اتفقت قوى المعارضة السورية المشاركة في الرياض، الجمعة، على إرسال وفد موحد إلى محادثات جنيف المقرر عقدها الأسبوع المقبل برعاية الأمم المتحدة.
وقالت بسمة قضماني، عضو الائتلاف السوري المعارض، في مؤتمر صحفي عقد في ختام اليوم الثاني من مؤتمر الرياض2: «اتفقنا مع المنصتين (القاهرة وموسكو) على تشكيل وفد واحد للمشاركة في المفاوضات المباشرة بجنيف يضم 50 شخصا»، مضيفة أن المشاركين سوف يتفقون خلال الساعات القادمة على التشكيلة النهائية لهذا الوقد.
وأردفت قضماني: «سقفنا التفاوضي أن يغادر بشار الأسد، رأس النظام، الحكم عند بدء المرحلة الانتقالية»، واعتبرت أن هذا “ليس شرطاً مسبقاً”.
وأوضحت: «نذهب إلى جنيف دون شروط مسبقة، لكن رؤيتنا أن الانتقال السياسي يحتاج إلى بيئة آمنة، وذلك لا ينجز ولن يتم بوجود رأس النظام».
وتابعت: «رأس النظام يجب أن يغادر الحكم لكي تستلم الحكم هيئة حكم ديمقراطية، وهناك تحفظ من منصة موسكو على ذلك».
وأردفت: «لكن متفقون على أرضية واسعة في رؤيتنا لمستقبل سوريا، ولذلك سيكون هناك وفد موحد في جنيف».
وأصدرت القوى المعارضة بيانا ختاميا، بعد يومين من الاجتماعات، تلاه فراس الخالدي، رئيس منصة القاهرة بالمعارضة السورية في مفاوضات جنيف.
وقال الخالدي: «المجتمعون أكدوا كذلك على خروج بشار الأسد ونظامه من الحكم، وتحفظت على ذلك منصة موسكو».
وأضاف: «توصل المشاركون في اجتماع المعارضة السورية الموسع إلى تشكيل هيئة مكونة من 50 عضواً يتولون مهام التفاوض، ويمثلون كافة مكونات المعارضة ومنصاتها».
وأكمل: «كما دعا المشاركون المبعوث الدولي للأزمة السورية (استافان دي مستورا) لاستئناف المفاوضات المباشرة دون أي شروط مسبقة بهدف الوصول إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية على أساس بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254».
وتابع الخالدي «أنه تم التأكيد على ما جاء في إعلان جنيف 1 وتنفيذ العملية الانتقالية على نحو يكفل سلامة الجميع، في جو من الأمن والاستقرار والهدوء».
يذكر أن بيان «جنيف 1» نص على «إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تُهيّئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وأن تمارس هيئة الحكم الانتقالية كامل السلطات التنفيذية»، على أن تقوم بالتهيئة لدستور ولمستقبل جديد في سوريا.
وتم تبني قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بالإجماع، وذلك بتاريخ 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
منصة موسكو
واعتبرت قضماني وجود منصة القاهرة ومنصة موسكو مؤشراً مشجعاً على أن المعارضة حازمة في أن تمشي بخطوة واحدة بكل مكوناتها.
من جهته نفى الخالدي انسحاب منصتي موسكو والقاهرة من الاجتماع، مشيراً إلى أنهما موجودتان، وما تردد عن انسحابهما كان بسبب خلاف على الشكل التقني وتم حل الخلاف.
ويشارك في اجتماع الرياض 140 شخصاً يتوزعون بين المعارضة الرئيسية الممثلة خصوصاً بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبين ممثلين عن منصة القاهرة التي تضم مجموعة معارضين مستقلين، ومنصة موسكو القريبة من روسيا.
يذكر أن استقالات من الهيئة العليا للمفاوضات سبقت انعقاد المؤتمر بالرياض، على خلفية استبعاد السعودية الهيئة من الدعوات للمؤتمر، كما دعت قوى ثورية إلى عدم إشراك منصة موسكو في الاجتماعات، لتقاربها مع نظام الأسد، ووقوفها ضد مبدء رحيله في الحل السياسي.