شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هذا ما يخشاه «بن سلمان» في رحلته إلى العرش

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

مع اقتراب الترتيبات التي يضعها العاهل السعودي المللك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، تلوح في الأفق ملفات وقضايا داخلية وخارجية أصبحت مصدر قلق للأمير في الطريق السلس الذي خطاه لعرش المملكة.

ففي أقل من عامين، أصبح كثير من مقاليد الحكم ومؤسساته في يد، الملك المنتظر، فعقب تولي الملك سلمان السلطة، صدر أمر ملكي يوم 23 يناير 2015، بتعيينه وزيرًا للدفاع، كما صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه رئيسًا للديوان الملكي، ومستشارًا خاصاً لخادم الحرمين الشريفين.

وبعد 3 شهور من تولي بن سلمان وزارة الدفاع، أصدر الملك سلمان أمراً ملكياً، في 29 أبريل 2015م، عينه بموجبه ولياً لولي العهد، ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للدفاع، ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

ومنذ ذلك اليوم، فرض الأمير محمد نفسه على المحافل الدولية، واتجه لإزاحة كل من يعرقل طريقه، فاستبعد بعض من خشي معارضتهم، وكافأ من انحنى له ولاءا، وأسند مهام الدولة لمن لا يملكون قوة وعلاقات حتى يسهل السيطرة عليهم، إلا أن خطواته السريعة التي جعلت نجمه يلمع، قد تنقلب إلى ضده إذا لم يحتويها سريعا.

محمد بن سلمان

المعارضة تنبثق من داخل الأسرة

إن أكثر ما يؤرق الأمير محمد بن سلمان، هو انبثاق المعارضة من داخل الأسرة المالكة، فحتى الآن لم يصدر اعتراض واضح على طموحاته واستبعاد أمراء آخرين في القصر الملكي، ولكن تقارير تشير إلى أن غضب مكتوم قد ينفجر في أي لحظة يضر بخطة ولي العهد.

وقال المغرد السعودي الشهير «العهد الجديد» إن «ابن سلمان الآن في حالة قلق شديد من تعرضه لأي اغتيال، وهو يشكّ بمعظم من حوله»، فالخطوات التي اتخذها بحق امراء لهم قوة وسلطة في المملكة لن تلقى قبول كثيرا ممن بايعوه في البداية.

وفي هذا الشأن ذكر مركز  أبحاث الأمن القومي « الإسرائيلي» أن «أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقًا. فالمعارضة يمكن أن تنبثق من داخل الأسرة المالكة نفسها — أولئك الذين ليسوا راضين عن صعوده، ومؤهلاته، وأسلوبه الإداري».

ولفت المركز إلى أن الصلاحيات التي أعطاها سلمان لولده، تسببت في ظهور  قليلا من الخصوم له داخل الأسرة المالكة.

كانت أبرز التصدعات التي واجهت الأسرة الحاكمة، هي إقالة الامير محمد بن نايف، والإجراءات المتلاحقة في حقه، وأعقبها تعيين عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيرا للداخلية، الذي على الرغم من أنه من نفس فرع العائلة، إلا ان خبراته المحدودة وسنه الصغير يجعل من بن سلمان سلطة مطلقة على هذه المؤسسة.

أمراء المملكة أثناء بيعة محمد بن سلمان

هؤلاء المنافسون لبن سلمان

كان أبرز المنافسين للأمير محمد هو الامير محمد بن نايف، إلا إن تنحيته من المشهد السياسي في المملكة، جعللت أكبر قوة تواجه بن سلمان غير موجودة، ولكن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما يؤول إليه الصراع العائلي في المستقبل.

وثاني أبرز المنافسين هو الأمير متعب بن عبد الله ابن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ويعتبر آخر عضو كبير من الأسرة المالكة بالحكومة، ويرأس الحرس الوطني إلا أن تسريبات تشر إلى أن ولي العهد سيدمج الحرس الوطني في وزارة الداخلية ليهمش متعب فعليا.

أما الأمير خالد بن سلطان هو ابن ولي عهد سابق والذي أقصي من وزارة الدفاع عام 2013، بالإضافة إلى الأمير الوليد بن طلال وبعيدًا عن الدوائر السياسية في المملكة، والأمير بندر بن سلطان، أعفي في فبراير 2015 بقرار الملك سلمان من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني السعودي.

ويبقى أميرين، اشترى بن سلمان سكوتهم بمناصب وهما الأمير سعود بن نايف وعُيّن ابنه عبدالعزيز وزيرا للداخلية، والأمير محمد بن فهد مهمش، وتمت ترضيته وتعيين ابنه تركي مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير.

الأمير متعب بن عبدالله

الفشل الخارجي

يخشى بن سلمان، إخفاقه في عدد من الملفات الخارجية، على الصرح الذي بناه لنفسه داخل المملكة، خاصة فيما يتعلق بالحروب، بصفته وزير دفاع، فأزمة اليمن والتي تثقل كاهله بسبب فشله بعد ما يقربب من 3 سنوات في إحراز تقدم فيها، تجعل سياسات الامير الخارجية على المحك، خاصة وأن جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، تلقي بالاتهامات على المملكة وحلفاءها في جرائم الحرب التي وقعت ضد مدنيين خلال الصراع.

بالإضافة إلى الملف السوري، الذي راهنت فيه المملكة على المعارضة السورية في مواجهة ما اسمته «التمدد الشيعي»، إلا أن سيطرة النظام وعودته بقى إلى مدن المعارضة، ضعف من موقف السعودية في هذا الملف.

اليمن- عاصفة الحزم

التوتر الداخلي في المملكة

إن سلسلة من الصراعات والتضيقات، لازمت صعود الأمير محمد، في الحكم، فالسياسات الاقتصادية التي اتبعها ولي العهد، أدت إلى امتعاض كبير داخل الأوساط الشعبية بالمملكة، وإن كان من الصعب التعبير عنها، نظرا للتضييقات الامنية الشديدة، إلا أن آثار السياسة التقشفية، ظهرت جليا، بفرض المزيد من الضرائب، ورفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الغذائية.

كما أن الأزمة الخليجية أرخت بظلالها داخليا، فسياساته مع قطر، قابلها امتعاض داخلي، نظرا للصلات العشائرية والقبلية الممتدة بين البلدين.

أيضا قرارات الأمير ووالده الأخيرة، في تحجيم المؤسسات الدينية، والظهور بمظهر السعودية المتحررة، لم تلق قبول لدى الكثيرين في المملكة والذين اعتبروها تمس السمت الإسلامي، الذي رافق الممكلة منذ نشأتها.

ويشير محللون سياسيون إلى أنه إذا لم يسرع الأمير محمد، بالإصلاحات الداخلية فإن بركان غضب سوف ينفجر، لأحد يستطيع أن يحدد عواقبه ولا مداه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023