لا يزال الجدل قائمًا بشأن تصريحات المغنية شيرين عبدالوهاب عن مياه النيل، التي نصحت جمهورها بألا يشربوا منها والاعتماد على مياه معدنية فرنسية، وبالرغم من ذلك هناك إساءات تعرّض إليها نهر النيل لأسباب عديدة؛ إما لإهمال حكومي أو تصرفات سيئة من المواطنين.
انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لواحدة من الجمهور تطلب من شيرين أن تغني «ماشربتش من نيلها»، حينها صاحت بصوت عال وهي تذكر اسم الأغنية، فما كان من شيرين إلا الرد عليها قائلة: «هايجيلك بلهارسيا»، وطالبتها بشرب مياه معدنية فرنسية الصنع بدلًا من ماء النيل، قائلة: «اشربي من مياه إيفيان أحسن».
ولأنّ هذا الأمر ليس الأول من نوعه الذي تفتعله شيرين، اعتبر الجمهور أنّ كلماتها تسيء إلى الأغنية الوطنية التي قدّمتها قبل سنوات، كما تقلّل من مياه نهر النيل المصري.
لكنّ خبراء وتقارير رسمية يثبتان أنّ هناك أربعة أسباب فعلية لتلوّث مياه النيل؛ كالتالي:
1- الصرف الصحي
قالت باحثة كيميائية في تصريح خاص لـ«رصد» إنّ «30% من مياه الصرف في مصر تُصرف في مياه نهر النيل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ لأن 80% من المنشآت المصرية، سواء خدمية أو سكنية، ليس فيها صرف صحي، و15% تصب في ترع الري القادمة من النهر؛ وبالتالي التأثير على صحة المواطنين سلبًا، بريّ المحاصيل بمياه ملوثة».
وأضافت أنّ «الـ15% المصروفة من السكان المجاورين لنهر النيل، مثل الجزر والمساكن العشوائية النيلية، والعوامات والمراكب النيلية، والصيادين والمصانع التي تتخلص من المبيدات والمخلفات مباشرة إلى نهر النيل».
2- أحكام غير مفعلة
وقالت الباحثة إنّ محكمة القضاء الإداري في أسوان اعتبرت (في نوفمبر 2011) أنّ تلويث نهر النيل «شروع في قتل»؛ وبالرغم من ذلك لم يُفعّل هذا الحكم منذ حينه.
3- مخلفات المصانع
كشف تقرير صادر عن جهاز شؤون البيئة في ديسمبر 2011 أنّ مصادر تلوُّث نهر النيل تدرّجت خطورتها تصاعديًا من مياه تبريد محطات الكهرباء حتى صرف المنشآت الصناعية، كما يؤدي تغيُّر نوعية مياه النهر بطريق مباشر أو غير مباشر إلى الإضرار بصحة الإنسان.
4- مصارف زراعية
وقال التقرير إنّ 72 مصرفًا زراعيًا يلقي مباشرة في النيل بنحو 13.7 مليار مكعب سنويًا من المياه المحمَّلة بالمبيدات والكيمياويات، جنبًا إلى جنب مع الصرف الصحي الخاص بالقرى المحرومة من الخدمة.
