شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

خبير عسكري لـ«رصد»: تنظيم الدولة لم ينتهِ بالعراق وهذه إستراتيجيته القادمة

عناصر تنظيم الدولة

كشف الخبير الأمني والعسكري عميد ركن خليل الطائي، مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير، أن تنظيم الدولة في العراق لا يزال موجودا ويمارس هجماته، على الرغم مما أعلنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن «انتهاء الحرب» ضد التنظيم في البلاد، والسيطرة بشكل كامل على الحدود السورية العراقية.

وقال الطائي، في تصريح لـ«رصد»، إنه «في كل الحروب هناك خطط عسكرية تتضمن غايات محددة ترتبط بتحديدات مفروضة في حال تأمينها يمكن للقائد العسكري أن يعلن النصر وحسم المعركة؛ وهي: أ. يجب تحقيق الغاية والمهمة بأقل الخسائر الممكنة، بالحفاظ على قيمة الهدف المراد احتلاله وتشمل قيمة الهدف السكان المدنيين والبنى التحتية. ج. وجود توقيتات محددة».

وأوضح الخبير العسكري، أنه في حرب العراق على تنظيم الدولة، «تكبدت القوات العراقية خسائر كبيرة على مستوى العدد والعدة»، مضيفا أن المعارك «تسببت في قتل الكثير من المدنيين، وفرق الدفاع المدني لا تزال تستخرج الجثث من تحت الأنقاض في مدينة الموصل القديمة، ناهيك عن تهجير الكثير من المدنيين وإيوائهم في مخيمات نزوح خالية من أبسط مقومات العيش».

وعن الخسائر التي تكبدتها القوات العراقية، أعطى مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير للشؤون العسكرية والأمنية، مثالا بأن «الفرقة المدرعة التاسعة والفرقة الذهبية فقدت نسبة 40%-50% من قدرتها القتالية»، مضيفا أنه «بخصوص قيمة الهدف فالتدمير شمل أغلب المدن بنسبة 85% وفي مقدمتها الرمادي وبيحي والموصل وهيت والقائم ونال التدمير المستشفيات والمدارس والجسور ومحطات توليد الطاقة ودور العبادة والدور السكنية للمواطنيين».

ولفت الطائي، إلى أن الحرب بين الدولة والتنظيم كانت «مفتوحة سواء على مستوى التوقيتات أو السلاح المستخدم أو التعبئة التي انتهجت سياسة الأرض المحروقة»، موضحا أنها «خالفت كل مبادئ الحرب والقوانين والاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف».

وعلق الخبير العسكري، على تصريح سابق أطلقه العبادي قال فيه إن «تكلفة هذه الحرب هي أكثر من 100 مليار دولار عن التدمير في المدن فقط».

وحول ما إذا كانت تلك التكلفة الباهظة والدمار والقتل الجماعي للمدنيين والاستنزاف الحكومي العسكري والاقتصادي، ساعدت بالفعل على القضاء على تنظيم الدولة، أجاب الطائي بأن «التنظيم لا يزال موجودا ويشن هجماته في عدد من القرى».

إستراتيجية جديدة

وأوضح أن التنظيم، خلال اليومين السابقين، «شن هجمات ضد مواقع مليشيا الحشد في جزيرة الموصل في قرى تل صفوك وتل قصب وكذلك مقر اللواء الثاني حرس حدود قرب منفذ الوليد الحدودي وهجمات في تكريت وشرقها وفي محافظة ديالي».

واعتبر الطائي، أن الهجمات دليل على أن «تنظيم الدولة لا يزال موجودا في الجغرافية العراقية لكنه انتقل من المدن إلى الصحراء الشاسعة التي تؤمن له التمويه والاختباء والمناورة واعتماد تعبئة المفارز الجوالة»، لافتا إلى أنه بهذه الصورة «تحول التنظيم من إستراتيجية مسك الأرض والدفاع عنها إلى إستراتيجية العمل الأمني بعد أن يعيد تنظيم صفوفه وفق مفهوم الاستكانة الميدانية».

وأكد الخبير العسكري أن «التنظيم ينتظر الوقت والظرف والمكان المناسب لاستئناف عملياته الأمنية الاستنزافية»، مشيرا إلى أن إعلان «النصر وحسم الحرب هو غير صحيح، خاصة في هكذا نوع من الحروب غير التقليدية، وما حدث يعتبر نصرا ناقصا وهشا يمكن فقدانه لاحقا».

وسيطر تنظيم الدولة في عام 2014 على مساحات واسعة شمال وغرب العاصمة بغداد وأعلن «دولة الخلافة»، قبل أن تطلق الحكومة العراقية حملتها العسكرية بهدف القضاء على التنظيم بدعم من التحالف الدولي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023