أصدرت حركتا فتح وحماس بيانًا مشتركًا مساء الثلاثاء، بعد انتهاء اجتماعهما الأول معًا في القاهرة، قدّمتا الشكر لمصر لرعايتها جهود إنهاء الانقسام واتمام المصالحة بعد عشرة أعوام من القطيعة.
وسادت المباحثات أجواء إيجابية، وأكد المشاركون تطلعهم لمواصلة الحوار غدًا بالروح البناءة نفسها، وفق البيان، الذي قال إنّ إجراءات المصالحة بدأت أولى خطواتها بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وبدأت حكومة الوفاق الوطني تولي مهامها في القطاع.
وقالت الحركتان إنهما ناقشتا موضوعات في ملف المصالحة الفلسطينية بعمق؛ بهدف رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتخفيف الأوضاع المعيشية في قطاع غزة.
سادتها أجواء إيجابية.. حماس وفتح تختتمان الجلسة الأولى من لقاءات القاهرة.https://t.co/a01fUEq1Ud
— حركة حماس (@hamasinfo) October 10, 2017
ضمّ وفد فتح أعضاء اللجنة المركزية للحركة روحي فتوح وحسين الشيخ وأحمد حلس ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ونائب أمين سر المجلس الثوري للحركة فايز أبو عيطة.
وضمّ وفد حماس موسى أبو مرزوق ويحيى السنوار وخليل الحية وعزت الرشق وحسام بدران وصلاح البردويل. ويترأس الوفد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
لجان دمج
وفي وقت سابق، قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحماس والناطق باسمها وعضو وفدها للمصالحة، إنّ الحوار سينطلق على أساس اتفاقية 2011 وما بعدها.
ونصّت اتفاقية 2011، التي وقّعتها الحركتان في القاهرة، على تشكيل خمس لجان من الجانبين للأمن والانتخابات والحكومة والمصالحة المجتمعية ومنظمة التحرير؛ على أن تعمل كل لجنة على حل مشاكلها ومحاولة إصلاحها وضمان دمج الطرفين فيها.
محاور اللقاء
وقال عزام الأحمد، رئيس وفد فتح، في وقت سابق إنّ المفاوضات ستشمل إدارة الوزارات في قطاع غزة الذي ظلت حركة حماس تديره منذ عام 2007 حتى وافقت على تسليمه ضمن اتفاق توصل إليه الشهر الماضي. كما سيُبحث مصير نحو 50 ألف موظف حكومي عينتهم حماس في مدة الشقاق.
وسيكون الأمن محور المحادثات، بما في ذلك احتمال نشر ثلاثة آلاف من ضباط الأمن التابعين لفتح، المقرر أن ينضموا إلى قوات الشرطة في غزة في غضون عام.
وقال عزام إنّ المعبر الحدودي الوحيد في غزة مع مصر، الذي كان المنفّذ الوحيد لنحو مليوني شخص إلى العالم يجب أن يديره الحرس الرئاسي للرئيس محمود عباس، تحت إشراف من حرس الحدود التابع للاتحاد الأوروبي، بدلًا من أفراد حماس الذين يشرفون على إدارة المعبر حاليًا.
وأضاف عزام أنّ الحكومة ستعمل على إتمام الترتيبات لفتح معبري إيريز وكيرم شالوم (كرم أبو سالم) في غضون أسبوعين.
ويأمل الجانبان أن يكون لهذه الترتيبات الأمنية أثر في تشجيع مصر و«إسرائيل» على تخفيف القيود التي تفرضها على المعابر الحدودية؛ ما من شأنه إحياء الاقتصاد في قطاع غزة.
لكنّ هناك ملفًا ما زال يشكّل خلافًا حادًا بين الجانبين، وهو مستقبل الجناح المسلح لحركة حماس البالغ قوامه نحو 25 ألف مقاتل، وتقول الحركة إنه «غير قابل للتفاوض».
حكومة الوفاق
وفي وقت سابق، غادر رئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله قطاع غزة بعدما تسلّمت حكومته مهامها هناك الأسبوع المنقضي، وقال للصحفيين إنّ «الحكومة ستنفّذ أمورًا على الفور؛ لكنّ هناك أمورًا تتطلب اتفاقًا بين الفصائل» المقرر أن تتحاور في القاهرة.