شهدت الساحة الإعلامية في الساعات القليلة الماضية تضاربًا بشأن ملابسات تقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته، لا سيما بعد تسويق قناة «العربية» السعودية خبر «إحباط محاولة اغتيال تعرّض إليها في بيروت قبل أيام؛ بعدما عطّل المُخططون أبراج المراقبة أثناء تحرّك موكبه»، لكن قناة «أو تي في» اللبنانية سارعت إلى نفي الخبر، مستندة إلى «مصادر أمنية» لم تسمّها.
ووسط هذه الأجواء الإعلامية، التي تحمل غايات سياسية، نفت قوى الأمن الداخلي في لبنان، عبر بيان رسمي، أن تكون مصدرًا للأنباء المتداولة، دون أن تؤكّد صحة مخطط محاولة الاغتيال أو تنفيه؛ مكتفية بالقول إنه «ليس لديها أي معطيات عن ذلك».
وجاء هذا البيان «تعليقًا عمّا يتداول عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية عن إحباط شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي محاولة لاغتيال دولة الرئيس سعد الحريري، يهم هذه المديرية أن توضح أن ما يتداول غير صادر عنها أو عن شعبة المعلومات؛ وبالتالي فإنها ليست مصدر هذه الأنباء وليس لديها أي معطيات عن ذلك، فاقتضى التوضيح».
إجراءات أمنية مشددة
ويتبع سعد الحريري إجراءات أمنية تعتمد على فريق حماية خاص يتولى إدارة تفاصيل انتقاله، بموكب من العسكريين في سرية حرس الحكومة التابع لقوى الأمن الداخلي، كما يُشارك فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في مواكبة تحركاته، وحراسة المناسبات التي يُشارك فيها بشكل شخصي.
تلميحات
وألمح سعد إلى أمنه الشخصي أثناء إعلان استقالته، مُستحضرًا الأشهر القليلة التي سبقت اغتيال والده وتخللها تعرّضه إلى ضغوطات سياسية كبرى، قائلًا إنه «لمس ما يُحاك في الخفاء لاستهداف حياته».
وفي خطاب متلفز، وصف الأجواء الحالية بأنها «تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري».
صدمة وخوف من المجهول
ووضعت استقالة سعد المفاجئة البلد في حالة صدمة وخوف من المجهول، خصوصًا أنها أُعلنت من السعودية؛ بعد يومين فقط من قوله إنّ «المملكة العربية السعودية حريصة على الاستقرار في لبنان».
وتلقى اللبنانيون نبأ الاستقالة بصدمة، واعتبروها إهانة للسيادة اللبنانية وحريتها واستقلاليتها، في حين اعتبرها سياسيون نقطة سوداء في تاريخ السياسة اللبنانية.
وقال سعد في بيان الاستقالة إنّ «لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي»، متوعدًا بأنّ أيديها «في المنطقة ستقطع»، وقال إنه يرفض «استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين؛ فتدخل حزب الله تسبب لنا في مشكلات مع محيطنا العربي».