تسلط عشر مخرجات فلسطينيات مشاركات في الدورة الثامنة لمهرجان شاشات لسينما المرأة الضوء على عدد من القضايا الاجتماعية في مجتمعهن تحت شعار "إنا مرأة من فلسطين".
وقالت علياء ارصغلي مديرة المهرجان لرويترز اليوم السبت: "قررنا تخصيص المهرجان في دورته لهذا العام كما في العام الماضي للأفلام الفلسطينية من الضفة الغربية وقطاع غزة لتتناول العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في المجتمع الفلسطيني."
وأضافت: " تقدم لنا هذا العام 35 مشروعا تم اختيار عشرة منها رأينا أنها تسلط الضوء على قضايا مهمة إضافة إلى تنوعها والإبداع الموجود فيها".
واختارت إيناس عايش خريجة كلية الإعلام في جامعة الأقصى بقطاع غزة أن تنقل معاناة قصار القامة في فيلمها (أقدام صغيرة).
ويعكس الفيلم تغلب علاء الشاب القصير القامة الذي يحتاج إلى الصعود على مقعد للوصول إلى المغسلة على كل المعيقات وان يجد الإنسانة التي تقبل به زوجا لها رغم كل التعليقات والانتقادات من المجتمع.
وتقدم رنا مطر طالبة الصحافة في جامعة الأقصى عرضا للعودة إلى الزمن الجميل في فيلمها (أبيض أسود) من خلال تقديم نماذج لما حقنته المرأة الفلسطينية في المشاركات الرياضية العربية والدولية في فترة الستينات.
وأوضحت انه تمت إتاحة الفرصة امام المشاركات في المهرجان لاختيار موضوع أفلامهن التي من المقرر أن يتواصل عرضها حتى الخامس عشر من ديسمبر القادم.
وتستعرض رهام الغزالي في فيملها (خارج الإطار) قصة فتاتين من غزة كانتا تحلمان بواقع تشاركان فيه في المجتمع لكن الواقع كان أكثر صعوبة مما كانتا تحلمان به.
وتتحدث مجموعة أخرى من الأفلام عن قضايا العنوسة والزواج المبكر وفترة الخطبة حيث تنقل أريج أبو عيد في فيلمها (انفصال) أثر الطلاق على حياة المرأة والأبناء.
وتستعرض أميمة حموري في فيلمها (فستان ابيض) إثر تأخر الفتاة في الزواج على الأسرة ومنه جعل فتاة في عمر الثانية عشرة من عمرها تفكر في الفستان الأبيض حتى لا تصل إلى مرحلة العنوسة.
ويعكس فيلم تغريد العزة (دبلة الخطوبة) واقع فترة الخطبة التي تمثل فرصة للتعارف في مجتمع تصبح فيه من تفسخ خطبتها كالمطلقة.
وحازت أوضاع الحياة في قطاع غزة على جزء من الأفلام حيث تنقل أثار الجدل في فيلمها (قطعت) معاناة أهل قطاع غزة من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.
وتقدم ألاء الدسوقي في فيلمها (ضجة) ضغوط الحياة في قطاع غزة التي تنعكس على المواطن سلبا فتدفعه إلى العنف.
وتستحضر ليالي كيلاني في فيلمها (لو أخذوه) معاناة الفلسطينيين جراء الاستيطان من خلال تقديم نموذج لعائلة فلسطينية قررت الصمود في وجه المستوطنين والحفاظ على منزلها التي تجري محاولات متكررة لطردهم منه.
وتجمع فادية صلاح الدين في فيلمها (هيك القانون) بين الإشارة إلى تولي أول امرأة فلسطينية لمنصب قاضية في القضاء الشرعي والدعوة إلى تطوير قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع التطور الحاصل في المجتمع.
ومن المقرر عرض الأفلام العشرة المشاركة في المهرجان الممول من قبل عدد من المؤسسات المحلية والأجنبية في عدد من المدن والقرى والخيمات إضافة إلى مؤسسات أكاديمية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وترى مديرة المهرجان أن مؤسسة شاشات التي تأسست منذ عام 2005 نجحت من خلال مهرجان (سينما المرأة) في خلق حالة من الوصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة رغم الانقسام السياسي.
وقالت" "من خلال ما نسمعه من تقييم وردود فعل على ما يعرض في الضفة الغربية وقطاع غزة من أفلام مشاركة في المهرجان نشعر أننا نجحنا في تعريف الجمهور بطبيعة الحياة في شقي الوطن المفصول جغرافيا وسياسيا".