شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في لقاء «النأي بالنفس» ودموعه تغلبه.. «سعد الحريري» يضع شرطًا للتراجع عن استقالته

رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري ـ اثناء أول حوار له منذ اعلان الاستقالة

قال سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، إنه حرٌ في السعودية، والتراجع عن استقالته وارد إذا اُحتُرمت سياسة «النأي بالنفس»، وسيعود قريبًا إلى لبنان بعد اتخاذ إجراءات تضمن أمنه وسلامته.

وفي لقاء تلفزيوني بثته قناة المستقبل اللبنانية مساء اليوم الأحد، وهو الأول منذ أعلن من الرياض قبل أسبوع استقالته من رئاسة الحكومة، قال سعد إنّه سيعود إلى بلاده قريبًا جدًا وينفّذ الإجراءات الدستورية المتعلقة باستقالته؛ إذ ينص الدستور اللبناني على شرط تقديم الاستقالة إلى رئيس الجمهورية ميشيل عون.

وأكّد أنّ من حق الرئيس اللبناني الدستوري أن أذهب إليه وأقدّم استقالتي أمامه، مضيفًا: «هو معه حق بتمسكه بذلك، وحينما أرجع إلى لبنان سيحدث حوار طويل معه ونناقش التسوية، التي تقوم فقط على النأي بالنفس».

وأضاف: «سأعود إلى لبنان فقط بعد إعداد الترتيبات الأمنية اللازمة»، وعزا استقالته إلى إحداث ما وصفها بصدمة إيجابية لإظهار خطورة الوضع، مبديًا حرصه على مصلحة جميع اللبنانيين.

احتجازه وضرب لبنان

وعن الأنباء المثارة مؤخرًا باحتجازه في السعودية، قال سعد: «أنا حر هنا، وإذا رغبت في السفر غدًا سأسافر». وتابع: «السعودية تحب لبنان، ولكن لا تحبها أكثر من الرياض»، مضيفًا أنّ «الملك سلمان يعتبرني مثل ابنه، وولي العهد يكنّ لي كل الاحترام».

وقال إنّ «الملك سلمان والسعودية هنا كلها تتمنى استقرار لبنان»، مضيفًا: «اليوم السعودي يموت وهناك لوم كبير على لبنان بأنه المتسبب في ذلك، والصاروخ الذي استهدف الرياض ليس شيئًا عاديًا، وهناك فريق لبناني يعمل في اليمن».

وقال إنّ «السعودية لم تتدخل ولا مرة في شأن لبنان الداخلي، وكان كل ما يطلب مني فقط الحياد والنأي بالنفس»، وأضاف: «أردت استمرار التسوية، ولا أسمح للنظام السوري أو غيره بفعل ما يريد في لبنان. التسوية يعني أن ننأى بأنفسنا وألا ننجر إلى الصراعات، وأن نحافظ على العلاقات الجيدة مع الدول العربية والدولية؛ واستقالتي هي صحوة».

وأبدى «سعد» استعداده لـ«المفاوضات مع كل الفرقاء السياسيين بعد الاستقالة».

وحول الأنباء عن حرب قادمة في المنطقة وتورط سعودي إسرائيلي، قال سعد: «لن أسمح لأحد بأن يعلن حربًا على لبنان لحسابات إقليمية». ونفى أن تكون هناك حرب بالتنسيق مع «إسرائيل» على لبنان، واصفًا هذه الأنباء بأنها مجرد ألاعيب من «إسرائيل»، وقال إنّ السعودية في حرب 2006 هي أكثر من وقفت بجوار لبنان.

حزب الله وإيران

وفيما يتعلق بأسباب استقالته، قال سعد: «شعرت بوجود خطر على لبنان وأبلغت الجميع بذلك، وهناك جزء من المكون اللبناني يريد ضرب الاستقرار الخليجي»، و«لا يجب أن يلعب حزب في لبنان دورًا خارجيًا».

وقال إنّ حزب الله عليه ألا يخرّب علاقات لبنان مع الدول الأخرى، و«أنا مع الشيعة وكل الطوائف، وأنا أمثلهم جمعيًا، ومصلحتنا أن نتحد من أجل لبنان». وقال إنّ الرئيس الإيراني «روحاني قال قبل أيام إن قرار لبنان هو قرار إيراني».

وتحدث عن خرق سياسة النأي بالنفس التي تبناها لبنان، وقال إنّ جزءًا من المكون اللبناني يريد ضرب الاستقرار الخليجي.

وفي سياق الحديث عن أسباب استقالته، تحدّث عن محاولات لدفع حكومته باتجاه التعامل مع النظام السوري، وقال إن واجبه يكمن في حماية كل المكونات والأطياف اللبنانية، وضرورة الحفاظ على التسوية في لبنان؛ في إشارة إلى الاتفاق الذي بموجبه تولى الحريري رئاسة الحكومة الحالية وتولى ميشيل عون رئاسة الجمهورية.

وقال سعد الحريري إن السعودية ترى في لبنان مصدرًا لاستقرارها.

حملة اعتقالات السعودية

وقال إنّ العلاقة الوثيقة مع ولي العهد السعودي «ممتازة. كل اللقاءات كانت أكثر من ودية». لكنه رفض التعليق عن تزامن استقالته مع حملة اعتقالات السلطات السعودية ضد أمراء ومسؤولين ورجال أعمال سعوديين، معتبرًا أن ذلك مجرد شأن داخلي سعودي.

وادّعى أن التزامن كان مجرد صدفة. مضيفًا أن ابن سلمان أدرى بما يقوم به، والعاهل سلمان بن عبدالعزيز هو المسؤول شخصيًا عن حملة محاربة الفساد. وأشاد بالقضاء السعودي، معتبرًا أن خطوة محاربة الفساد مناسبة، وتمنى أن تتخذ السلطات اللبنانية خطوات شبيهة.

وعن زيارته إلى الإمارات، قال سعد: ذهبت للحفاظ على أمن لبنان، وكان هناك اتفاق على صحة الخطوة؛ و«اللقاء كان مميزًا. ذهبت لأبين الموقف الذي اتخذته، وكان هناك تفهم لذلك».

مقاطعة

غلبت الدموع عيون سعد الحريري على الهواء مباشرة؛ ما اضطر المذيعة إلى توقيف اللقاء مؤقتًا والخروج بفاصل إعلاني.

واللافت أنه كرر كلمة «النأي بالنفس» في خطابه أكثر من أربع مرات؛ في إشارة إلى تجنيب إدخال لبنان في صراعات المنطقة.

وقرّر تليفزيون لبنان الرسمي وقنوات «الجديد» و«المنار» و«أو تي في» و«إل بي سي» اللبنانية الامتناع عن بث المقابلة التلفزيونية لسعد من الرياض؛ التزامًا بما قاله رئيس الجمهورية ميشيل عون بأن ما صدر عنه وسيصدر موضع شكّ والتباس ولا يمكن الركون إليه أو اعتباره مواقف صادرة بملء إرادة رئيس الحكومة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023