بعد صراع دام لأسابيع مع المرض، رحلت الفنانة الكبيرة شادية عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد إصابتها بجلطة في المخ.

ولدت فاطمة أحمد كمال شاكر، التي اشتهرت باسم شادية، في الثامن من شهر فبراير عام 1931 بمنطقة عابدين بالقاهرة، وتعود أصولها إلى محافظة الشرقية.

وجاء دخول الفنانة الراحلة لعالم الفن عام 1947، بعد تقدمها لاختبار التمثيل في ستوديو مصر، أمام المخرج أحمد بدرخان والذي قام بتقديمها للمخرج حلمي رفلة والفنان محمد فوزي، لتظهر لأول مرة في دور ثانوي في فيلم أزهار وأشواك.

واختلف الكثيرون حول حقيقة اختيار اسم شادية، ورجح الكثيرون أن يكون حلمي رفلة، هو صاحب اختيار الاسم بعد تبنيه لموهبتها وهي لم تتجاوز الـ16 عامًا، بينما رجح آخرون أن الفنان يوسف وهبي، هو من اختار اسمها الفني، بينما هناك من يقول إن عبد الوارث عسر هو الذي قال عنها عندما استمع لصوتها «إنها شادية الكلمات».

وتألقت شادية في عدد من الأفلام التي انتجها الفنان محمد فوزي، بعد النجاح الذي حققه فيلم العقل في إجازة، والذي كان أول فيلم من إنتاج وبطولة محمد فوزي، ثم تبعه عدد من الأفلام وهي الروح والجسد، والزوجة السابعة، وصاحبة الملاليم، وبنات حواء.

كما تعاونت شادية مع الفنان أنور وجدي، الذي أنتج لها فيلم ليلة العيد، ليقوم منحها البطولة المطلقة في فيلم ليلة الحنة.

وقدمت شادية أفلام عن روايات الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل للأدب نجيب محفوظ، مثل ميرامار، وشيء من الخوف، واللص والكلاب، وزقاق المدق، والطريق، ونحن لا نزرع الشوك.

وتعدى رصيد الراحلة شادية السينمائي أكثر من 150 فيلمًا، و6 أعمال إذاعية، ومسرحية واحدة فقط وهي ريا وسكينة والتي استمر عرضها حوالي 3 سنوات متتالية، وحصدت عدد من الألقاب أشهرها لقب دلوعة السينما.

واشتهرت الفنانة الراحلة بعدد كبير من الأغاني على رأسها الأغاني الوطنية مثل أغنية يا حبيبتي يا مصر.

واعتزلت شادية الفن في عام 1986، ورفضت الظهور في أي وسيلة إعلامية، واعتذرت عن حضور أي مهرجانات لتكريمها، لتتجه إلى الأعمال الخيرية حيث أسست جمعية خيرية.

وتزوجت الراحلة ثلاث مرات، الأولى من مهندس خارج الوسط الفني اسمه عزيز فتحي، ثم من عماد حمدي، وأخيرًا من الفنان صلاح ذو الفقار الذي انفصلت عنه عام 1969، ولم تنجب من أزواجها الثلاثة.

وكانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد قامت بإهداء دورته الـ39، التي انطلقت هذا الشهر، للفنانة الراحلة شادية.

وعلى صعيد آخر، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وزوجته قاموا بزيارة الفنانة الراحلة أثناء أزمتها الصحية الأخيرة في مستشفى الجلاء العسكري، كما أمر بتعيين حراسة على غرفتها بعد تسريب صور لها في العناية المركزة.