بعد عامين ونصف من «عاصفة الحزم»، لم يكتفِ أبناء زايد بسحب قواتهم من اليمن والتخلي عن حليفتهم المملكة العربية السعودية في حربها ضد مليشيا الحوثي؛ بل قرّروا سرقة ثرواته والتآمر ضد قوات الحلف العربي نفسها. وفي التقرير نرصد أبرز ملامح هذه المؤامرة.
وقال حسن الدقي، أمين عام حزب الأمة الإماراتي، في تصريح لـ«رصد»، إنّ أبناء زايد لهم أهداف في اليمن؛ أوّلها استنزاف ثورته، والقضاء على جماعة الإخوان المسلمين، واستنزاف الثروات.
وأضاف أنّ الإمارات فور دخولها عدن استولت على منطقة المعاشيق؛ وبالتالي أصبحت كل قيادات السلطة الشرعية تحت الإقامة الجبرية في اليمن، ثم أنشأت مليشيات طائفية مناطقية مسلحة في عدن وشبوة وحضرموت، وتبنّت كل القيادات المعارضة لهادي ودعمتهم وسلّحتهم؛ ثم انتقلت إلى مرحلة اعتقال القيادات المعارضة للمشروع الإماراتي وتصفيتهم.
انقلاب بتدبير إماراتي
وقال ياسر اليمناي، القيادي السابق في المؤتمر الشعبي، إنه «لم يعد خافيًا على أحد ما تمارسه دولة الإمارات في اليمن عامة، وفي المحافظات الجنوبية خاصة»؛ إذ تواصل والمليشيات التابعة لها الزجّ بأفراد المقاومة الوطنية وأبناء القبائل في السجون، وترتكب مختلف أنواع الجرائم على مرأى المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي ومسمعهما.
وأضاف أنّ الانقلاب الذي حدث في صنعاء خططت له الإمارات منذ وقت مبكر؛ إذ عملت على الإطاحة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ووضعه تحت الإقامة الجبرية، كما أن دخول الحوثيين إلى عدن بعلم الإمارات، التي جعلت منه مبررًا لدخولها وإلى المحافظات الجنوبية للسيطرة عليها، ولم تسمح بعودة الشرعية أو الجيش الوطني.
وقال ياسر إنّ المشروع الإماراتي قديم في اليمن؛ فسبق وسعت الإمارات إلى السيطرة على ميناء عدن قبل الثورة اليمنية، ووجدت الفرصة مناسبة لتحقيق مشروعها عبر المشاركة في التحالف العربي، داعيًا السعودية إلى مراجعة وجود الإمارات في التحالف؛ لأنّ ما تفعله سيضرّ دول الخليج جميعًا وليس الشعب اليمني فقط.
ضرب قوات التحالف
وسبق وقال المغرد السعودي الشهير «مجتهد» إنّ ثمة مؤامرة عسكرية من مليشيات مسلحة تابعة للإمارات في اليمن ضد القوات التابعة للحكومة اليمنية أثناء استعادة منطقة «جبل الهان» في تعز من أيدي الحوثيين؛ ما كلّف القوات الحكومية 35 قتيلًا.
وكتب «مجتهد» في تغريدة على «تويتر» أنّ الفصائل التابعة للإمارات انسحبت بعد منتصف ليل الأحد من دون مقدمات من «جبل الهان»، الذي كان المنقذ الوحيد المتبقي لتعز المحاصرة، وسلّموه للحوثيين؛ فقطعوا آخر طريق لإمداد تعز.
وأضاف: «غير أنه بعد معارك ضارية راح فيها 30 قتيلًا من قوات الشرعية، تصدّت كتائب المقاومة وعلى رأسها (الإصلاح) و(حسم) للحوثيين واستعادوا الجبل»، وأضاف: «تبين بعد التحقيق أن الحوثيين كانوا مستعدين للاستيلاء على الجبل؛ مما يدل على تنسيق مسبق مع الكتائب الموالية للإمارات».
اليوم قبيل الفجر في تعز المحاصرة خيانة من الكتائب الموالية للإمارات وقى الله شرها بعد أن دفعت الكتائب الأخرى ثمنا قدره 35 شهيدا
التفاصيل ⬇️ pic.twitter.com/DY4oBXPu3z— مجتهد (@mujtahidd) October 30, 2017
الإطاحة بهادي
في مايو الماضي، قال موقع «إنتلجنس أون لاين» الاستخباري الفرنسي إنّ مستشار الأمن القومي الإماراتي «طحنون بن زايد» أقنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع يده عن الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي وإفساح المجال له لتدبير شؤون الحكم في اليمن.
وأضاف الموقع الفرنسي أنّ ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد يأمل في الإطاحة قريبًا بالرئيس اليمني الموالي للسعودية؛ إذا استطاع إقناع الأمير السعودي «القوي» محمد بن سلمان، وهو ما تم بالفعل.
ووفقًا لمصادر الموقع، سافر الجنرال أحمد العسيري، رجل ولي العهد والثاني في رئاسة المخابرات العامة، إلى أبوظبي في 27 يونيو الماضي لمقابلة أحمد صالح، ابن الرئيس السابق علي عبدالله صالح والقائد السابق للحرس الجمهوري وسفير اليمن سابقًا في دولة الإمارات.