ظهرت العديد من الدعوات بعد هجوم بئر العبد، تطالب بتسليح أهالي سيناء، الأمر الذي أثار مخاوف الخبراء، من إشعال الحرب الأهلية في سيناء، الأمر الذي أعلنت رففضه القبائل العربية، مشددين على خطورة تسليح الأهالي في أن تتحول المنطقة إلى حرب أهلية.
وأكد إبراهيم رفيع، عضو اتحاد مجلس القبائل العربية، أنه يجب دعم أهالي سيناء للقوات المسلحة بالمعلومات للوصول إلى الجماعات المسلحة، ولكن في الوقت ذاته يرفض تسليح قبائل سيناء.
حد أدنى من السلاح
وطال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بتسليح أهالي سيناء، و قال خلال حواره عبر فضائية «أون لايف»: «أرى أنها عملية انتحارية من الإرهاب، إذ أنهم بذلك خسروا مراهنتهم تماما على أن ينضم إليهم مع الوقت مواطنين».
أضاف: «عايزين يقولولنا أنتم عجزة كشعب وكجيش وشرطة، إننا مش هنعرف نوقفهم، والرد على هؤلاء لابد أن يكون يكون شعبيا، المارد المصري ينتفض، أنا في رأيي أنها حرب شعبية، الحادث دعوة صريحة لحرب شعبية».
وذكر: «يجب على أهالي سيناء أن ينتفضوا، فكرة الانتفاضة في حد ذاتها تحتاج إلى تفكير، لكن في تصوري يجب تدريب أهالي سيناء على حمل السلاح، لا أقول أن يحملوا مدافع، ولكن أن يكون لديهم حد أدنى من السلاح للدفاع عن أنفسهم».
جريمة بحق المصريين
من جانبه، رأى الناشط الحقوقي، نجاد البرعي، أن تلك الدعوات جريمة في حق الشعب المصري خاصة في هذه المحافظات، وستؤدي إلى حرب أهلية نظرًا لغياب دور الدولة في الاهتمام بهم، وعندما قررت الدولة الاهتمام بهم، تريد استخدامهم في الدفاع عن الحدود.
وأوضح البرعي -في تصريح خاص لرصد أن الفشل الأمني للحكومة وللدولة هو ما أدى إلى مثل هذه النتائج التي كان لا يجب أن نصل لها، واستخدام هؤلاء الشباب في عمليات التأمين خطأ فادح.
القبائل تهدد
وأصدر اتحاد قبائل سيناء بيانا، يوم السبت، توعد فيه بالرد على الهجوم الذي استهدف المصلين داخل مسجد الروضة في منطقةبئر العبد بالعريش اليوم الجمعة، وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
وقال الاتحاد إنه لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين وتطهير كامل الأراضي من المقاتلين المنتمين لتنظيمات متطرفة بسيناء، وهو ما يراه الباحث في شئون الجماعات الإسلامية أسامة التهيمي خطر كبير قد يتسبب في تكرار مزابح أخرى بحق العزل.
فشل النظام في حماية الشعب
وكشف تقرير لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حصلت عليه وكالة أنباء «أسوشييتد برس» ونقلته عنها صحيفة «واشنطن بوست»، أن النظام المصري أخفق في حماية حرية التعبير، والأقليات، والتحقيق في انتهاكات قواته الأمنية والعسكرية، وحال دون وصول مراقبين أمريكيين إلى شبه جزيرة سيناء التي مزقتها الصراعات.
وقال ستيفن مسينيرني، مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: «إن منع السلطات المصرية وصول مراقبين أمريكيين إلى شبه جزيرة سيناء يثير تساؤلات حول مدى قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على التصدي للجماعات المسلحة هناك، كما أنه يكشف رغبة النظام المصري في إخفاء اخفاقاته في مواجهة الجماعات المتشددة في سيناء».
ويقول سكان في سيناء إن هذه الأعداد الكبيرة من القتلى تشتمل على مدنيين وشجَّعت بعض الشبان على حمل السلاح ضد الدولة، وقالت امرأة عجوز لوكالة «رويترز»ن تجلس في كوخها الخشبي في العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، «السيسي بيحارب الإرهاب ويحاربنا معاه، لكن النساء العجائز والأطفال ليسوا إرهابيين».