أعلنت السعودية، في الحادي والعشرين من إبريل، رسميا أن «عاصفة الحزم» انتهت في اليمن، إلا أن القصف الجوي استمر، ضمن عملية أطلق عليها اسم «إعادة الأمل».
وأشار في مقال نشر في «ميدل ايست آي» إلى أن «بعد عامين ونصف، استمر البؤس الجماعي الذي عاش فيه اليمنيون من كل القبائل، إلا أن تحالف القوات البرية الذي شكله السعوديون بدأت تظهر عليه أمارات الانهيار؛ بسبب الانقسامات بين القوات البرية اليمنية والأجنبية التي تقاتل ضد الحوثيين داخل البلاد»، بحسب ترجمة عربي21.
وأكد:«تتكبد القوات السودانية، والتي تشكل الجزء الأكبر من المقاتلين الأجانب الذين يصل تعدادهم إلى عشرة آلاف مقاتل داخل التحالف الذي تقوده السعودية، نسبة عالية من الخسائر في الأرواح، خاصة بعد مقتل مايزيد عن خمسمائة من المقاتلين السودانيين حتى الآن» مشيرا إلى أن مايمنع رئيس السودان عمر البشير من التراجع، استثمارات الرياض وقطر التي تتجاوز 1.22 مليار دولار.
وأفاد «هيرست» أن صفوف اليمنيين الذين رحبوا قبل عامين ونصف بالتدخل السعودي ضد الحوثيين، يسري بها حالة من التمرد،
وحسبما يصف مصدر مقرب من الظروف التي يعيش فيها الرئيس اليمني داخل الرياض، فإنها «مريحة ولطيفة ولكن تنقصها الحرية»، وقال إن هادي فعليا أشبه بمن يعيش داخل «قفص من ذهب»، إذ لا يسمح له بزيارة اليمن ولا بإصدار التصريحات، مع أنه سوف يسمح له بالمغادرة للعلاج داخل الولايات المتحدة الأميركية.
أما قيادات التجمع اليمني للإصلاح داخل اليمن فهم يدفعون ثمنا من حياتهم، فقد تعرض للقتل أو لمحاولات اغتيال عدد من مشايخ وعلماء الإصلاح وكذلك بعض السلفيين ممن اعترضوا على القيادة الإماراتية.
وعدد الكاتب قائمة الاغتيالات:«خالد علي العرماني القيادي في إصلاح أبين، والشيخ عبد الله بن عامر بن علي بن عبدات الكثيري، وعبد المجيد باتيس، ومحمد بن لشقم، نائب مدير الأحوال المدنية بالمحافظة»، بالاضافة إلى من تعرضوا لمحاولات اغتيال ونجوا منها:«القيادي في حزب الإصلاح، إمام وخطيب جامع الرحمن في منطقة اللحوم، الشيخ محمد علي الناشري، وفرج ناجي بن طالب، عمدة بلدة شيبام في حضرموت، وخالد الجماعي وعبد الحفيظ الفقيه، رئيس المكتب التنفيذي لتجمع الإصلاح في تعز، وعرفات الهلامي، قائد ميليشيا في دالي».
واستطرد بحسب مصدر من جانب الإصلاح: «لقد ضحى الإصلاح بالكثير حتى يكون جزءا من التحالف، ولكننا لا نحصل على ثمار تلك التضحيات، بل الذي يجري هو أن المؤامرات تحاك ضدنا من قبل أحد أعضاء التحالف، أي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. ولهذا السبب بدأ قادة المناطق في الإصلاح باتخاذ القرارات بأنفسهم لتعزيز وجودهم في مأرب وفي الجوف»
وتابع :«حاول السعوديون استباق التمرد في صفوف الإصلاح من خلال منح انتباه أكبر لقيادة الإصلاح في الرياض، فقد التقى ولي العهد محمد بن سلمان مؤخرا بزعيم التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي».
ووصف «هيرست» التنافس بين القوى الخارجية في اليمن بـ«الموقف المعقد»، خاصة بعد دخول عُمان على الخط، إذ أنها تعتبر جنوب اليمن حديقتها الخلفية، وتشعر بقلق شديد إزاء استيلاء الإماراتيين على سلسلة من الموانئ والجزر الاستراتيجية.
واختتم المقال:«بالمحصلة، ثبت أن أول مغامرة عسكرية يطلقها الأمير السعودي البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاما بوصفه وزيراً للدفاع آلت إلى فشل ذريع من الناحية التكتيكية والاستراتيجية، فهذا الأمير، الذي يشاد به في الدوائر الغربية على أنه مصلح شاب سيكون رأس الحربة في الحملة ضد إيران، لم ينجح إلا في توحيد اليمنيين ضده، وهو إنجاز نادر في عالم شديد الاستقطاب. لقد قام فعلاً بإطلاق النار على قدميه، ليس مرة واحدة، بل عديد المرات».