسرقة
وفي المقابل، قال مصدر أمني في ميناء دمياط، إنه لا صحة لما تردد عن سرقة شحنة بطاريات أول هاتف محمول مصري من ميناء دمياط.
وقال المصدر، في تصريح نقله موقع «الوطن» المقرب من النظام، إنه لا علاقة للميناء من قريب أو بعيد بواقعة السرقة؛ حيث خرجت الشحنة سليمة، مساء الثلاثاء الماضي، متجهة للمصنع بمحافظة أسيوط؛ حيث وردت الشحنة كوارد لجمارك دمياط، بداخلها بطاريات الهاتف المحمول بوزن 300 كجم بعدد 15 ألف بطارية.
موسى: عصابات تقف ضد مصر
وأبدى مقدم البرامج أحمد موسى، غضبه الشديد بعد سرقة شحنة بها 15 ألف بطارية للهاتف المصري الجديد «سيكو» بعد وصولها إلى مصر، مناشدًا اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية بالوقوف على حقيقة تلك الواقعة.
وأضاف أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج «على مسئوليتي»، على قناة «صدى البلد»، أن هناك عصابات تقف ضد مصر من أجل منع تقدمها، موضحًا أن مافيا وراء سرقة تلك الشحنة.
وتابع: لا توجد استفادة بهذه البطاريات لأنها لا تستخدم لهاتف آخر.
فيما أحرج الإعلامي محمد الغيطي، محمد سالم، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية المصنعة للهاتف المحمول «سيكو مصر»، علي الهواء؛ بسبب اسم الهاتف.
فقال الغيطي، خلال برنامج «صح النوم» المذاع على فضائية «ltc»: «هو مينفعش تغيروا اسم المحمول، معناه وحش»، فرد عليه رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية قائلا: «بنشتغل طبقا لمعايير معينة، واسم الهاتف مطابق للمنتجات الصينية».
سيد علي يشكك
ومن جانبه، سخر مقدم البرامج سيد على من إعلان سرقة البطاريات، مشككا في رواية الشركة، ومتسائلا ماذا سيفعل السارق بالبطاريات.
وأضاف سيد علي، خلال برنامج «حضرة المواطن»، على قناة «الحدث اليوم»، أنه لا يجد تعليقا يقوله، موضحا أنه كان متحمسا من البداية للمحمول، ولكن هذا الحماس ذهب، حينما علم أن الموبيل صيني وأنه يجمع فقط في مصر.
تحرك برلماني
وأكد النائب أحمد زيدان، أمين سرّ لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن اللجنة وجهت استدعاء لوزير الاتصالات المهندس ياسر القاضي، ومسؤولي شركة سيكو؛ لمعرفة أسباب سرقة شحنة 15000 بطارية للهاتف الجديد، ومدى كون الحادث متعمدًا لإفشال المشروع وإحراج الدولة.
وقال «زيدان»، في تصريحات صحفية، إنه توجد علامات استفهام كثيرة على توقيت الحادث وحقيقة التأمين المطلوبة لهذه الشحنة فى ظل أهميتها، مشيرًا إلى أن اللجنة تناقش الأمر بجدية ولن تقبل أي تقصير أو تهاون في التحقيقات.
ومن جانبه، تقدم محمد علي عبدالحميد، وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، بسؤال لوزيري النقل والداخلية، بشأن سرقة شحنة بطاريات أول محمول مصري.
وتساءل: «كيف تمت سرقة شحنة بطاريات أول محمول مصري من أحد الموانئ المصرية؟ ألا تستطيع الحكومة تأمين الشحنات الواردة إلى مصر من الخارج؟ وهل سُرِقت كل الشحنة؟ وهل سيمر الأمر دون حساب؟ وهل يُقصد بهذه السرقة توجيه ضربة إلى أهم مشروع قومي مصري؟».
وتابع: «من كان يعلم بقدوم هذه الشحنة، ثم رتب لسرقتها؟ بعد الإعلان مباشرة عن المحمول في وجود السيسي عن أن مصر تنتج أول محمول مصرى، وطالب بفتح تحقيق موسّع في هذا الأم».