رغم أنهم لا يحملون أو يمرون بمراحل ما بعد الحمل، بسبب هرموناتهم الأنثوية المنخفضة إلى حد كبير والتي تسببت في أن يكونوا رجالا، إلا أن دراسة جديدة صادرة عن «مركز بحوث السويد»، قالت إن الرجال يكافحون أثناء انتقالهم إلى مرحلة الأبوة، أو بمعنى آخر، يصابون باكتئاب ما بعد الولادة، وفقا لصحيفة «الجارديان».
وأضافت الصحيفة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن الدراسة، وجدت أن من 4% إلى 10% من الرجال الذين شملتهم الدراسة، يعانون من أعراض معتدلة لاكتئاب ما بعد الولادة، بينما عانى 28% منهم لكن بشكل أكثر حدة من النسبة الأولى، بينما احتاج 1% منهم إلى المساعدة العاجلة بسبب الأضرار النفسية التي لحقت بهم جراء امتلاكهم أطفالا.
وشملت الدراسة 477 أبا سويديا جديدا، وقالت الصحيفة، إن ثلث العينة حاولت إلحاق الضرر بأنفسهم، وبينما يتم متابعة النساء بعد الولادة بسبب أعراض الاكتئاب، إلا أنه نادرا ما يتم فحص الآباء أيضا.
الحل
تقول «إليسا بسوني»، الكاتبة الرئيسية للورقة السويدية، من قسم علم النفس في جامعة لوند، إن مقياس الاكتئاب لمرحلة ما بعد الولادة، والمستخدم لكل من النساء والرجال ليس دقيقا جدا في التقاط وتحديد أعراض الاكتئاب لدى الآباء، لكن أبحاثها أظهرت مستويات أعلى من الاكتئاب لدى الآباء لأنه شمل أعراض الاكتئاب لدى الذكور والتي تختلف عن النساء، كالإثارة والتهيج والغضب السريع والعمل لساعات أطول والشرب أكثر من اللازم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مستويات الاكتئاب لدى الآباء قد تكون مرتفعة، بسبب أن الباحثين يبحثون عن ذلك أو بسبب أنهم يكافحون من أجل أولادهم الجدد، لكن «بسوني» تعتقد أن الآباء يواجهون بشكل متزايد نفس المعضلات التي تقابل الأمهات، بما في ذلك محاولة الجمع بين الأبوة والعمل، ويعاني الآباء من الاكتئاب في كثير من الأحيان بسبب الضغوط الخارجية، مثل العمل، أو إذا كان شريكهم مكتئب، ويتضاعف خطر الاكتئاب لديهم، بجانب قلة النوم.
ووجدت الدراسة أيضا أن الأب المكتئب والذي لا يلعب مع طفله أو يبتسم له، ينقل ما لديه لأطفاله ويتأثرون بعمق الاكتئاب الأبوي بعد الولادة، ويؤدي إلى تدني مستويات الرفاهية وكثرة المشاكل السلوكية لهم وخصوصا في سن السابعة.
وتعتقد بسوني أن الآباء الحساسون يلحظ شركائهم وأقاربهم وأصدقائهم، بازدياد في علامات الإثارة والتهيج والقلق والتوتر، في سنوات الأبوة الأولى، ويستمر الاكتئاب طوال الـ12 شهرا الأولى.
وأشارت إلى أن العلاج يكمن في العلاج السلوكي والمعرفي، والذي يتم مساعدة أخصائي نفسي بجانب تناول مضادات الاكتئاب، وتضيف «بسوني «واحدة من أفظع الأشياء أن تدرك بعد عام أنك كنت مصاب بالإكتئاب، وضيعت فرصة الاستمتاع بالسنة الأولى في حياة طفلك».