قطع نادي برشلونة الإسباني الشكوك التي تناثرت حول دعوته للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لحضور مباراة الكلاسيكو المقبلة أمام ريال مدريد بملعب كامب نو في السابع من شهر أكتوبر المقبل؛ حيث أكد النادي الكتالوني أنه "وافق على طلب من الجندي نفسه لحضور اللقاء".
وعلى الرغم من احتجاجات جماهير البرسا المناصرة للقضية الفلسطينية، اعترف نائب رئيس النادي كارليس فيلاروبي بأن شاليط الذي كان أسيرًا في قطاع غزة بين عامي 2006 و2011، "أعلن رسميا حضوره المباراة".
وأشار فيلاروبي – في تصريحات إذاعية – إلى أنه أشرف بنفسه على المفاوضات مع شاليط بعد أن طلب الأخير مشاهدة مباراة السابع من الشهر المقبل بملعب كامب نو في الجولة السابعة من الدوري الإسباني.
وبرر نائب رئيس البرسا قبول الدعوة قائلا: "برشلونة يشكل نقطة التقاء للشعوب، وليس للتناحر بينهم".
وأضاف: "برشلونة عرض مقعدًا على شاليط في المقصورة، لكن الجندي الإسرائيلي رفض، وطلب الجلوس بمقعد قريب من الملعب، كما سيتم إعداد فيلم وثائقي عن الزيارة".
وشدد مسئول البرسا على أن موقف ناديه من النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي يعتمد على "التوافق وتنسيق الجهود بين الطرفين"، معيدًا إلى الأذهان دعوة برشلونة لإقامة مباراة مع منتخب مكون من لاعبين فلسطينيين وإسرائيليين عام 2005.
وكشفت صحيفة «الباييس» الإسبانية الخميس عن طلب مقدم من جماهير برشلونة المناصرة لفلسطين إلى رئيس النادي ساندرو روسيل تطالبه برفض دعوة شاليط، وهو ما لم يحدث في النهاية.
وفي غضون ذلك، أكدت صحيفتا "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيليتان نبأ حضور شاليط لمباراة "الكلاسيكو" القادم، وأشارتا إلى أن ضغوطا كبيرة مورست على النادي الكاتلوني من طرف نشطاء فلسطينيين بهدف ثني النادي عن المضي قدما في الدعوة، إلا إن تلك المحاولات باءت بالفشل.
وكانت مؤسسات وجمعيات حقوقية ناشطة في إقليم كاتلونيا، قد عبّرت بدورها عن استيائها من دعوة برشلونة لشاليط، وطالبت النادي بالتراجع عن القرار، الذي لا ينسجم – بحسب رأيها- مع أهداف النادي الذي يعبّر عن الإقليم المُطالب بالانفصال عن إسبانيا، وتلقى القضية الفلسطينية داخله تأييدا واسعا.
وفي الأراضي الفلسطينية، عبّرت وزارة الشباب والرياضة في الحكومة المقالة بغزة عن استنكارها للخطوة التي أعلنها نادي برشلونة الإسباني بدعوته لتكريم شاليط، وأكدت إن ما سيقدم عليه برشلونة يمثل صفعة لجماهيره في العالم العربي والإسلامي، وخطوة استفزازية لمشاعر الجماهير الفلسطينية التي تعشق النادي وتتابع جميع مبارياته.
وأوضحت الوزارة أهمية المشاركة في حملات رفض تكريم شاليط، والتأكيد على أنه جندي محتل شارك في مهاجمة الأطفال والنساء، وترويع الأبرياء في قطاع غزة، التي اختطف من حدودها وهو يعتلي دبابة إسرائيلية، طبقا لما قالته الوزارة.
