تراقب تل أبيب عن كثب، التغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، في ظل صعود ولي العهد محمد بن سلمان، في السلطة منذ تولي والد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز زمام أمور المملكة.
وتعول السلطات الإسرائيلية كثيرا على القيادة الجديدة، لفتح أفاق واسعة أمام العلاقات السعودية الإسرائيلية، خاصة وإن التحركات التي تشهدها المملكة توافق الهوى الأميركي، وبالتالي فإنها تتم بمباركة إسرائيلية.
بن سلمان أمل إسرائيل
حظى صعود بن سلمان في السلطة السعودية، ترحيب ومباركة تل أبيب، كما وصفته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، بأنه يبعث أملا جديدا للجانب الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة أن التغييرات الأخيرة في النظام السعودي من شأنها أن تحظى بترحيب ورضاء تل أبيب، نظرا للقواسم المشتركة بين الشاب المتوقع له أن يكون ملكا في أقرب فرصة، وبين إسرائيل تجاه بعض القضايا.
واعتبرت الصحيفة أن بن سلمان بديلا جيدا، لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، والذي كان معروف بمحاولة الحفاظ على الشكل «القديم» للممكلة وثوابتها.
ومن جهته، أوضح دان شابيرو العضو بمجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، أن وجود زعيم سعودي -بالنسبة لإسرائيل- مثل بن سلمان يتقاسم معها الموقف الإستراتيجي، يضعها في نفس المعسكر معه، ويجعلها في مرحلة تحقق حلم بالنسبة لها.
ومن جهته، قال وزير الاتصالات الصهيوني، ايوب كارا، في تصريح سابق، إن تعيين ولي العهد الجديد يعني «مزيدا من التعاون الاقتصادي في الشرق الأوسط وليس فقط فيما يتعلق بالنفط»، لافتا إلى أن سيدشن عهد جديد بين دولة«الاحتلال» والسعودية، خاصة وأن بن سلمان، يحمل سياسة معادية لإيران ومناهضة للراديكالية، التي تشمل استهداف حركة حماس.
حليف استراتيجي ضد إيران
يمتلك ولي العهد السعودي، رؤية متصلبة تجاه إيران، والعداء السعودي الإيراني زادت حدته خلال الفترة الماضية نظرا للتداخل في عدد من الملفات، منها حرب اليمن، والملف السوري.
وتمثل توجهات «الملك المنتظر» بشرى، لإسرائيل، حيث تراه شريكا استراتيجيا هاما، ويجعل من إيران هدف موحد للطرفين، تدفعهم للوقوف في مربع واحد، أمام التهديد الإيراني للمنطقة.
وقال المحلل الإسرائيلي، «هناك علاقات غير معلنة إستراتيجية واقتصادية واستخباراتية بين البلدين. بالتأكيد ساهمت زيارة ترامب في تطوير العلاقات بين السعودية وإسرائيل في اتجاه محاربة الإرهاب. تتعرض إسرائيل والسعودية وبعض الدول السنية الأخرى للإرهاب سواء من قبل داعش أو من قبل إيران وبعض الجهات التي تعمل تحت إمرة إيران كحزب الله».
تغريب المملكة والتطبيع مع «إسرائيل»
توقع محللون سياسيون، إن فترة حكم سلمان وولده، ستشهد تقاربا كبيرا مع الجانب الإسرائيلي، في السياسة والاقتصاد وعدة مجالات أخرى، وخاصة بعد الزيارة الثنائية التي عقدها الرئيس الاميركي، لكل من البلدين، حاملا استراتيجية المملكة الجديدة غلى الجانب الإسرائيلي.
وذكر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» في تغريدات سابقة، أن دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لديهم مخططات تقضي بـ«إبعاد أي تأثير سياسي أو ثقافي أو تربوي أو مالي للدين في شعوب المملكة والخليج ومصر، كتهيئة لتطبيع أبدي وكامل مع إسرائيل».
وأكد المغرد أنه «يأتي في سياق هذه الخطة (في السعودية) مشروع التغريب، وتحجيم الهيئات، وتغيير المناهج، وتجميد النشاطات الدينية، واعتقال المشايخ الذي سيشمل المئات».
ولفت «مجتهد»، إلى أن «حماس ابن سلمان للدخول في هذا المشروع يأتي بسبب تعهد إسرائيل له بضمان تطويع ترامب له، وإيصاله للعرش، ومن ثم ضمان نجاحه في تحييد بقية الأسرة»
وفي ورقة أعدها مركز أبحاث الأمن القومين، توقعت أن تتجه السعودية تحت حكم بن سلمان إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى قبل أن يتم الشروع في خطوات عملية لحل الصراع مع الشعب الفلسطيني.