في خطوة جديدة اعتبرها الفلاحين تهدف لمواصلة الحرب عليهم، بدأ نظام عبد الفتاح السيسي في تطبيق الغرامات بسبب زراعة الأرز.
وهاجم عبدالفتاح السيسي الفلاحين، حيث رفض إزالة الغرامات الواردة على الفلاحين نتيجة زراعة الأزر بالمخالفة، قائلًا: «لازم تكون عارف إن اللي بتتكلم عليهم هم أهلي وناسي زيك، بس لازم نعرف إن الأوطان لا تبنى بالخواطر ولكن بالالتزام والانضباط».
وحمل السيسي، الفلاحين مسؤلية نقص المياه، حيث قال خلال افتتاحه مشروع الاستزراع السمكي ببركة غليون، أمس السبت: «لسه بنتكلم بقالنا أسبوع عن مشكلة سد النهضة وبنقول المياه رايحة فين، ونحن لسنا ضد زراعة الأرز ولكن علشان حجم المياه المخصص للزراعة يكفينا، ولما نتجاوزه هيترتب عليه نقص المياه المتاحة لمصر، وهل دا لصالحنا؟».
الحكومة تتحرك لتطبيق الغرامات
وبعد ساعات قليلة من هجوم عبد الفتاح السيسي على الفلاحين فى خطابه الأخير، بزعم أنهم وراء تفاقم أزمة مياه النيل، توعد محمد عبد العاطي، وزير الري، مزارعي الأرز بعقوبات صارمة، مؤكدا عدم الاستجابة للمطالبات بالتنازل عن تلك الغرامات.
وقال عبد العاطي، في تصريحات صحفية، إنه «لن يتم التنازل عن تحصيل قيمة المخالفات أو إلغائها، ولن نستجيب للطلبات الكثيرة الخاصة بالتنازل عن الغرامات»، مشيرا إلى أن هذه المخالفات تقلل من قدرة الدولة على ترشيد استهلاك مياه الري وتوفيرها لخطط التوسع الأفقي بالأراضي الجديدة.
وأضاف عبد العاطي أن «زراعات الأرز المخالفة تؤثر بالسلب على الموارد المائية، حيث إنها تستنزف كميات كبيرة من مياه الري على حساب المحاصيل الأخرى، في ظل محدودية الموارد المائية».
من جانبه قال عبد اللطيف خالد، رئيس قطاع توزيع المياه بوزارة الرى، إنه «سيتم فرض عقوبات مشددة على مخالفات الأرز، حيث سيتم تطبيق غرامات الأرز بواقع 3660 جنيها للفدان في المناطق التي تروى مباشرة بالمياه، بعد مضاعفة غرامات مخلفات الأرز من 30 قرشا إلى 60 قرشا عن كل متر مكعب للمياه بعد مضاعفتها، بالإضافة إلى المصاريف الإدارية التي تصل إلى 90 قرشا حتى تكون رادعًا للمخالفين».
معاناة الفلاحين
ويواجه الفلاحين في مصر ظروف صعبة هذا الأيام، فبخلاف الغرامة التي يريد النظام فرضها عليهم، يتواصل ارتفاع أسعار الأسمدة، والتي ارتفعت خلال حكم السيسي ثلاث مرات، كما يشكو الفلاحين من ارتفاع أسعار السولار، وإهمال النظام في تنظيف الترع، مما يتسبب نقص المياه.
وفي المقابل يحرض النظام على شراء المحاصيل من الفلاحيين بأسعار أقل من السوق، مما تسبب في خسائر كبرى للفلاحين.
وكشف محمود حسن مزارع، عن حجم المعاناة التي يتعرض لها الفلاحين هذا الأيام.
وقال حسن في تصريح خاص لموقع رصد، «كل حاجة بقت غالية، من السماد والسولار والكهرباء، موضحا أن تكاليف الإنتاج تتضاعف».
وأضاف حسن أنه في ظل تضاعف تكاليف الإنتاج، وغلاء المعيشة، تواصل الحكومة شراء المحاصيل من الفلاحين بأسعار متدنية، بخلاف التأخر في استلام أموالهم، مطالبا الدولة بالمزيد من العدل لصالح «الفلاحين الغلابة اللي مش عارفين يعيشوا».
وأضاف الفلاح: «إحنا فئة الفلاحين في مصر، ودي فئة غلبانة، ولما الحكومة تاخد فلوسنا، مانعرفش نجيب كيماوي ولا نصرف على أراضينا، ولا على بيوتنا ولا على عيالنا، واللي بيحصل ده مش عدالة ولا هتنفع معانا».
وتابع: «من يوم ما السيسي مسك الحكم، عايزين نعرف هو عمل إيه للفلاح المصري، الحاجات بتاعتنا مش بناخد فلوسها، القمح بس اللي بناخد سعره، إنما القطن والحاجات التانية لاء، مش عارفين نعيش ولا نصرف على عيالنا».