أعلنت المملكة العربية السعودية موقفها تجاه مصر في أزمتها مع إثيوبيا الخاصة بسد النهضة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، في بيان أمس الثلاثاء، إن وزير خارجية بلاده سامح شكري التقى نظيره السعودي عادل الجبير في مقر وزارة الخارجية في الرياض، وأوضح أن الجانبان ناقشا موضوع سد النهضة والجمود الذي يعتري المسار الفني.
وأكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية على “أهمية الاحترام الكامل للاتفاق الإطاري الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، خاصة على ضوء المرونة التي أبدتها مصر طوال عملية التفاوض على المسار الفني.
احتجاز ممول سد النهضة
وفي الوقت الذي أعلنت فيه السعودية تفهمها للموقف المصري في أزمة سد النهضة لأول مرة، طالت قائمة المحتجزين في المملكة العربية السعودية أكبر ممول لسد النهضة الإثيوبي، في تحول للموقف السعودي، خاصة في ظل الاستثمارات الخليجية بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، في سد النهضة.
واحتجزت السعودية رجل الأعمال السعودي المقيم في إثيوبيا محمد العمودي، أكبر المستثمرين والمساهم الرئيسي في سد النهضة.
وتقدر ثروة «العمودي» بأكثر من 9 مليارات دولار، والغريب أنه كان يفاخر بدعمه ومساهمته الكبري في إنشاء سد النهضة الإثيوبي الذي عارضته القاهرة لأنه يقلص حجم مياه النيل الواصلة إلى مصر، حيث اعترف عبر موقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية، أنه ساهم بـ 88 مليون دولار في بناء سد النهضة.
ووصفت الصحف الإثيوبية العمودي بأنه أكبر مستثمر أجنبي في أديس أبابا، وهو أول من تبرع في حملة تمويل سد النهضة التي دشنها رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل ميلس زيناوي، ومنح الحكومة الإثيوبية 88 مليون دولار لإنشاء السد.
قال رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ماريام ديسالين تعليقا على حملة مكافحة الفساد التي تقوم بها السلطات السعودية، إن أديس أبابا تتابع هذه القضية خاصة مع القبض على رجل الأعمال السعودي محمد حسين العمودي، الإثيوبي المولد، وأكبر ممولي سد النهضة.
وصرح ديسالين لوسائل إعلام إثيوبية فى مؤتمر صحفى، الخميس، بأن الحكومة تعتقد أن استثمارات العمودي فى أثيوبيا لن تتأثر بالحملة.
يذكر أن العمودي يحمل الجنسية السعودية والإثيوبية، ولديه جزء كبيرا من استثماراته في أثيوبيا، وفقا لمجلة “فوربس”، بلغت قيمتها حوالي 10.9 مليار دولار، وهو أيضا أغنى رجل في إثيوبيا وثاني أغنى مواطن سعودي في العالم، وترتبط استثماراته بالنفط والسلع العالمية.
استثمارات كبرى
وتعد السعودية – وفقًا لتصريحات رسمية لمسئولين سعوديين وإثيوبيين – من أكبر الدول المستثمرة فى إثيوبيا ، وفقًا للوزير المفوض والقنصل العام بالسفارة الإثيوبية لدى السعودية تمسغن عمر، فحجم الاستثمارات السعودية فى إثيوبيا بلغ 3 مليارات دولار ، تركزت معظمها فى المجالات الزراعية والإنتاج الحيوانى والطاقة ، وتجاوزت الـ 294 مشروعًا ، منها 141 مشروعًا فى الإنتاج الحيوانى والزراعى ، فضلًا عن المشروعات الصناعية التى تجاوزت 64 مشروعًا ، ومشروعات أخرى متنوعة.
وفى تصريح سابق، أكد رئيس الجمعية الزراعية للمستثمرين السعوديين فى إثيوبيا محمد الشهرى، أن هناك أكثر من 400 مستثمر سعودى فى إثيوبيا، يضخون ما يقرب من 200 مليون دولار سنويًا فى المجالات سابقة الذكر.
وشهدت الفترة الأخيرة مزيدًا من التعاون، عبر اتفاقيات سعودية إثيوبية مشتركة فى مجالى الزراعة والطاقة، على رأسها إنشاء لجنة مشتركة تمكن الدولتين من التعاون فى قطاع الطاقة، وذلك خلال استقبال وفد سعودى برئاسة أحمد الخطيب، كبير مستشارين فى الديوان الملكى بالسعودية، لأديس أبابا، واتفق الجانبان على قيام اللجنة بإجراء دراسة فنية حول البدائل وطرق لإنتاج الكهرباء فى إثيوبيا.
زيارات متبادلة
كما قام الوفد السعودى بزيارة سد النهضة الإثيوبى ، وفقًا لموقع (والتا) الإثيوبي، وذلك لمعرفة قدرة إمكانية الطاقة المتجددة فى إثيوبيا ، مؤكدًا طلب رئيس الوزراء الإثيوبى هيلى مريام من الرياض دعم المشاريع الضخمة فى إثيوبيا ماليًا واستثماريًا وعلى رأسها سد النهضة.
وقال كبير المستشارين فى الديوان الملكى السعودى للموقع الإثيوبى أن البلدين لديهما قدرة هائلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
قبلها بأيام، زار وفد سعودى برئاسة عبد الرحمن بن عبد المحسن الفاضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لدعم الاستثمار الزراعى السعودى ذو القيمة المضافة فى إثيوبيا، حيث أكد الفاضلي، أن إثيوبيا لديها إمكانية ضخمة فى الاستثمار الزراعى.
وكشف أن فريقًا مشتركًا اختير من كل من إثيوبيا والسعودية سيتم إنشاؤه لإجراء دراسة جدوى والخروج بأفكار الاستثمار فى القطاع الزراعى.
كما التقى وزير الدفاع السعودى سراج فجيسا ، أعضاء من الجالية الإثيوبية فى السعودية لمناقشة الوضع الأمنى فى إثيوبيا والتحديات التى تواجهها إثيوبيا، وجمع أموالًا من الجالية الإثيوبية لدعم بناء سد النهضة الإثيوبي، وذلك وفقًا لما نشره موقع والتا الإثيوبى.