أكدت دراسة جديدة، أن الاكتفاء بنظام الغذاء النباتي، قد يكون نظام صحيا للأفراد إذا وضع بعناية، لكن إن توسع نطاق الأمر لجميع السكان سيطرأ تأثير على الصحة العامة للمواطنين، لانعدام العناصر الغذائية التي لها دور في المرتبطة بخطر الإصابة ببعض الأمراض، وفق ما نشرت صحيفة «الإندنبندنت».

وأضافت الدراسة التي نشرتها «الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم»، فإنه إذا تحول الجميع إلى نباتيين، من المرجح أن يواجه العديد من الناس نقصا في مختلف العناصر الغذائية، وأثناء شروعهم في البحث عن أثر صناعة اللحوم على انبعاثات الغازات الدفيئة، وجدوا أنه إذا تمت إزالة جميع الحيوانات من الكوكب، فإن كمية الغذاء المتاحة للإنسان لتناول الطعام ستزيد بنسبة 23%؛ وذلك لأن الحبوب التي تستخدم حاليا لتغذية الحيوانات، يمكن أن تستهلك من قبل البشر.

وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة المعروض من عناصر غذائية الهامة، بما في ذلك «الكربوهيدرات والنحاس والمغنيسيوم والسيستين»، وستتوافر بأكثر من احتياجات السكان، إلا أنه مع ذلك فإن المعروض من العناصر الغذائية الهامة الأخرى والتي نحصل عليها من المنتجات الحيوانية ستنخفض، وهي «الكالسيوم وفيتامينات A و D، B12، والأراكيدونيك، وإيكوسابنتانويك والأحماض الدهنية دوكوساهيكسانويك».

وترتبطت بعض هذه العناصر الغذائية بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والنمو البصري والمعرفي لدى الرضع، وحدة البصر، وتقول أحد واضعي الدراسة «ماري بيث هول»، من دائرة البحوث الزراعية في وزارة الزراعة الأمريكية: «ببساطة، هناك بعض المتطلبات الغذائية التي لا يمكننا الحصول عليها فقط من استهلاك الأطعمة المشتقة من النباتات».

ولم يأخذ الباحثون أثناء إجراء دراستهم في الاعتبار، أن الناس يتناولون المكملات الغذائية، لكنهم ركزوا فقط على تقييم المدخول الغذائي عن طريق الطعام فقط، وبحسب الصحيفة، يعترف الباحثون بأن العيش بصحة جيدة بواسطة نظام غذائي نباتي ممكن لكن على المستوى الفردي، ويعتقدون أنه من الصعب تحقيق ذلك إذا فرض على نطاق واسع.

وتقول الدراسة «من الممكن تماما لتلبية الاحتياجات الغذائية للبشر بالاعتماد فقط على النباتات، لكن دعمه كنظام غذائي لكل البشر، تحديا كبيرا».

ورغم أن الباحثين يعترفون بأهمية تناول الفاكهة والخضروات وهي مرتبطة بحياة صحية مستدامة، إلا أنهم خلصوا إلى أن اتباع جميع البشر لنظام غذائي نباتي، فيسصاب معظمهم بأمراض مرتبطة بسوء التغذية، فالإنسان لابد له أن يحصل على العناصر الغذائية بطرق متنوعة غير النباتات.

والحيوانات هي الكائنات الوحيدة القادرة على تحويل الحبوب إلى أنواع أخرى من العناصر الغذائية التي تتوافر في اللحوم ولألبان والبيض.