في الوقت الذي تفرض فيه مصر زيادات في الأسعار يومًا تلو الآخر، وانهيارٍ شبه كامل لقطاعات هامة تهدّد حياة المواطن المصري، مثل منظومة السكك الحديدية والصحة؛ يُنفاق ببزخ على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لتكون «مدينة للأغنياء» فقط.
وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، في مؤتمر صحفي بمجلس الوزراء اليوم الأربعاء، إنّ «هناك اتجاهًا للتوسع في إقامة نماذج لجامعات أجنبية عالمية في العاصمة الإدارية الجديدة، وتخصيص نسبة مجانية للمتفوقين دراسيًا في هذه الجامعات؛ التي ستكون من بينها جامعات تكنولوجية».
ولم تقتصر أشكال الرفاهية على الجامعات الأميركية؛ إذ تُقام دار للأوبرا في العاصمة الإدارية تتسع 2500 مقعد، إضافة إلى إقامة مسرحين ملحقين بالمسرح الكبير، ووجود مكتبة قومية كُبرى ومركز للإبداع، ومتحف للفن الحديث بتكلفة أربعة مليارات دولار.
وبتكلفة 2.5 مليار دولار ينشأ مبنى وزارة الدفاع الجديد، ومشروعات القرية الذكية، وإنشاء أكبر مجمع حضاري في الشرق الأوسط؛ يشمل أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة، ومركزًا ثقافيًا يضم أقدم المخطوطات وكتب التراث، ومدينة ملاهٍ ضخمة.
وتقدّر تكلفة إنشاء العاصمة الإدارية بـ23.6 مليار جنيه، وتقام على مساحة 170 ألف فدان؛ وتصل سعر الشقة فيها إلى مليوني جنيه!
وبالرغم من كل هذه الأرقام التي تنفق على «مدينة الأغنياء»، رفض عبدالفتاح السيسي تطوير مرفق السكة الحديد في مايو الماضي (قبل وقوع حادثة قطار الإسكندرية بثلاثة أشهر).
وانتقد سياسيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي البذخ الذي أقيم في حفل افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة يوم الجمعة 6 أكتوبر الماضي؛ خاصة مع إعلان الحكومة عن قرارات تعسفية تزيد من عناء المواطن المطحون وتضعها في موقف حرج؛ بعد قبولها رعاية البنك القطري لحفل العاصمة.
عقارات بأربعة ملايين جنيه
وأعلنت شركة مصر إيطاليا العقارية فتح باب الحجز للمحال التجارية في مول العاصمة الإدارية بمساحات مختلفة، بأسعار تبدأ من أربعة ملايين جنيه وحتى عشرة ملايين جنيه، ومن المقرر أن تُسلّم وحداتها في ديسمبر 2020.
وطرحت المحال التجارية في الثلاثة أدوار الأولى «الأرضي والأول والثاني» بمساحات تبلغ 230 مترًا، في الدور الأرضي منقسمة إلى 130 مترًا، بالإضافة إلى مائة متر أمام المحل، بما يخدم مشروعات مثل المطاعم والكافيهات، ويقدر سعر المحل بتسعة ملايين جنيه. وتبلغ مساحة محال الدور الأول 130 مترًا، تباع بأربعة ملايين و600 ألف جنيه (أي 35 ألفًا للمتر الواحد).
وتبلغ مساحة المحل في الدور الثاني 120 مترًا، لتباع بأربعة ملايين جنيه، بما يقدر بـ33 ألف جنيه مصري للمتر الواحد.
وأعلنت الشركة أنّ الدفع عن طريق سداد 10% من إجمالي المبلغ، وباقي القيمة المستحقة على مدار خمس سنوات من دون فوائد.
وفي مايو 2016، أعلنت شركة العاصمة الجديدة للاستثمار العقاري أنّ شركة مصر إيطاليا العقارية اشترت مائتي فدان في العاصمة الإدارية الجديدة مقابل 2.06 مليار جنيه.
احتفالات البذخ
وشهدت العاصمة الإدارية احتفالًا كبيرًا تزامنًا مع الذكرى الرابعة والأربعين لنصر السادس من أكتوبر وافتتاح فندق «الماسة» كابيتال، أوّل فندق في العاصمة، في حفل أحياه المغني الإماراتي حسين الجسمي، واللبنانية نانسي عجرم، والمصري تامر حسني، بحضور من الوزراء والممثلين والإعلاميين.
وأعلن وزير الإسكان مصطفى مدبولي، في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري وتنميته يوم 13 مارس 2015، عن مشروع العاصمة الإدارية ليكون مقرًا للإدارات الحكومية والوزارات الرئيسة والسفارات الأجنبية.
ومن المقرر الانتهاء من المشروع بين عامي 2020 و2022 بتكلفة 45 مليار دولار؛ متضمنًا مشروع العاصمة لمطار دولي جديد، ويُنقل البرلمان والقصور الرئاسية والوزارات الحكومية والسفارات الأجنبية إلى العاصمة.