أصبح انعقاد القمة الخليجية، أمرا واقعا، بعد أن طالته التكهنات خلال الأشهر السابقة، حول ما إذا كانت قطر ستحضرها أم لا، أو إمكانية تأجيلها، باعتبارها أول قمة في ظل أسوأ أزمة عصفت بالدول الخليجية.
وتثار الآن تساؤلات حول ما إذا كانت القمة يمكن أن تسهم في حل الأزمة الحالية، والتي فشلت الوساطات الكويتية والاميركية وغيرها، في خلخلتها، في ظل شروط وضعتها دول الحصار من أجل عودة العلاقات مع قطر، في حين تعتبرها الأخيرة إملاءات خارجية تمس سيادتها.
تحضيرات قمة مكتملة النصاب
وبحسب الاناضول فإن الملك سلمان بن عبد العزيز، سيترأس وفد المملكة في القمة الخليجية بالكويت، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في حين أعلنت دولة قطر مسبقا، على لسان وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن، أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، سيشارك في قمة الكويت.
وتوجّه الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، إلى الكويت وجاء لقاءه بقادة هذه الدول وأمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، للاطلاع على التحضيرات الجارية لأعمال القمة الخليجية الثامنة والثلاثين.
ووصل وزير الخارجية عادل الجبير؛ إلى الكويت، ظهر اليوم، لحضور الاجتماع التحضيري للقمة الخليجية، والذي يحضره وزرا خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية اليوم الأحد، إغلاق بعض الطرق في البلاد اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل، بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الخليجي الـ38، كما سيم إغلاق المدارس خلال اليومين القادمين.
وأعلنت وزرة الخارجية العمانية، أن فهد بن محمود، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء سيتوجه إلى دولة الكويت لترؤس وفد السلطنة في مؤتمر القمة 38 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، نيابة عن السلطان قابوس.
هل تحل الأزمة؟
وتختلف القمة الحالية، عن سابقيها في أنها تأتي في ظل ظروف راهنة غير مسبوقة، وتوترات بين الدول قد يتفكك على أثرها المجلس الذي يضم الدول الخليجية، ويتبنى عدد من الاتفاقات والعهود بينهم.
وتسعى قطر أن تكون القمة الخليجية، مفتاحا لحوار مفوح بينها وبين السعودية والإمارات والبحرين، والتي طالما طالبت به على مدى 6 أشهر عنر الأزمة.
وقال الوزير القطري في محاضرة بعنوان «الأزمة الخليجية في سياق إقليمي»، نظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالعاصمة القطرية الدوحة، إن بلاده على استعداد لمناقشة كل الملفات خلال القمة الخليجية في إطار الاحترام المتبادل، معربًا عن أمل بلاده في أن تُحل الأزمة من خلال مجلس التعاون وبرعاية الوسيط الكويتي.
والجمعة 1 ديسمبر 2017، أعلنت الكويت أنها سلّمت رسائل أمير البلاد لقادة دول المجلس، عبر سفراءها في دول الخليج، ما أكد عن انعقاد القمة في موعدها دون تأجيل أو اعتراض من أي دولة على حضور الأخرى.
وأشاد مطلق العنزي مدير تحرير صحيفة اليوم السعودية أبما سماها «جهود عبقري الدبلوماسية الشيخ صباح الاحمد»، مضيفا أن « القمة فرصة لطرح كل الموضوعات على الطاولة، والغاء المنطقة الرمادية والميوعة وإنهاء الأوهام وقطع الطريق على الشتامين المرتزقة المتاجرين بالقضايا الخليجية والقضايا العربية»
واعتبر الكاتب القطري عبد العزيز الخاطر، أن «القمة العربية عموما والخليجية خصوصا لاترقى سياسيا الى رقيها الاخلاقي عبر تاريخها»، موضحا الخاطر أن «إشكالية قمة الخليج غدا أنها جاءت بعد السقوط في الجانبين السياسي والأخلاقي».
وتمثل انعقاد القمة في دولة الكويت، التي اتخذت الحياد في الازمة، وقامت بدور الوسيط، فرصة لحضور جميع الأطراف دون غضاضة، ولكن تبقى توقعات حول مصير الأزمة بعد القمة الخليجية، وهل ستكون حاضن لتتفاهمات، أم مقر لتبادل التهامات، كما حدث في الأمم المتحدة وغيرها.
وتسائل الناشط السياسي وليد بن خالد، حول مصير الخلاف عقب القمة الخليجة «هل بعد 6 أشهر تنحل الأزمة، هل هذه الستة أشهر ستكون ذكرى لاسوأ أزمة مرت على دول الخليج ، أما ستطول هذه الأزمة لما بعد 5 ديسمبر ، هل سنرى غدًا إشراقة عهد جديد للخليج و إنقضاء للأزمة مع إشراقة شمس الـخامس من ديسمبر ؟».
أزمة جديدة قبل القمة
وأثيرت أزمة جديدة تضاف لملف الاتهمات التي توجهها دول الحصار غلى دولة قطر، من خلال الحديث عن وساطة قطرية بين الرئيس اليمني المخلوع وشركاءه ف الانقلاب من الحوثيين قبل إعلان مقتله.
ونفت الدوحة هذه الاتهامات وقالت الخارجية القطرية، بأن هذه التصريحات عارية عن الصحة مستنكرة صدورها عن مسؤول بالخارجية الإماراتية وكان الأجدر به تحري الدقة في مثل هذ التصريحات الخطيرة.
وكان أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، قال إن قطر حاولت إجراء وساطة لإنقاذ الحوثيين.
وكتب قرقاش في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الوساطة القطرية لإنقاذ ميليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح؛ لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي.
وتسائل السياسي ماجد الأنصاري عبر تويتر، عن محاولة الزج باسم قطر في أحداث صنعاء، في ظل اقتراب انعقاد القمة، هل هو محاولة جديدة لإفساد القمة الخليجية؟.
وانتشرت دعوات على مواقع التواصل، بعنوان «خليجنا واحد» و«#اتحاد_خليجي_واحد»، يطالب بحل الأزمة وتجاوز الخلافات، وشملت الدعوات مطالبات للصحفيين والقنوات الإعلامية الخليجية، الكف عن إثارة الفتنة بين الدول والانحياز من أجل مرور القمة والخروج بتفاهمات واضحة.