تزامنًا مع توطيد العلاقات المصرية الإسرائيلية ضمن «السلام العادل» الذي يتبناه عبدالفتاح السيسي منذ عامين، بدأت دول عربية اتخاذ إجراءات تطبيع على المستويات السياسية والرياضية والاقتصادية؛ ما ينذر بخطورة على القضية الفلسطينة وتغيير المبادئ الأساسية للعرب تجاه الإسرائيليين.
وتتخذ دول عربية، منها النظام السعودي، خطوات كبرى ومتلاحقة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومع فتح قنوات اتصال بين الطرفين وتعيين عرّاب التطبيع السعودي مع الاحتلال الأمير محمد بن سلمان وليًّا للعهد، تمهيدًا لخلافة والده على رأس عرش المملكة؛ بات التطبيع الشعبي قاب قوسين أو أدنى.
التعهّد برفع العلم
ووصل الأمر إلى تعهّد دولة الإمارات برفع العلم الإسرائيلي العام المقبل أثناء مباريات الجودو العالمية المقامة على أراضيها، بعد اعتذارها عن عدم رفعه في هذه البطولة بسبب الخوف من الانتقادات.
وجاء الوعد بهدف إرضاء المنتخب الإسرائيلي الذي يشارك في المباريات هناك منذ أكثر من عام.
ونشر الاتحاد الدولي لرياضة الجودو صورة تجمع رئيس الاتحاد الإماراتي «محمد بن ثعلوب الدرعي» يعتذر لنظيره الإسرائيلي؛ لأنّ الإمارات لم تسمح برفع الرموز الإسرائيلية أثناء البطولة الدولية، وكذلك رفض مصافحة لاعب إماراتي لنظيره الإسرائيلي بعد انتهاء المباراة بينهما.
سعوديون مع التطبيع
في يونيو 2016، ومع انطلاق وسم «غزة تحت القصف»، انطلق وسم آخر من السعودية تحت عنوان «سعوديين مع التطبيع»؛ فأثار غضبًا على مواقع التواصل الاجتماعي لدى شعوب عربية لا تزال تتمسك بالقضية المركزية الأولى المتمثلة في الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وتصدّر الوسم السعودي قائمة الأكثر تداولًا في زمن قياسي.
وانتشر الوسم السعودي بعد ساعات قليلة من تصريحات للمغرد الشهير «مجتهد» أكّد فيها أن ولي العهد الجديد حينها محمد بن سلمان وجّه بتنفيذ حملة إعلامية وتويترية لتهيئة الرأي العام لعلاقات معلنة مع الاحتلال، كما أعلن عن مكافأة للإعلامي أو المغرد الذي يبدع في هذه الحملة.
البحرين تفتح الأبواب
ولم يعترض الشعب البحريني على ما أعرب عنه ملكهم حمد بن عيسى آل خليفة في سبتمبر الماضي من معارضته المقاطعة العربية لـ«إسرائيل».
وقالت صحف «إسرائيلية» إنّ ملك البحرين أدلى بهذه الأقوال للحاخام اليهودي أبراهام كوبر، رئيس مركز إيلي فيزنطال في لوس أنجلوس، أثناء لقاء ديني وقّعا فيه بيانًا يستنكر الكراهية والعنف الديني.
وهنا، لا يختلف هذا الأمر كثيرًا عن تصريحات سابقة لوزير الخارجية البحريني في الأعوام الماضية عن التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؛ فالبحرين عُرفت طوال السنوات العشرين الماضية بقربها من دولة الاحتلال وتوطيد علاقتها معها.
ترويج الحكام
ويقول الدكتور عبد الله الأشعل، المرشح الرئاسي السابق، في تصريح لـ«رصد»، إنه لا يشك أحدٌ هذه الأيام بأنّ ما تمر به المنطقة العربية هذه الأيام يعد ازدهارًا للاحتلال الإسرائيلي؛ فما كان يُعرف بالمقاطعة العربية لـ«إسرائيل» أصبح اليوم حبرًا على ورق، وسط دعوات من قادة عرب أنهم لا يرون مشكلة في التطبيع معها والترويج لها والتعامل معها اقتصاديًا وأمنيًا وعلى جميع الأصعدة.
وأضاف أنّ «العلاقات الإسرائيلية مع القادة والملوك جيدة بعكس ما عليه تجاه الشعب العربي، الذي يرفض تمامًا فكرة التطبيع، ويدرس في مدارسهم مبادئ العداء مع الكيان الصهيوني؛ لكنّ إسرائيل لم تكتفِ بالقادة، فهي أيضًا تحاول حاليًا فرض التطبيع بين الشعوب».