قال الإعلامي السعودي المعارض جمال خاشقجي، المقيم في الولايات المتحدة، إنّ الأسرة الحاكمة في الرياض هي أصل الفساد في المملكة؛ لأنّ الأمراء هم مَنْ يتدخلون في العقود ويحصلون على المليارات منها.
جاء هذا في ندوة نظّمها فرع «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» بواشنطن أمس الخميس في العاصمة الأميركية تحت عنوان «زلزال في الرياض… التداعيات الإقليمية والدولية».
ناقشت الندوة التطوّرات التي شهدتها السعودية في الأسبوعين الماضيين، وتداعيات حملة الاعتقالات التي طالت مئات الأمراء ورجال الأعمال تحت شعار «محاربة الفساد». وشارك فيها الباحث في مركز «بايكر» للسياسات كريستيان كوتس، وأدارها خليل الجهشان، المدير التنفيذي للمركز العربي.
واعتقلت السلطات السعودية العشرات من كبار المسؤولين، منهم الملياردير الأمير الوليد بن طلال، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمنع أي معارضة في سبيل توليه السلس للسلطة.
ويواجه المحتجَزون اتهامات بغسل الأموال والابتزاز والرشوة واستغلال مناصبهم العامة لتحقيق مكاسب شخصية. ومنحت لجنة سعودية لمكافحة الفساد صلاحيات مصادرة شركات وأموال وغيرها من الأصول قبل إجراء تحقيقات جنائية.
وفي هجوم حاد على وليّ العهد السعودي دعا خاشقجي الأمير محمد بن سلمان إلى التفرقة بين أموال الأمراء وأموال الشركات. واستشهد بما ذكره ابن سلمان بوجود هدر سنوي يقدر بأكثر من مائة مليار دولار تنفق بشكل غير فاعل.
وقال الكاتب السعودي إنّ هناك حاجة بالفعل إلى مكافحة الفساد؛ لكن في الوقت نفسه يجب مناقشة الأمر؛ نظرًا لتداعياته. ورأى أنّ القطاع الخاص السعودي مصاب بحالة من الذعر والهلع بسبب ما يحدث في المملكة، ولم يعد أحد ينتقد إجراءات السلطات السعودية خشية من الاعتقال.
تجريم إخوان السعودية والتحالف معهم باليمن
ودعا الإعلامي السعودي المعارض ولي العهد إلى الابتعاد عن «الحساسية السعودية المبالغ فيها تجاه جماعة الإخوان المسلمين»، مستغربًا من إدراج السلطات الجماعة على قوائم «المنظمات الإرهابية» في المملكة وإقامة علاقات تحالف وطيدة معهم في اليمن، أو استقبال مسؤول الإخوان في سوريا على الأراضي السعودية.
وطالب ابن سلمان بالتحالف مع الإخوان، قائلًا إنّ الملك السعودي الراحل فيصل بن عبدالعزيز تحالف معهم في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته. كما ناشده بإطلاق سراح رجال الدين السعوديين الإصلاحيين المعتقلين قبل حملة «مكافحة الفساد».
وتحدّث جمال عن غياب الشفافية عن حملة الاعتقالات، ومنع الصحافة السعودية من مواكبتها وتسليط الضوء عليها من أجل إطلاع الرأي العام على حقيقة ما يجري.
تداعيات اقتصادية
وقال جمال إنّ التداعيات الاقتصادية لحملة ابن سلمان قد ترسل إشارات إيجابية للمستثمرين، لكن غياب الشفافية يُثير الشكوك تجاه مستقبل الاستثمار في السعودية.
ولفت إلى حالة الذعر التي يعيشها رجال الأعمال السعوديون، الخائفون على مستقبل أعمالهم، وما إذا كان سيف محاربة الفساد سيطالهم أيضًا، وكذلك ذعر عشرات آلاف العاملين في الشركات التي اعتقل أصحابها في حملته بشأن مسقبل وظائفهم في هذه الشركات.
ودعا الكاتب ولي العهد السعودي إلى التركيز أكثر على حل قضية البطالة، التي تعتبر التحدي الأكبر لاقتصاد المملكة في المستقبل.
ويقيم الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي في الولايات المتحدة بعد منعه من الكتابة لما يقارب العام؛ عقب تلقيه اتصالًا هاتفيًا من شخص في الديوان الملكي يأمره بالصمت، وفق تصريحات سابقة له.
