ببالغ الحزن والأسى، أدانت حركات وأحزاب سياسية هجوم مسلحين على رتل لقوات الأمن في الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية في الجيزة أمس الجمعة وأسفر عن مقتل 58 شرطيًا على الأقل وإصابة آخرين.
وتنوّعت بيانات الأحزاب والجماعات السياسية بين مهاجمة الإرهاب والمطالبة بمساندة مصر، وأرجع حزب «النور» السلفي الحادثة إلى الأفكار المتطرفة، بينما حمّلت جماعة «الإخوان المسلمين» وحدها نظام السيسي مسؤولية الهجوم كاملة.
مسؤولية النظام
بداية، قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها (السبت) إنّ هذا الحدث «لا يمكن فهمه إلا في سياق الخيانة الواضحة لمهمة الدولة والفشل الذريع للانقلاب في حماية الشعب، والانحراف الواضح للمؤسسات العسكرية والأمنية عن دورها في حماية الوطن والمواطن».
وأضافت: «لم يعد مقبولًا من عصابة الانقلاب الاستمرار في ادعاءاتها بإلصاق مثل هذا الحدث بصراع مع مجموعات مسلحة من هنا أو هناك، فالحدث أكبر من ذلك بكثير، وهو ما أشارت إليه قيادات عسكرية، فما جرى يعد نتيجة طبيعية لترك الجيش ثكناته العسكرية وتخليه عن حماية حدود الوطن وانغماسه في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، ورغبته المحمومة في السيطرة على مقدرات البلاد وإخضاع الشعب لسطوته».
وأشارت «الإخوان» في بيانها بأصابع الاتهام إلى النظام، واعتبرت أنَّ «الجرائم المستمرة التي دأب الانقلاب على ارتكابها؛ من اعتقالات عشوائية وإخفاء قسري وتعذيب وقتل ممنهج بحق الأبرياء من أبناء الشعب المصري عقب كل حادث مماثل دون القبض على الفاعلين أو الكشف عن المدبرين؛ هي الإرهاب الحقيقي والذي ستتخطى آثاره ومخاطره حدود مصر وسيكتوي به العالم أجمع».
ورأت الجماعة أنّ «مصر بهذا الحدث تواجه تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي ولاستقرارها ولوحدة أراضيها»، داعية «كل الشرفاء» من أبناء الشعب المصري بكل فئاته ومكوناته وتوجهاته إلى أن «يكونوا على قلب رجل واحد لإزاحة هذا الانقلاب إلى غير رجعة، وإعادة المسار الديمقراطي وتحقيق حرية المواطنين وكرامتهم، وإعادة الجيش إلى ثكناته، والتزام الشرطة بدورها في حماية الأمن الداخلي للوطن والمواطنين».
أفكار متطرفة
وادّعى محمد إبراهيم منصور، أمين عام حزب النور السلفي، أنّ «المتربصين بمصر والمتربصين بالعالم العربي والإسلامي لا يريدون لبلد عربي إسلامي أن يقوى، ولا يريدون لمصر أن تقوى ولا يريدون أن يكون لها دور فاعل فى المنطقة».
وقال، في بيان صادر عن الحزب اليوم، إنّ «العمليات الإرهابية والأفكار المتطرفة تصب في مصلحة أعداء الدولة فقط»؛ محذرًا الشباب من خطورة الأفكار المنحرفة وأثرها الخطير على مصر وعلى العالم العربي والإسلامي.
تماسك ووحدة
ونعى حزب «المصريين الأحرار» في بيان ضحايا الهجوم، ووصف الحادثة بأنها «إرهابية»، وقال في بيانه إنّ «الإرهاب الذي تحاربه مصر حاليًا يحتاج منا جميعًا إلى التكاتف والتعاون جنبًا إلى جنب، من أجل اجتثاثه من جذوره».
وقال إنّ «مصر كانت وستظل عصية على الانكسار، ومقبرة لكل الغزاة على مر العصور، وستكون بفضل الله مقبرة لكل الإرهابيين»، مطالبًا دول العالم أن تقف مع مصر في الحرب ضد «الإرهاب».
وأعلن حزب «مستقبل وطن» في بيان له اليوم السبت تضامنه الكامل مع الدولة المصرية وجهاز الشرطة، وقال إنّ «لديه كل الثقة في أنّ مثل هذه الجرائم لن تفتّ في عضد من أخذوا على عاتقهم واجب ومسؤولية التصدي لقوى الظلام والإرهاب، ولن تزيد أبناء الشعب المصري سوى تماسك ووحدة في مواجهة هؤلاء الإرهابيين».
وفي بيان، أشاد الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب «الوفد»، بالضحايا، وقال إنهم «رووا رمال الصحراء بدمائهم في مواجهة شرذمة ضالة تريد نشر الظلام والتخلف والرعب فى البلاد»، وأضاف أنّ «الشهداء افتدوا الوطن بأرواحهم الطاهرة من أجل أن يظل المصريون في أمان وسلام اجتماعي».
وقال إنّ هذا الحادث الأليم لن يفتّ في عضد الوطن ولن ينال من تماسك المصريين أو يهز وحدتهم؛ وإنما سيجعلهم يزدادون صلابة في مواجهة «طيور الظلام».
إصرار وصمود
واستنكر حزب «الدستور» الهجوم في بيان له اليوم السبت، وقدّم التعازى إلى أسر الضحايا؛ واصفًا الحادثة بـ«الفاجعة» التي حلّت في كل بيوت المصريين.
ووصف حزب «الحركة الوطنية المصرية» الحادثة بالعمل الجبان والغادر، وقال إنّ مصر ستظل بلد الأمن والأمان، وستعيش دائمًا عزيزة مكرمة رغم أنف كل حاقد كاره لهذا الوطن، الذي سيظل صامدًا دائمًا في وجه كل المحاولات التي تهدف لزعزعة أمنه واستقراره.
وادّعى رئيس حزب «الأحرار» أن الهجوم بسبب «جهود مصر في مكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية المستدامة؛ عبر المشاريع التي أنشأتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، وقال إنّ مثل هذه الحوادث لن تزيدهم إلا إصرارًا وتصميمًا في تكملة مسيرة التنمية والمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.
وقال حزب المحافظين في بيان له إنّ الشعب المصري يقف على قلب رجل واحد في وجه المخططات التي تريد تدمير مقومات دولته، معربًا عن «تقديره للجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في مواجهة مخططات تدمير الدولة».
اصطفاف وطني
وقال حزب «تيار الكرامة» إنّ الحادثة تؤكّد مدى الحاجة إلى الاصطفاف الوطني في مواجهة الإرهاب على أرضية صحيحة؛ تبدأ بفتح الأفق السياسي ووضع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب تشارك فيها كل فئات المجتمع.
كما طالب بفتح تحقيق موسع فيما حدث، مع ضرورة محاسبة المهملين والمقصرين.
هيكلة المنظومة الأمنية
وشدّد الحزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي» في بيانه اليوم السبت على ضرورة إعادة هيكلة المنظومة الأمنية للتعامل مع مخاطر وتحديات الإرهاب الذي يتطور بشكل مستمر بسبب وجود البيئة الحاضنة والظروف المساعدة على نموه وتغلغله.
وأكد أنّ المواجهة الأمنية وحدها لا يمكن أن تقضي على «الإرهاب»، وقال إن «القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب له إجراءات يجب اتخاذها؛ في مقدمتها التوقف عن السياسات التي تؤدي لإفقار ملايين المواطنين، وتدهور حال الطبقة الوسطى. كما يجب الاهتمام بالتعليم وتنمية العقل وبناء الإنسان، وفتح المجال أمام الأحزاب المدنية الديمقراطية والنقابات المستقلة وباقي مؤسسات المجتمع المدني، والتوقف عن الملاحقات الأمنية لكل صاحب رأي؛ ونحن نؤكد أنّ المؤسسات الديمقراطية هي القادرة على مواجهة هذه الأفكار الظلامية».
وطالب الحزب «بمحاسبة كل من شارك في هذه الجريمة الإرهابية البشعة بالفعل أو التدبير»، ومن قصّر في حماية أرواح الضحايا.