بالرغم من مخالفتهم القانون والتعدّي على الطرق العامة والتربح دون تصريحات أو تراخيص أو محلات، قررت وزارة الداخلية تشكيل طوق أمني لحماية عشرات الباعة الجائلين في موقف أحمد حلمي بالقاهرة أثناء وقفة لهم تنادي بترشيح عبدالفتاح السيسي لمدة رئاسية ثانية.
علشان نبنيها لكن نسخة الباعة الجائلين مع شعبان عبد الرحيم….يسلم دماغ مسؤل المخابرات شعبة المهمشين والغوغاء pic.twitter.com/11FHjxtGxH
— mohamed wahed (@m_eelwahed) November 12, 2017
وتأتي هذه الحماية، وسط مشاركة باعة جائلين وعاملين في حرف صغرى، بعدما قال حسام فودة، رئيس المجلس المصري للعمال والفلاحين والعضو المنضم حديثًا إلى اللجنة التأسيسية لحملة «علشان تبنيها»، إنه دعا إلى تنظيم الوقفة بموقف أحمد حلمي (الواقع في التقاطع بين منطقة رمسيس ووسط القاهرة وحي شبرا).
وتهدف حملة «علشان تبنيها» إلى مطالبة السيسي بالترشّح إلى مدّة رئاسية ثانية، ولم يمضِ على تأسيسها إلا شهر؛ بدعم من جهاز المخابرات وإجبار سياسيين ورياضيين على توقيع استماراتها، وتهديد العاملين في الدولة بالفصل إذا لم يوقعوا.
الطاعة أو الطرد من الشارع
ورأى الدكتور يحيى القزاز، الناشط السياسي، أنّ الباعة الجائلين دومًا تحت خدمة الشرطة؛ لأنهم بطبيعة عملهم مهددون إما بالطاعة أو الطرد من الشارع الذي يمثّل كل حياتهم ومصدر رزقهم.
وقال الدكتور ممدوح حمزة في تصريح لـ«رصد» إنّ «الشرطة استغلت الباعة الجائلين منذ سنوات عديدة؛ فخرج منهم بلطجية في انتخابات البرلمان 2010، ولاحظناهم في وقفات ما يطلق عليهم المواطنون الشرفاء».
وتقول التقديرات إنّ أكثر من عشرة ملايين مصري وأسرهم يعيشون على البيع في الشوارع والأكشاك. وفي 2014، تعرّض الباعة الجائلون إلى حملات أمنية دون أن تشفع لهم مساندتهم لقوات الأمن أثناء فض تظاهرات المعارضين للنظام العسكري.
وقابل الباعة قرار نقلهم بالرفض، وأعلنوا أنهم سيحاربون من أجل لقمة عيشهم، ورددوا هتافات مناهضة لعبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب حينها؛ بعدما شعروا أنّ الحكومة غدرت بهم بعد أن كانوا من أشد المقاومين لمسيرات رافضي الانقلاب العسكري في حينها.
وشهدت عشرات الوقفات الاحتجاجية والمسيرات اعتداءات ممنهجة من الباعة الجائلين في وسط القاهرة، في إطار اتفاق غير مكتوب بينهم وبين حكومة الانقلاب بأن تتركهم الحكومة يحتلون الشوارع ليبيعوا فيها بضائعهم مقابل مساعدتها في مواجهة الإخوان.