تعتمد المملكة العربية السعودية خلال المرحلة القادمة علي قطاع السياحة، كمورد رئيسي للدخل في الدولة، ليست السياحة الدينية كما هو معتاد، ولكن التوجه نحو السياحة الساحلية بقوة، من خلال إنشاء وإقامة منتجعات سياحية عالمية علي الجزر التابعة للملكة بالبحر الأحمر والتي إنضم لها مؤخرا جزيرتي تيران وصنافير المصريتان.
وتتضمن خطة المملكة الجديدة كسر القيود التي كانت مفروضة علي الشعب السعودي طوال السنوات الماضية، حيث أعلن محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي، عن خطة – رؤية 2030- لإحداث ثورة في الاقتصاد السعودي بإنهاء اعتماده على النفط.
وأرجأ الخبراء الانفتاح السعودي الأخير إلي التغييرات الأخيرة التي لحقت بالاقتصاد العالمي وتحول القوى، مشيرين إلى أن السعودية قامت من خلال رؤية 2030 بتغيير كامل لسياساتها لتطوير اقتصادها وتعويض الفقد من تراجع النفط عالميا.
وقال الاقتصادي، أحمد أدم، لـ«رصد»، أن المملكة تسعي لمواكبة التغييرات الاخيرة، مستغلة المقومات المتاحة لديها لزيادة التنوع بالاقتصاد دون الإعتماد علي مورد دخل بشكل أكبر من الأخر.
وأشارت وكالة (بلومبرج) الأميركية إلى أن المملكة تسعى إلى الإكثار من وسائل التسلية والترفيه والسماح للمواطنين بالاستمتاع بوقتهم، وذلك بهدف جني المزيد من الأرباح عبر النشاطات الترفيهية والمهرجانات الثقافية.
وأوضح «أدم» أن النشاط السياحي من المرتقب أن يشهد حركة ملحوظة، مؤكدا علي أن قرارات السماح للمرأة بالقيادة وإقامة الحفلات المختلطة والتضييق علي سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك من أجل التمهيد لمرحلة جديدة تستوعب قدوم السياح من مختلف الجنسيات بمختلف عاداتهم وتقاليدهم وتهيئة المجتمع السعودي لهم من أجل سهولة الإنخراط معه.
مشروعات سياحية
من المقرر إطلاق مشروع سياحي ضخم علي البحر الأحمر وتطوير مواقع سياحية حالية، يتضمن تحويل 50 جزيرة، وسلسلة مواقع أخرى علي ساحل البحر الأحمر، إلى منتجعات فاخرة.
وأكدت وكالة (بلومبرج) أن السعودية تشهد ثورة في القطاع السياحي، تهدف الخطة إلى تشجيع السعوديين على إنفاق المزيد من دخلهم في البلاد، بدلا من إنفاقها في السفر إلى الخارج، فضلا عن التسويق بدول العالم بإعتبارها دولة أساسية علي الخريطة السياحية .
ومن المتوقع أن تستكمل المرحلة الأولى من المشروع السياحي في نهاية عام 2022.
تغيرات جديدة
قال الباحث في العلاقات الدولية بهاء الدين عياد، بتصريحات صحفية، إن ما أقدمت المملكة العربية السعودية على اتخاذه يعد خطوة تحديثية كبيرة بالنظر إلى مسار التطور الاجتماعي في المملكة، وإن كانت متأخرة مقارنة بدول أخرى، مؤكدا أن ذلك يرجع الى التغيرات التي شهدها بيت الحكم السعودي ممثلا في صعود قيادة جديدة للدولة السعودية بسمات فكرية جديدة تتناسب مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد.
السياحة الدينية
وتعد السياحة الدينية، العمود الفقري لصناعة السياحة في المملكة العربية السعودية، من خلال مواسم الحج والعمرة، حيث من المتوقع أن يسهم قطاع السفر والسياحة بأكثر من 81 مليار دولاراً في الناتج المحلي السعودية بحلول العام 2026، بحسب بيانات صدرت بداية العام.
حجم السياحة في السعودية
يمثل قطاع السياحة 2.9% من الناتج المحلي السعودي عام 2015، و5% من إجمالي الناتح المحلي غير النفطي، بحسب بيانات مركز المعلومات والأبحاث السياحية (التابع للهيئة العامة للسياحة في السعودية).
وتراجعت مستويات إشغال الفنادق في السعودية العام الماضي 2016، بنسبة 4.8%، إلى 59.5% عن العام السابق عليه، وفق تقرير حديث صادر عن الشركة المتخصصة في مجال تحليل البيانات “STR”.
وتهدف رؤية السعودية 2030 لزيادة إنفاق الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية داخل البلاد من 2.9% إلى 6%.