شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الأدب والطب.. ثنائية تلازم على مر الزمن

الأدب والطب.. ثنائية تلازم على مر الزمن
  قد يكون في الصباح متعاملا مع أجساد بني البشر، مع الأوردة والشرايين ، مع آهات المرضى وأنات الثكلى، وفى المساء يتعامل...

 

قد يكون في الصباح متعاملا مع أجساد بني البشر، مع الأوردة والشرايين ، مع آهات المرضى وأنات الثكلى، وفى المساء يتعامل مع فكر ووجدان يشعر به ويقرأه يعبر عنه  ويسطره في قصة ،شعر، رواية أو أي لون من ألوان الأدب، ربما هذا حال الأطباء الذين زاولوا الأدب ونجحوا فيه، وربما حال آخرين هو طغيان حرفة على الأخرى.
 
ومن خلال نظرة تأمل على الأدب وصانعيه، تجد علاقة وثيقة تربط الأدب والطب فالأديب الروسي تشيكوف أفضل كتاب القصة القصيرة على مدى التاريخ كان طبيبا يرى تزواجا بين الوظيفتين ولم يكن بإمكان الابتعاد عن إحداهما أما يوسف أدريس- رائد القصة القصيرة في العالم العربي- فهو طبيب نفسي حاول مزاولة الطب ولكنه فضل الأدب وجعله مسارا لحياته .
 
لم يكن "تشيكوف" آو "إدريس" هما المثالين الوحيدين بل هناك عشرات الأمثلة من الكتاب المعاصرين والقدامى مثل الشاعر أحمد زكى أبو شادي الذي تخصص في علم البكترولوجيا الطبية ومن المعاصرين الكاتب و الروائي محمد المخزنجى، والكاتب أحمد خالد توفيق أشهر كتاب أدب الرعب وأدب الشباب وغيرهم من شباب الكتاب
 
ولذلك قامت "رصد" بلقاء عدد من الأطباء الكتاب  الشباب ليفصحوا عن أسرار هذه ثنائية الطب والأدب العلاقة التي تجمع بينهم 
 
الدواخلى: الطب تجربة أتاحت لي رؤية البشر في أضعف حالتهم
تقول الكاتبة د.إيمان الدواخلى " الطب تجربة حياتية أتاحت لي رؤية البشر في أضعف صورهم.. الموت بكل صوره، خاصة في مجال تخصصي المعني بالحوادث والطوارئ والعمليات..المكابرة على الإثم حتى في ختام الحياة في الرعاية المركزة..الأسرار التي لا تقال خاصة في الفترة التي عملت بها في مجال طب النساء
 
ولفتت "الطب فتح لي آفاقا واسعة للخبرات وللكتابة" وقد أثمرت هذه التجارب عن أولى أعمالي وهى  متتالية "حواديت الست الدكتورة " التي حوت قصص واقعية وشائكة مما شاهدت طوال ممارسة الطب ثم المجموعة القصصية "جمع تكسير" ورواية "غادة" و"الأمة تلد" .
 
وأوضحت أنها قررت ترك الطب بعد رحلة طويلة في الدراسة والممارسة للتفرغ لعشقها الأول وهو الأدب وأسست جماعة الاتكية الأدبية المعنية بالكتابات الشبابية الجادة .
 
وأضافت "لست من عادتي الندم على شيء فأنا أخوض التجربة إلى النهاية وأتعلم منها"
 
 الشاذلي: أعتز بممارسة الطب مع الأدب
أما د.شريف الشاذلي مدرس مساعد بقسم النساء والتوليد بجامعة أسيوط – والذي صدر له إلى الآن مجموعة قصصية بعنوان " إرهاصات وطنية ترقى إلى مرتبة الهرتلة " ورواية "هوجة" فضلًا عن عدد من المقالات الإلكترونية-  يقول علاقة الطب والأدب علاقة يلاحظها الجميع دون أن يحددوا دوافعها خاصة أن معظم الأدباء الأطباء ينتمون للأدب ويكتبون من قبل أن يمتهنوا الطب وليس العكس.
 
وأضاف دراسة الطب تمنحك قدر لا بأس به من تنظيم الفكر والاقتراب من فلسفة شديدة العمق هي فلسفة الحياة،و يجعلك تقترب من قصص الناس وتتعامل مع كل أشكال البشر وتصير جزءا من قصتهم وتفاصيلها فالطبيب لا يمثل المعالج في معظم الأحوال لكنه أيضا يمثل مصدر الشكوى والأذن التي تسمع الألم..وهى الأشياء التي تمثل وقود الانفعال وفتيل الكتابة.
 
نجيب: عيادتي مقر صالوني الأدبي 
أما د. محمد نجيب -الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة – والذي صدر له إلى الآن 3 ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻗﺼﺼﻴﺔ ﻫﻲ "ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺓ ملك"و"ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺗﺎر ﺑﺸﺮﻳﺔ" ﻭ "عندما تموت القطط" ﻭﺭﻭﺍﻳﺘﻴﻦ "ﺃﺳﻔﻜﺴﻴﺎ .. ﺃﻥ تذوب ﻋﺸﻘﺎ" ﻭ "ﺍﻟﻤﺒﺘعدون ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺘﺮﺑﻮﺍ " يروى لنا تجربة طريفة لعشق الأدب والطب حيث يقيم صالون أدبي شهريًا بعيادته الخاصة بالجيزة ويحضره عدد من الكتاب والشعراء والفنانين.  
 
ويرى نجيب أن ﻓﻲ الطب ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ .. ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ التأمل .. ﻛﺜﻴﺮ من الاقتراب قد ﻻﻳﺘﺎﺡ ﻷﻱ أديب آخر.
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023