رقم مأساوي جديد تتعرّض إليه مصر، لم يُذكر في بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لأنه يعبّر عن فشل الدولة في الحفاظ على صحة مواطنيها؛ إذ قال الدكتور «أحمد عطية»، أستاذ الذكورة والتناسل ورئيس القسم بطب قصر العيني، إنّ نسبة الضعف الجنسي بين المصريين ارتفعت إلى 64% بين الرجال في الفئة العمرية ما بين 35 عامًا و70.
وأضاف أنّه عالميًا يعاني 150 مليون رجل من الضعف الجنسي، منهم 50% تتراوح أعمارهم بين 40 عامًا و70؛ ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 322 مليونًا بحلول عام 2025.
وفي مؤتمر صحفي نظمته شركة أدوية اليوم السبت، حذّر «أحمد عطية» من خطورة ارتفاع نسبة المصريين المصابين بالضعف الجنسي؛ لما لها من أمراض مزمنة، خاصة بعد سن الـ40.
وأوضح أنّ هناك أسبابًا تؤدي إلى ضعف الانتصاب؛ وهي أمراض القلب، وانسداد الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، والسكر والشلل الرعاش وتناول أدوية واضطرابات النوم، وعلاجات سرطان البروستاتا أو تضخمها، بالإضافة إلى الجراحات أو الإصابات التي تؤثر على منطقة الحوض أو الحبل الشوكي.
أساس الأمراض
وقالت الدكتور عزة كريم، أستاذة علم النفس، في تصريح لـ«رصد»، إنّ الحالة النفسية هي أساس الأمراض؛ خاصة وأنّ الشعب المصري معروف بارتفاع نسبة الخصوبة؛ لكنّ الأزمات المالية والاقتصادية تسببت في ضغوط على الأفكار اليومية للمواطن، ما من شأنها إحداث أزمة في الانتصاب.
وجاءت هذه التصريحات منافية لتصريحات الحكومة بشأن ارتفاع معدلات الخصوبة في مصر؛ إذ قالت «غادة والي»، وزيرة التضامن الاجتماعي، في سبتمبر الماضي، إنها أطلقت حملة «كفاية 2» لخفض معدلات النمو السكاني في مصر.
وادّعت أنّ نسبة الخصوبة في الصعيد مرتفعة، وتعد الأعلى في مصر؛ وستعمل على تعطيلها عبر برامج لخفض معدلات الإنجاب.
وبحسب إعلان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن تعداد سكان مصر، الذي تجاوز المائة مليون الشهر الماضي، قال إنّ «معدل النمو السكاني منذ 2006 إلى 2017، المقدّر بـ2.56% أعلى من معدل النمو فيما بين 1996 و2016؛ وسجّل معدل نمو السكان سنويا 2.04%».
وقال الدكتور عمرو جاد، أستاذ أمراض الذكورة، إن هذه النسبة خطيرة للغاية ولها عواقب مختلفة؛ إذ إنّها تعبر عن ارتفاع نسبة استخدام المنشطات الجنسية والمخدرات، التي وصلت مبيعاتها في مصر إلى خمسة مليارات جنيه سنويًا.
وأضاف أنّ «المجتمع يعاني من كارثة، فبعيدًا عن الخطة التي وضعتها الحكومة لتقليل الخصوبة، وليست لها جدوى، يأتي ما هو أخطر من ذلك؛ إذ تسمح الدولة بالأغذية المحقونة بالهرمونات، التي تساهم بدورها في الضعف الجنسي أيضًا».
