أعلنت وزارة الخارجية المصرية، على لسان المتحدث باسمها المستشار أحمد أبوزيد، مساء اليوم السبت، ترحيبها باستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران «وما تضمنته من عناصر تحمل أسباب ودواعي قلق مصر البالغ تجاه سياسات إيران التي تؤدي إلى عدم استقرار دول المنطقة، وتؤثر على الأمن القومي العربي، وأمن منطقة الخليج الذي يُعد امتدادًا للأمن القومي المصري».
واختار الرئيس الأميركي (الجمعة) ألا يصدّق على التزام طهران بالاتفاق النووي، وحذر من أنّ بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف، وتوعد بفرض «عقوبات قاسية» على طهران؛ وهذا في تحدٍ لقوى عالمية كبرى وقعت على الاتفاقية.
وفي منتصف 2015، توصلت مجموعة «5+1»، التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، إلى توقيع اتفاق شامل مع إيران نهي أزمة بين الجانبين استمرت نحو 12 عامًا؛ وبموجبه تُرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي.
وقال المستشار أحمد أبو زيد إنّ «مصر طالبت دومًا بضرورة تعزيز عوامل بناء الثقة في الشرق الأوسط؛ عبر أهمية تبني القوى الإقليمية سياسات ومواقف لا تشكّل تهديدًا لاستقرار المنطقة وأمنها، والتوقف عن أي تدخلات سلبية في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وأضاف أنّ موقف مصر ثابت ويدعو إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل كافة، واحترام مبادئ حسن الجوار ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية؛ بما يعزز من استقرار منطقة الشرق الأوسط وإيجاد حلول مستدامة للأزمات التي تمر بها المنطقة.
ترحيب سعودي وإماراتي
ورحّبت السعودية بالاستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأميركي، وأشادت في بيان بـ«رؤية ترامب التزامه بالعمل مع حلفاء أميركا وعمله على مواجهة التحديات، وعلى رأسها سياسات إيران العدوانية في المنطقة».
وقال البيان إنّ «المملكة العربية السعودية سبق لها أن أيّدت الاتفاق النووي، إيمانًا منها بضرورة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقتنا والعالم، وأن يؤدي ذلك إلى منع طهران من الحصول على سلاح نووي بأي شكل كان».
لكن البيان قال إنّ «إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك حزب الله والمليشيات الحوثية».
وكذلك أعلنت دولة الإمارات دعمها «بشكل كامل» الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران، ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى إعلان مواقف واضحة تجاه «الخطر الإيراني وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة»، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
رفض إيراني
وفي أول رد إيراني على استراتيجية ترامب الجديدة، أعلن الرئيس حسن روحاني رفضه خطاب ترامب برمته، موضحًا أن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي ما دام أنها تحقق مكتسباتها ومصالحها منه، وستستمر في التعاون والتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية كونها الطرف المشرف على الاتفاق.
وأصدرت الخارجية الإيرانية بيانًا يؤكد أن الاتفاق النووي دولي وغير قابل للتفاوض مجددًا، مؤكدة أنّ الأسلحة الإيرانية دفاعية.
تحفّظ دولي
وفي سياق متصل، حذّر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي مع إيران؛ مثل إعادة فرض عقوبات على طهران، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألا يُصدّق على الاتفاق.
وشدد القادة الثلاثة، الذين اتفقوا قبل إعلان ترامب على أن يكون لهم موقف مشترك، على دعمهم الاتفاق النووي. وقالوا في بيان مشترك إنهم يشاطرون الولايات المتحدة المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وإنهم على استعداد للعمل مع واشنطن لتبديد هذه المخاوف.
وقالوا: «نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات أخرى مناسبة لمعالجة هذه القضايا بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وكل الشركاء المعنيين»، و«نتطلع إلى مشاركة إيران في حوار بنّاء لوقف الأفعال المزعزعة للاستقرار، والعمل على التوصل إلى حلول عبر التفاوض».